اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون03 أغسطس 2018 - 27 أبيب 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 29-30

اخر عدد

السيد المسيح المعلم (2)

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

03 أغسطس 2018 - 27 أبيب 1734 ش

تحدثنا في العدد الماضي عن علاقة الرب يسوع المسيح كمعلم، بأولاده وتلاميذه وكل من يعلمهم، وحديثنا اليوم عن أمر آخر يتعلق بشخص الرب يسوع المعلم وهو...

ثانيًا: ملامح التعليم في حياة السيد المسيح

تميز تعليم ربنا يسوع المسيح بعدة ملامح نحتاج أن نتعلم منها ونكون مثله فيها، وهذه الأمور هي:

1- شمولية التعليم: فقد كان الرب يسوع كمعلم يعلّم في كل شيء. يعلم لاهوتيات فيتحدث عن علاقته مع الآب والروح القدس. ويعلم سلوكيات فيكلم الجموع عن فضائل روحية لازمة للحياة الجديدة، فيعلمهم عن المحبة وعن العطاء وعن التسامح وعن محبة الغريب. ويعلم في الاجتماعيات فيعلمهم عن علاقتهم بالدولة والرؤساء. ويعلم عن العلاقات الأسرية فيتكلم عن علاقة الرجل بامرأته كجسد واحد. ويتكلم عن التاريخ فيذكر أشخاص كموسى النبي ويونان النبي. ويعلم عن الناموس فيذكر نبوات أنبياء العهد القديم... وهكذا كان الرب يسوع معلمًا ناجحًا. لذلك فنحن في الكنيسة لا ينبغي أن نقصّر تعليمنا على الأمور الروحية والفضائل الحياتية فقط، بل ينبغي ككنيسة أن نعلّم تعليمًا شاملًا يقدم الأمور العقيدية واللاهوتية بصورة واضحة ومبسطة لكل المؤمنين، فنشرح العقائد وأسس الإيمان، كما نشرح الطقس، ونحكي التاريخ، ونعلم الروحيات... الخ من كل نواحي التعليم، فالمعرفة اللاهوتية والثمر الروحي الأمران لازمان لنؤهَّل للأبدية.

2- الهدف من التعليم دائمًا هو خلاص نفس الإنسان، فيسوع كان يعلم لكي يعرفوه هو والآب السماوي «ليعرفوك أنت أيها الآب ويسوع المسيح الذي أرسلته» (يو17: 3)، وعندما يعرفون المخلص يستطيعون أن ينالوا الملكوت السماوي، وهكذا فإن هدف التعليم في الكنيسة ليس هو معلومات عقلية فقط، بل ليكون كل تعليم هدفه هو خلاص نفوس من نقدم لهم التعليم، فالتعليم لا يجب أن يكون جافًا، بل يحمل في داخله التطبيقات العملية التي نحيا بها لنعيش حياة مسيحية حقيقية.

3- أمانة التعليم، فيسوع كمعلم لم يكن يجامل في الحق. يسوع الذي امتدح معلمنا بطرس عندما اعترف «انت هو المسيح ابن الله الحي» (متى16:16)، هو ذاته الذي انتهره عندما اعترض على فكرة صلب الرب وموته وقيامته، فقال له يسوع: «اذهب يا شيطان أنت معثرة لي»، فيسوع لم يجامل تلميذه بطرس من أجل محبته له. ونحن أيضًا كخدام في الكنيسة، مهما كانت لنا من صلات محبة وصداقات، إلّا أنه لا ينبغي أن نجامل الآخرين على حساب أمانتنا في التعليم، فنحن لا نجامل على حساب الحقائق اللاهوتية، ولا نذهب لاجتماعات كنائس أخرى بهدف المجاملة، بل لنكن أمناء فيما استلمنا من تعليم.

4- المعلم المسيحي لا يفصل بين الوداعة والشجاعة، فيسوع الذي أحب الوداعة، وعلّم تلاميذه أن يرجعوا ويصيروا مثل الأطفال، لم تمنعه وداعنه من أن يوبخ الكتبة والفريسيين على ريائهم، فوداعة التعليم لا تمنع الإنسان من أن يكون شجاعًا في الحق، فنحن نؤمن بالتسامح، ولكننا نرفض التسيُّب وإهدار الحقوق، وفي ذات الوقت لا نقبل العنف.

5- المعلم المسيحي يهتم بالعمق الروحي ولا يقبل السطحية، فيسوع كمعلم عالج الخطايا من الداخل من عمق قلب الإنسان، فعلّم ألّا يغضب الإنسان على أخيه عندما أراد أن يعلّم الجموع وصية "لا تقتل"، وفي كل تعاليمه أراد أن يعالج وجع الخطية من الداخل لكي يتعلم الإنسان السلوك الروحي الحقيقي، فالفضائل ليست سلوكًا مظهريًا، بل نقاوة من الداخل..




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx