اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون17 أغسطس 2018 - 11 ميسري 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 31-32

اخر عدد

نيافة الأنبا أرسانيوس مطران المنيا وأبو قرقاص يرقد في الرب

17 أغسطس 2018 - 11 ميسري 1734 ش

في صباح يوم السبت 11 أغسطس 2018م، رقد في الرب بشيخوخة صالحة نيافة الأنبا أرسانيوس مطران إيبارشية المنيا وأبوقرقاص عن ٩٠ عامًا، قضى منها ٦٠ سنة راهبًا وراعيًا، قدم خلالها نموذجًا يُحتذى في الرهبنة الحقة والرعاية الأمينة بعد خدمة رعوية للإيبارشية دامت لأكثر من ٤٢ سنة.

وقد أقيمت صلوات تجنيزه بكنيسة الأمير تادرس بمدينة المنيا في الساعة الخامسة مساءً، برئاسة قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، وحضور لفيف من الآباء المطارنة والأساقفة، هم: أصحاب النيافة: (1) الأنبا أنطونيوس مطران القدس الأورشليمي والشرق الأدنى، (2) الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط، (3) الأنبا تادرس مطران بورسعيد، (4) الأنبا بطرس الأسقف العام، (5) الأنبا بساده أسقف إخميم، (6) الأنبا ديميتريوس أسقف ملوي، (7) الأنبا لوكاس أسقف أبنوب، (8) الأنبا أغابيوس أسقف دير مواس ودلجا، (9) الأنبا توماس أسقف القوصية، (10) الأنبا يسطس أسقف ورئيس دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، (11) الأنبا دانيال أسقف المعادي وسكرتير المجمع المقدس، (12) الأنبا بيمن أسقف نقاده وقوص، (13) الأنبا يوأنس أسقف أسيوط، (14) الأنبا غبريال أسقف بني سويف، (15) الأنبا تيموثاوس أسقف الزقازيق، (16) الأنبا إسطفانوس أسقف ببا والفشن، (17) الأنبا أغاثون أسقف مغاغة، (18) الأنبا جورجيوس أسقف مطاي، (19) الأنبا مينا أسقف ورئيس دير مار جرجس بالخطاطبة، (20) الأنبا دانيال أسقف ورئيس دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر، (21) الأنبا مقار أسقف مراكز الشرقية والعاشر من رمضان، (22) الأنبا زوسيما أسقف أطفيح، (23) الأنبا يوليوس الأسقف العام لكنائس مصر القديمة وأسقفية الخدمات، (24) الأنبا مكاري الأسقف العام لكنائس شبرا الجنوبية، (25) الأنبا أولوجيوس أسقف ورئيس دير الأنبا شنوده بسوهاج، (26) الأنبا ماركوس الأسقف العام لمنطقة حدائق القبة، (27) الأنبا بيجول أسقف ورئيس دير المحرق، (28) بالاضافة إلى الأنبا مكاريوس الأسقف العام للمنيا وابوقرقاص. كما شارك بالحضور الأنبا بطرس مطران المنيا للأقباط الكاثوليك ووفد مرافق له من الكهنة والراهبات، وكذلك عدد من قيادات الكنائس البروتستانتية.

إلى جانب مئات من الآباء كهنة الإيبارشية والإيبارشيات المجاورة، ورهبان كثيرين، وعدد كبير من المكرسين والمكرسات، وآلاف كثيرة من شعب الإيبارشية الذين احتشدوا بالكنيسة والمنطقة المحيطة بها لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمان نيافته.

شارك بالحضور السيد اللواء عصام البديوي محافظ المنيا، وعدد من قيادات المحافظة، ونواب الشعب وعدد كبير من إخوتنا المسلمين. وبذل رجال الأمن جهدًا كبيرًا في ذلك اليوم.

وقد ألقى نيافة الأنبا مكاريوس، الأسقف العام للمنيا وأبو قرقاص، كلمة قصيرة، شكر فيها قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، والآباء المطارنة والأساقفة، ومسئولي المحافظة، على تكبُّدهم المشاق لحضور الجنازة. وقال نيافته:

"باسم الآباء الكهنة، كهنة مجمع إيبارشية المنيا وأبو قرقاص، وجميع المكرسين والمكرسات والخدام والخادمات والمؤسسات والجمعيات القبطية وجميع أفراد الشعب القبطي، نتقدم بخالص الشكر والتقدير لحضرة صاحب لقداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني من أجل محبته ومن أجل اهتمامه، وأن يحضر متكبدًا هذه المشاق من أجل أن يعزينا ويشاركنا هذه الصلاة ويرأسها. وكان لمجيء قداسته الأثر الكبير جدًا في التخفيف عنا وفى تعزيتنا وتعويضنا.

نتقدم مرات ومرات بالشكر لقداسته رغم انشغاله ومسئولياته الجسام إلا أن قداسته أصر رغم كل شيء أن يقطع كل هذه المسافة الطويلة ليعزينا ويباركنا".

كما قدم نيافته الشكر للسيد اللواء عصام البديوي محافظ المنيا، والسيد اللواء مجدي عامر مدير أمن المنيا، والسيد العميد أيمن حسني مفتش الأمن الوطني، والسيد العميد مجدي سالم مدير إدارة البحث الجنائي، والسيد اللواء علاء يحيى نائب مدير الأمن، والسيد العقيد أكرم علي المستشار العسكري، والسيد اللواء مصطفى درويش مساعد السيد المحافظ، والسيد اللواء محمد عبد الفتاح السكرتير العام، والسادة النواب: النائب أشرف جمال، والنائب الأستاذ حسين غيتة، والأستاذ عز الدين راشد نقيب المحامين، وجميع رجال الأمن الذين بذلوا جهدًا كبيرًا لتنظيم هذا اليوم.

كما قدم الشكر لجميع الآباء المطارنة والأساقفة، وجميع الآباء والوفود التي حضرت تنوب عن بعض الآباء الذين منعتهم ظروف خاصة من المجيء للاشتراك ومنهم: نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب، ونيافة الأنبا إيسوذورس أسقف ورئيس دير البرموس، ونيافة الأنبا إشعياء أسقف طهطا وجهينة، ونيافة الأنبا برسوم أسقف ديروط وصنبو، ونيافة الأنبا أثناسيوس أسقف بني مزار، ووفد عن إيبارشية منفلوط، والآباء الكهنة من الإيبارشيات المحيطة.

بعد ذلك ألقى قداسة البابا عظة عن مثلث الرحمات نيافة الأنبا أرسانيوس، قال فيها إن نيافته عاش المحبة بصورها الأربعة، فقد كان محبًا للتعيم، محبًا للتعمير، محبًا للتسبيح، ومحبًا للتدبير (تجدها منشورة في هذا العدد صـ7)

وبعد انتهاء صلوات الجناز انتقل قداسة البابا الى حيث سيُسجّى الجثمان الطاهر وذلك أسفل الهيكل بكنيسة مار مرقس بالمطرانية للمشاركة في دفنه والصلاة الختامية.

لمحات من حياته

+ وُلِد أمين نصر في 21 اغسطس 1928م في القاهرة، وهو ينتمي لعائلة من المنوفية في قرية بني العرب، وهو من أسرة كنسية يرتبط جميع أفرادها بالكنيسة محبين للخدمة والتسبيح، وهو شخصيًا تتلمذ على المعلم ميخائيل البتانوني الكبير، ويروي عنه الكثير من القصص. وقال عنه المتنيح البابا شنوده إن صوته رخيم جميل وهو يرتل الألحان الطويلة، وكان نيافته حتى الأسبوع الأخير من حياته يردّد بعض الأبيات من المدائح والتسبحة.

+ حصل على بكالوريوس الهندسة عام 1951م، وكذلك بكالوريوس العلوم اللاهوتية من الكلية الإكليريكية بالقاهرة عام 1954م، وخدم لسنوات مع المتنيح الأنبا بنيامين مطران المنوفية الراحل.

+ عمل مديرًا لفرع شركة ايجيكو بالمنيا، مما جعله يقوم ببناء الكثير من الكنائس وخاصة فى قرى إيبارشية المنيا والأشمونين آنذاك.

+ رهبنته:

- اجتمع أربعة من الشباب في الخلوات متردّدين على دير السريان العامر، وهم محب (المتنيح القمص أنطونيوس باقي)، وأمين (المتنيح الأنبا أرسانيوس)، ورؤوف (الراهب القمص يوحنا المقاري)، ونظير (المتنيح البابا شنوده الثالث)؛ وكان المتنيح الأنبا ثاؤفيلس أسقف ورئيس دير السريان السابق، يداعبهم في كل مرة قائلاً: "إن الله محب، أمين، رؤوف، لا نظير له".

- ترهّب بدير السريان العامر عام 1958 باسم الراهب دانيال السرياني، وفي سنة 1975 دعاه المتنيح البابا شنوده صديقه القديم وسامه كاهنًا، ثم كلّفه بتعمير دير البرموس مع رهبان آخرين هم الأنبا بنيامين أسقف المنوفية، والمتنيح الأنبا ياكوبوس أسقف الزقازيق، والقمص بلاديوس السرياني. ثم عينه لاحقًا رئيسا لدير البرموس حيث استمر في رئاسة الدير لمدة خمسة عشر عامًا.

+ تعمير دير البرموس:

- خلال رئاسته للدير (راهبًا ثم أسقفًا)، قام نيافته ببناء كنيسة الأنبا موسى، والمضيفة، وبيت الخلوة وعدد من مجمعات القلالي وسور الدير، وقام بتجديد الكنائس والقلالي القديمة، كما بدأ في عهده استصلاح وزارعة الأراضي بالدير.

- ومن ناحية التعمير الرهباني قام نيافته بسيامة أكثر من 70 راهبًا، منهم 16 نالوا نعمة الأسقفية: الأنبا موسى أسقف الشباب، الأنبا بولا أسقف طنطا، الأنبا أنطونيوس مرقس أسقف عام أفريقيا، المتنيح الأنبا كيرلس مطران ميلانو، الأنبا إيسوذورس أسقف ورئيس دير البرموس، الأنبا مكسيموس الأسقف العام، الأنبا رافائيل الأسقف العام، الأنبا سارافيم أسقف الإسماعيلية، الأنبا أبوللو أسقف سيناء الجنوبية، الأنبا داود أسقف المنصورة، الأنبا مكاريوس الأسقف العام، الأنبا مايكل - الولايات المتحدة، الأنبا مرقوريوس أسقف جرجا، الأنبا أرساني أسقف هولندا، الأنبا ميشائيل أسقف ورئيس دير الأنبا أنطونيوس بألمانيا، الأنبا لوقا أسقف جنوب فرنسا.

+ سيامته أسقفًا وتعمير الإيبارشية:

- في يونيو 1976 سامه المتنيح البابا شنوده أسقفًا على إيبارشية المنيا وأبو قرقاص، خلفًا للمتنيح الأنبا ساويرس مطران المنيا (بعد فصلها عن ملوي وسمالوط)، وتم تجليس نيافته في يوليو من نفس العام. ثم رُسِم مطرانًا في نوفمبر 2006.

- أنشأ فرعًا للكلية الإكليريكية بالمنيا، وكان يدرس فيها اللاهوت الروحي والدين المقارن. وألحق بها معهد مار مرقس للألحان.

- سام أكثر من 250 كاهنًا، وأنشأ الكثير من الكنائس، وأعاد بناء 20 كنيسة مرة أخرى، كما بنى العديد من المؤسسات مثل المدارس والمراكز الطبية، وأسس مركزي الرجاء، ومركز أغابي، إضافة إلى العديد من العيادات الخاصة في الكنائس.

- كما أولى نيافته الفقراء اهتمامًا كبيرًا، وكان يوصي الآباء واللجان كثيرًا بهم، وأنشأ لذلك مركزي الأنبا أبرآم في المنيا وأبو قرقاص لخدمة الفقراء، بجانب الإنفاق بسخاء على إعاشتهم وعلاجهم.

+ موقفه عند التحفظ:

في أثناء الأزمة التي تعرضت لها الكنيسة وخلاف الرئيس السادات مع البابا شنوده والتحفظ عليه، قام المتنيح الأنبا أرسانيوس بجمع توقيعات جميع أعضاء المجمع المقدس برفض قرار تعيين لجنة خماسية لإدارة الكنيسة، وإعلان التمسك بالبابا شنوده بابا وبطريركًا للكنيسة، واستلزم ذلك من نيافته المرور على الجميع، ويُعَد هذا موقفًا تاريخيًا لا سيما وإنه كان من الخطر في ذلك الوقت القيام بمثل هذه الخطوة.

+ صفاته وفضائله:

+ كان نيافته شخصا رصينًا مُهابًا، ومع ذلك فقد كان خفيف الظل سريع البديهة، بارعًا في الجناس اللغوي، يجيد استخدام أشباه الكلمات، ومع ذلك فقد كانت لغته كنسية وكان عفيف اللسان، كما كان ضليعًا في اللغة العربية مثل المتنيح البابا شنوده الثالث. وقد راجع الكثير من الكتب التي أصدرها آباء دير البرموس وشجعهم على نشرها.

+ كان محبًا بشكل خاص للكتاب المقدس والصلاة، وكان دائم القراءة فيه لفترات طويلة. وكان محبًا جدًا للقداسات والعشيات والتماجيد والتسبحة، ويحفظ أكثر ألحان الكنيسة ولا سيما الكبير منها. الشيء الوحيد الذي لازمه حتى نياحته هو الصلاة والتسبيح، وآخر عبارات نطق بها هي: "يا رب اغفر لي كل ذنب وإثم وخطية، يا رب ارحمني، يا رب سامحني، يا رب اغفر لي"، كما ردّد الكثير من مقاطع التسبحة بشكل تلقائي وهو في شبه غيبوبة.

+ كما احتمل نيافته الكثير من التجارب والآلام في مدة خدمته، احتملها كلها بشكر، وفي جميعها لم يسئ قط لأحد.

+ وقد اُشتُهِر عن نيافته التجرُّد الكامل، يأكل ببساطة، ويرتدي البسيط من الثياب، ويستقل أيّة سيارة، أثاث قلايته بسيط جدًا، وكذلك فراشه، سواء قلايته بالدير أو بالمقر البابوي بالقاهرة أو المنيا.

+ مرضه الأخير ونياحته

- أُصيب بسرطان الكبد في 2015، وأجريت لنيافته جراحة بالمنظار وقتها، ورغم تقدير الأطباء أنه لن يعيش أكثر من 6 أشهر، ولكن الله مد عمره أكثر من ثلاث سنوات، عانى فيها الكثير من الآلام.

- وقد زاره قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، في آخر مرة دخل فيها المستشفى في القاهرة، في يوم 26 مارس 2018م.

- وقد فاضت روحه الطاهرة في تمام التاسعة والربع من صباح السبت 11 اغسطس 2018 بحضور نيافة الأنبا مكاريوس الأسقف العام، وطبيبه الخاص. نياحًا لروحه الطاهرة، والعزاء من الله لكل الآباء المطارنة والأساقفة، ولمجمع كهنة إيبارشية المنيا وأبو قرقاص وجميع أفراد شعبها، بصلوات أبينا صاحب القداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx