اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون17 أغسطس 2018 - 11 ميسري 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 31-32

اخر عدد

السيد المسيح المعلم (3)

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

17 أغسطس 2018 - 11 ميسري 1734 ش

في العدد الماضي حدثتكم عن ملامح التعليم عند ربنا يسوع المسيح كمعلم.. واليوم أود أن أحدثكم عن وسائل التعليم التي استخدمها الرب يسوع. كان منهج الرب يسوع أن يعلم دائمًا بالكلمة، ولكن بالإضافة إلى التعليم بالكلمة، كان الرب يسوع له وسائل كثيرة للتعليم منها:

1- التشجيع كان الرب يسوع دائمًا يستخدم التشجيع أثناء تعليمه، فكان يقدم كلمات تشجيع لكل من يتعامل معهم، فقال للسامرية «هذا قلتِ بالصدق» (يو4: 18)، ولبطرس قال: «طوبى لك يا سمعان بن يونا» (مت16: 17)، ودافععن ساكبة الطيب قائلًا: «عملت بي عملًا حسنًا» (مت26: 10). وهنا يجب ان نميز بين أمرين: المديح والتشجيع، المديح أسلوب للتشجيع لكنه قد يسبّب الغرور للإنسان، أمّا التشجيع فيجعل الإنسان يفرح بمجد ربنا، وهو أمر يحتاجه كل إنسان مهما كان سنّه أو مقامه ليؤكد له أنه يعمل لأجل مجد ربنا. لذلك ونحن نعلّم نحتاج أن نشجع من نخدمهم بكلمات خالية من المديح.

2- التوبيخ: وقد يتعجّب البعض أن يسوع يستخدم التوبيخ في تعليمه، لكننا نراه يوبخ الكتبة والفريسين ويخاطبهم «ويل لكم...» (مت23)، كما أنه وبّخ معلمنا بطرس الرسول على إنكاره له، عندما نظر إليه بنظرة عتاب أثناء محاكمته. ولكن توبيخ الرب يسوع كان دائمًا ممزوجًا بالحب، لذلك تكلم مع معلمنا بطرس بعد قيامته قائلًا «يا سمعان بن يونا أتحبني؟» (يو21: 16)، فمناداته له باسمه القديم كان نوعًا من التوبيخ لبطرس، ولكنه أيضًا كان توبيخًا مملوءًا حبًا، فقد أكمل الرب يسوع كلماته مع بطرس قائلًا له: «اِرعَ غنمي» (يو21: 17). لذلك ففي تعليمنا يمكننا أن نوبخ، ولكن بأسلوب مملوء بالحب حتى لا نفقد من نوبخهم.

3- تقديم القدوة: والتعليم بالقدوة هو أفضل وسائل التعليم، لأنها وسيلة حيّة واقعية وعملية، ويسوع كما سبق وتكلمنا قدم نفسه مثالًا حيًّا لكل أمر علّم به.

4- التعليم بالأمثال: يذكر الكتاب عن الرب يسوع أنه بدون مثل لم يكن يكلمهم، وكان يختار من الأمثلة ما يناسب كل شخص يتعامل معه، ففي وسط الزروع تكلم عن مثل الزارع، وبين الصيادين تكلم عن الشبكة الملقاة في البحر التي تحمل سمكًا من كل نوع، وبين أصحاب الأموال تكلم عن مثل الوزنات... لذلك فبينما نحن نعلم، كلما كانت هناك قصة أو مثل، كلما كان ذلك معاونًا لنا في التعليم.

5- التعليم بالمثل الحي أو بتقديم نموذج عملي: فعندما تحدث تلاميذه عن من هو الأعظم؟ أحضر يسوع طفلا وأقامه في وسطهم، وقدمه مثلًا حيًا للعظمة في الملكوت، وهذا ما نسميه نحن حاليًا وسيلة الإيضاح. فعندما أراد يسوع أن يعلم تلاميذه عن التواضع، انحنى بنفسه تحت اقدامهم وبدأ يغسل أقدامهم وهو المعلم والسيد، ليقدم لهم مثلًا حيًّا في الاتضاع.

6- علم يسوع كثيرًا بأسلوب السؤال والجواب: فسأل تلاميذه «من يقول الناس إني انا؟» (مت16: 13). وعندما سألوه ليجربوه هل يدفع الجزية، سألهم «لمن هذه الصورة والكتابة؟» (مت22: 20). وطريقة السؤال والجواب هذه كانت وسيلة التعليم في الكنيسة الأولى للموعوظين في مدرسة الإسكندرية. وهو أسلوب شيّق في التعليم يمكننا أن نستخدمه بحكمة.

7- التأمل: كثيرًا ما قدم يسوع أمثلة للتأمل أثناء تعليمه، فعندما أراد أن يعلّم عن عناية الله بالبشر قال للجموع: «تأملوا فراخ الغربان»، رغم أنها طيور غير محبوبة، لكن الرب لا يغفل عنها. كما وجّه نظر الجموع قائلًا: «تاملوا زنابق الحقل» (مت6: 28). لذلك من المناسب في تعليمنا أن تكون لنا صلوات وقراءات مشبّعة بروح التأمل إلى جانب القراءات البسيطة وصلوات التلاوة.

8- التعليم بكلمات الكتاب: فكثيرًا ما كرّر الرب يسوع «لأنه مكتوب» أثناء تعليمه (مت2: 5؛ 4: 6، 10 وغيرها) ، لذلك في تعليمنا لنحرص دومًا أن يكون تعليمنا مُشبَّعًا بكلمات الكتاب المقدس.

ومن خلال هذه الدراسة السريعة يمكننا أن نتعلم كثيرًا من الرب يسوع المعلم، ليكون تعليمنا مشبعًا ومؤثرًا.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx