"أنسى ما هو وراء" (في 3: 13)
الماضي يشبه المرآة في السيارة، نلتفت إليها لحيظات قليلة لنتجنّب الحوادث ونأخذ حذرنا من الأخطار، ثم لننطلق للأمام ونحن ننظر للزجاج الشفاف الذي ينير طريقنا للأمام، للمستقبل.
الماضي مضى وانقضى.. نتعلم منه نعم، أمّا أن نغرق فيها ونجترّ آلامه ونتكبّل بقيوده فلا ولا ثم لا وألف لا!!
نحتاج كذلك أن ننقّي الماضي من كل جروحه وآثاره التي تربطنا به وتجذبنا للوراء: علاقة آثمة تحتاج إلى بتر، كراهية باقية تحتاج إلى مصارحة ومصالحة، مشاريع مؤجلة أو قرارات معطلة تحتاج إلى حسم وخطة وخطوات لتنفيذها.. المهم هو أن نحتفظ بالعقل نقيًا ورشيقًا لينطلق نحو النجاح والإبداع والأفراح.
العقل لا يستطيع أن يفكر في أكثر من زمان في الوقت الواحد، فبرنامج التفكير مؤسس على "التحديد" و"الوضوح" و"النجاح".. غير ذلك يرتبك العقل، ويكتئب وينزوي ويتراجع عن العمل هكذا خلق الله العقل لينجح، ولينطلق، وغير ذلك يتوقف عن العمل بكفاءة.
وتذكر أن أديسون نجح في اختراع المصباح الكهربائي الذي أضاء ليل العالم عام 1879 بعد أن أجرى أكثر من ثلاثة آلاف تصميم على المصباح، ونجح أخيرًا في تحويل ظلام الليل الدامس إلى نور مضاء.. ولولا أنه انطلق يفكر للأمام وأهمل ما في الماضي من فشل ما صار من أشهر مخترعي العالم.
فكرة
+ لن أنظر للماضي: «لا تذكروا الأوليات والقديمات لا تتأملوا بها» (إش 43: 18) سأقف بعد كل سقطة أو ضعف.
+ لن أرضى بالهزيمة: سألتفت قليلًا إلى الماضي لاتعلم منه الدروس، ثم أنطلق للأمام، ولن أسمح له باقتحام حاضري أو غزو مستقبلي.