اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون17 أغسطس 2018 - 11 ميسري 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 31-32

اخر عدد

نيافة الأنبا أرسانيوس كما عرفته

نيافه الانبا مكاريوس الاسقف العام

17 أغسطس 2018 - 11 ميسري 1734 ش

يُعَد المتنيح الأنبا أرسانيوس مطران المنيا وأبو قرقاص، واحدًا من أعمدة الكنيسة في هذا الجيل. لقد عاصر ستة من الآباء البطاركة، وتتلمذ على القديس الأرشيدياكون حبيب جرجس والمتنيح البابا شنوده الثالث وزامله لسنين قبل رهبنة كل منهما، والأنبا ثاؤفيلس أسقف ورئيس دير السريان. وصادق جماعة من العمالقة مثل: الأنبا باخوميوس مطران البحيرة، ومن الآباء المتنيحين: الأنبا يوأنس أسقف الغربية، والأنبا غريغوريوس، والأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة، والأنبا اثناسيوس مطران بني سويف. وتسلم الألحان الكنسية على يد المعلم ميخائيل البتانوني. وعلى يديه تتلمذ الكثير من الآباء الافاضل، مثل المتنيح الأنبا كيرلس مطران ميلانو، والأنبا موسى أسقف الشباب، والأنبا رافائيل الأسقف العام، وعشرات الأساقفة في الكنيسة، ومئات من الكهنة والرهبان، ومئات الألوف من أفراد الشعب.

تعرّفت على نيافته في سنة 1981، ومنذ ذلك الوقت ربطت بيننا صداقة خاصة. تتلمذت عليه في الدير، ثم تعاونّا معًا منذ 2003 في إدارة الايبارشية وخدمة الآباء والشعب على مدار خمسة عشر عامًا. وقد ترك لي الفرصة كاملة وشجعني كثيرًا، وكنت أشعر براحة طالما هو موجود مهما كانت حالته الصحية، كنت أرى أنه صمام الأمان، والآن نطلب من الله ان يهب الجميع نعمة، وأن يهبنا جميعًا من روحه.

وقد أحببتُ فيه الراهب الذي لم يفارقه لآخر لحظة، وحياءه ورقته واتضاعه العجيب، وحياة الشكر حتى في أصعب الأوقات، سواء في مرضه أو عند تعرضه للتجارب، وكان هادئًا لا يتذمّر. كما عرفته محبًا للكتاب المقدس يقرأ فيه طوال الوقت، ينشغل عنه قليلًا سواء لينام أو بعض المقابلات أو القداس ليعود إليه من جديد، وكأنه يغتسل في كلمة الله، يداوم عليها لتحكّمه وتنيره.

وخلال رئاسته للدير على مدار خمسة عشر عامًا، كان نموذجا للراهب كما قرأنا عنه في سير آباء القرن الرابع. تزين بفضائل الرهبنة، فكان ناسكًا من الطراز الممتاز، وحظي باحترام وتقدير الآباء، ورسم أكثر من 70 راهبًا منهم 16 صاروا أساقفة في الكنيسة، وقدم استقالته من رئاسته عندما زادت أعباء الإيبارشية عليه سنة 1990.

وفي الإيبارشية قدم بحياته نموذجًا وفضيلة مُعاشة قبل أن يعلم ويعظ، فقد تحلّى بالعديد من الفضائل، مثل حب الصلاة والتسبيح، والاتضاع وبساطة القلب وطول الأناة والوداعة. كما كان معلمًا من الطراز الممتاز، وتشهد بذلك عظاته الكثيرة المُسجَّلة، وهي غنية بشتّى نواحي العلوم الكنسية، مثلما أنشأ العديد من المراكز التعليمية، ثم محبته للتعمير سواء في الدير أو في المنيا (خلال تواجده فيها كخادم أو أسقف أو مطران)، فقد اعاد بناء الكثير من الكنائس، وبنى كنائس جديدة، والعديد من المرافق والمستشفيات والمدارس.

وفي الشهور الأخيرة من حياته ثقل عليه المرض، وعانى كثيرًا، واحتمل بشكر ورضى، وكان يردد دائمًا عبارات التسليم والشكر وطلب المغفرة من الله. نيّح الله نفسه في الفردوس، وكافأه عن كل تعبه ومحبته وأمانته، بصلوات حضرة صاحب الغبطة والقداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx