اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون20 يوليه 2018 - 13 أبيب 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 27-28

اخر عدد

اذكروا وُثُقي..!

القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو

20 يوليه 2018 - 13 أبيب 1734 ش

جاءت هذه الآية في ختام رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل كولوسي (كو4: 18)، وهي ضمن أربع رسائل أرسلها من سِجنه الأول في روما (أفسس وكولوسي وفيلبّي وفليمون). فلماذا يريدنا الرسول بولس أن نذكُر قيوده المربوط بها..؟! لعلّ في ذهنه الكثير من الأفكار التي جعلته يقول هذه العبارة.. نحاول بمعونة الروح القدس أن نستكشفها:
1- آلام الخدّام يلزمنا أن نضعها في اعتبارنا.. فلا نُثَقِّل عليهم، بل نحمل معهم بقدر طاقتنا.
2- لكي يصلنا الإيمان المستقيم، دفع الخُدَّام والرعاة ثمنًا باهظًا من البذل والتضحيات والأتعاب المريرة.. مع كلّ كنيسة تُفتَح.. ومَع كلّ خِدمة تُقام.. بالفِعل كما قال السيّد المسيح: أنّ آخَرين تعبوا، ونحن دخلنا على تعبهم (يو4).. هذا يجب أن يجعلنا حريصين على حِفظ الوديعة المُسَلّمّة لنا، والتمسّك بالعقيدة السليمة إلى النفَس الأخير، مع الاجتهاد في تسليم شُعلة الإيمان إلى أجيال تالية مهما كلّفنا ذلك من أتعاب أو تضحيات..!
3- يجب أن نكون مُعاونين في حَمل الصليب، لا مُجَرَّد متفرِّجين.. نعاون بالصلاة، أو بالعطاء بكلّ نوع، أو بالمشاركة في حَمل المسئوليّة..
4- إذا كان هناك خُدّامًا مُقَيَّدين، فواجبنا أن نعمل بأقصى طاقتنا في الخدمة، لكي نستطيع تعويض ظروفهم المُقَيَّدة..
في كلّ جيل سنجد خدّامًا أمناء ومؤثِّرين، لكنّهم للأسف مقَيَّدون.. بقيود الصحّة الضعيفة، أو بقيود الوقت الضيّق، أو بقيود الحركة المحدودة، أو بقيود نظام حُكم ظالم (مثلما حدث مع القدّيس بولس).. هذا يدفعنا جميعًا، طالما نحن غير مقيّدين، أن نُشارك بكلّ جهدنا في الخدمة والكرازة وصيد النفوس لملكوت الله، كمحاولة لتعويض النقص في عدد الخدّام، لسبب القيود التي عليهم..!
5- عندما نذكُر محبّة آبائنا ورعاتنا ومُرشدينا، ومقدار تضحياتهم الكبيرة، فإنّ هذا يبكّتنا ويحرّك ضمائرنا باتجاه المساعدة في خدمة الكنيسة المقدّسة.. فإذا كانوا هم قد بذلوا أنفسهم في الخدمة، وقبلوا الأتعاب والإهانات والقيود من أجل خدمة المسيح والكنيسة، فماذا قدّمنا نحن..؟!
6- إذا رأى الإنسان تضحياتٍ كبيرةً، تهون عليه أتعابه الصغيرة.. وإذا كان يتعب بعض التعب في الخدمة، فهو لم يَصِلْ بعد إلى مستوى القيود أو الحبس أو سفك الدم.. فأين نحن من أتعاب آبائنا الرسل الأطهار؟! أو عذابات الشهداء الأبطال..؟! وحتّى إن تعرّضنا لبعض المتاعب لأجل خدمة المسيح، أو قُمنا ببعض التضحيات، فلا يجب أن نتفاخر بهذا.. بل نتذكّر الكلام الحكيم الذي علّمه لنا السيّد المسيح: "متى فعلتم كلّ ما أُمِرتم به، فقولوا إنّنا عبيد بطّالون. لأننا إنّما عملنا ما كان يجب علينا" (لو17: 10).
7- لعلّ القديس بولس بقوله "اذكروا وُثُقي" يريدنا أن ننظر للصليب، الذي هو علامة المحبّة.. فالقيود التي كان مربوطًا بها هي لمحة من الصليب الذي كان يحمله.. وهي علامة محبّته العمليّة للمسيح..
الحقيقة أنّ النظر لصليب المسيح ولخُدّامه المصلوبين معه مثل القديس بولس، يُلهِب القلب بالحُبّ الإلهي، ويُحَرِّكه للتضحية والبذل.. كما أنّه يشفي النفس من أمراض روحيّة عديدة؛ مثل حُبّ المظاهِر، والصراع على المناصِب، والانشقاقات والتحزُّبات.. فإذا كانت قيود بولس الرسول هي جروح في جسد المسيح السرِّي الذي هو الكنيسة، كيف نُضيف جروحًا جديدة على هذه الجروح، باشتباكنا داخليًّا مع بعضنا البعض؟! ألا يجدر بنا أن نداوي هذه الجروح بمحبّتنا لبعضنا البعض، واتّحادنا بقلب واحد ونفس واحدة لأجل بنيان الملكوت..؟!!



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx