اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون31 أغسطس 2018 - 25 ميسري 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 33-34

اخر عدد

بمشاركة 200 شاب قبطي من قارات العالم الخمسة افتتاح الملتقي العالمي الأول لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (25 أغسطس – 1 سبتمبر 2018) الأسبوع العالمي الأول لشباب الكنيسة القبطية

قداسة البابا تواضروس الثانى

31 أغسطس 2018 - 25 ميسري 1734 ش

مقدمة

تُعَد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية واحدة من أقدم الكنائس الرسولية في العالم إذ تمتد جذورها في التاريخ حيث ذُكِرت في نبوات العهد القديم (إشعياء١٩)، كما احتضنت مصر العائلة المقدسة عندما هربت من هيرودس الملك (متى٢)، ثم جاء القديس مار مرقس الرسول الإنجيلي ليؤسس كرسي الإسكندرية ويصير أول بطريرك لها ويستشهد على أرض الإسكندرية عام ٦٨م، ولذلك يحمل الأب البطريرك القبطي لقب بابا الأقباط وبابا الإسكندرية. وعبر القرون امتدت الكنيسة القبطية في مصر وخارجها بالكرازة والتعليم والرعاية والخدمة والتعمير.

وبحلول منتصف القرن العشرين، ولأسباب اقتصادية واجتماعية وشخصية، بدأت بعض الأسر القبطية في الهجرة إلى بلاد وقارات كثيرة، حيث عاش الجيل الأول منهم وصاروا مواطنين صالحين ومؤثّرين في تلك الدول، ولكن تبقى جذورهم في مصر.

وكانت بدايات تأسيس كنائس قبطية خارج مصر (وبعد امتدادها الجغرافي إلى أورشليم القدس وإلى السودان) بالترتيب الزمني التالي: الكويت(١٩٦١) – كندا (١٩٦٤) - أمريكا(١٩٦٨) - أستراليا (١٩٦٩) - إنجلترا (١٩٧١)؛ وكان ذلك كله في حبرية القديس البابا كيرلس السادس (١٩٥٩-١٩٧١).

ثم في حبرية البابا شنوده الثالث (١٩٧١-٢٠١٢)، امتد انتشار وتأسيس الكنائس في مناطق كثيرة في العالم شرقًا وغربًا.. حتي صار لنا حاليًا مئات الكنائس والأديرة والكليات اللاهوتية والمدارس، والآلاف من الأجيال المتتالية عبر الزمن.

وبمناسبة مرور نصف قرن على تواجد كنائسنا القبطية في المهجر، ومع تأسيس الإيبارشيات حتى صار لنا أكثر من ثلاثين إيبارشية خارج مصر، ومع سيامة أول اسقف قبطي من أبناء الجيل الثاني الذين وُلِدوا على أرض المهجر (نيافة الأنبا كيرلس الأسقف العام في إيبارشية لوس آنجلوس بأمريكا) - نشأت فكرة هذا الأسبوع العالمي للشباب القبطي الأرثوذكسي على أرض مصر.

وفي شهر نوفمبر ٢٠١٧ قدمت البطريركية مائتي دعوة للشباب والشابات من كل الإيبارشيات خارج مصر، مع مشاركة عدد من شبابنا في مصر، للتمتع بمصر التاريخ والحاضر والمستقبل، وفي حضن الكنيسة الوطنية الأم.

الشعار

والشعار لهذا الاسبوع الأول من نوعه هو "العودة إلى الجذور back to roots"، حيث وُضِعت ثلاثة محاور لكل فعاليات هذا الأسبوع تدور حول كلمة فرح= JOY.

أ– حرف J= الحرف الأول من Jesus (يسوع) أي إيماننا الأقدس.

ب– حرف O= الحرف الثاني من Coptic (قبطية)، وهو يرمز إلى كنيستنا المقدسة عبر العالم كله.

ج– Y= الحرف الثالث من Egypt (مصر)، ويرمز إلى نهر النيل.

الأهداف

1- التعارف والترابط والتواصل بين شباب قبطي من القارات الخمسة.

2- تبادل الخبرات والاهتمامات الكنسية والروحية شرقًا وغربًا.

3- التعرف بصورة متكاملة على مصر وكنيستها وحاضرها.

4- المشاركة في احتفالات الكنيسة الأم بعدة مناسبات هامة خلال عام ٢٠١٨.

5- مقابلة بعض الرموز الكنسية والمصرية، وفي مجالات متعددة، والحوار معهم.

وقد قامت عدة شركات مصرية برعاية هذا الملتقى من خلال التسهيلات التي قدمتها وفي مقدمتها شركة مصر للطيران وغيرها.

وقد بدأ فريق كبير من الآباء والخدام والخادمات الإعداد لهذا الملتقى منذ عدة شهور، حيث يستضيفهم المقر البابوي في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، ويقومون بعدة زيارات ثقافية وتعليمية وسياحية وأثرية. كما كانت هناك فرصة لوفد من الشباب يمثّل القارات الخمس بمقابلة السيد رئيس الجمهورية.

ونأمل بمشيئة الله أن يتكرر هذا الملتقى كل فترة بهدف التواصل والترابط المستمر بين كنائسنا المصرية في مشارق الأرض ومغاربها، وبين الكنيسة الأم في مصر، مما يدعم حياة شبابنا بالكنوز الروحية المذخرة في تاريخنا وحاضرنا، وفي نفس الوقت يقدم صورة إيجابية عن مصر ونهضتها الحديثة وشعبها الأصيل، ويصير هؤلاء الشباب سفراء حقيقيين عن عظمة مصر وشعبها.


الملتقى العالمي الأول لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

بدأت مساء يوم السبت ٢٥ أغسطس ٢٠١٨م، بمركز لوجوس البابوي بوادي النطرون، فعاليات الملتقى العالمي الأول لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بحضور قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني لافتتاح الملتقى، والذي من المقرر أن يستمر حتى السبت الأول من سبتمبر2018م. كما شارك أيضًا في افتتاح الملتقى وفي فعالياته على مدار الأسبوع، عدد من أحبار الكنيسة.

يُعَدّ الملتقى الذي يأتي بعنوان «عودة إلى الجذور»، هو التجمع الأول من نوعه لشباب الأقباط من جميع أنحاء العالم، ويتضمن برنامجه - بالإضافة إلى الجانب الروحي - جوانب ثقافية وسياحية في معالم مصر المميزة.

افتتاح الملتقى

عُرِضت في بداية الملتقى فقرة استعراضية شبابية بعنوان «نوّرت مصر»، تضمنت لقاءً مع قداسة البابا، قال خلاله إن تاريخ مصر يمتد سبعة آلاف سنة، وإن لديها جغرافيا غير متحققة في العالم كله، كما استعرض قداسته تاريخ البذور الخمس لإنشاء كنائس قبطية خارج مصر.

بعد ذلك تحدث القس رافائيل ثروت، مسئول اللجنة المنظمة لملتقى الشباب العالمي، وعرض لبرنامج الملتقى وتفاصيل مجرياته، وقال إن الملتقى يُعتبَر حدث فريد لأنه يُقام للمرة الأولى في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وأضاف أن هذا الملتقى يجمع ٢٠٠ من شباب الكنيسة القبطية من المهاجرين في 30 دولة من ٥ من قارات العالم كلة تحت شعار «عودة للجذور».

وعن مناسبة إقامة الملتقى قال القس رافائيل ثروت إن عام ٢٠١٨م، تحتفل فيه الكنيسة القبطية بالعديد من المناسبات، منها الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس مدارس الأحد، وخمسين عامًا على ظهور العذراء بالزيتون، وخمسين سنة على وضع حجر أساس الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بيد البابا كيرلس السادس، إلى جانب مناسبة رابعة وهي مرور خمسين سنة على بداية تأسيس الكنائس خارج مصر. وأوضح أن لدينا حاليًا حوالي ٣٣ أسقفًا خارج مصر في أكثر من ٥٠ دولة في كل قارات العالم.

وعن أهداف الملتقى قال القس رافائيل إن هناك ثلاثة أهداف من هذا اللقاء:

(1) عودة للجذور بتعميق علاقات الشباب بجذورهم الكنسية.

(2) الفرح بجذورنا الروحية وجذورنا الكنسية وجذورنا المصرية والوطنية.

(3) أن نسمع الشباب لأنهم المستقبل.

بعد ذلك تم عرض كلمة مسجلة لوزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، د. نبيلة مكرم، وأعربت الوزيرة عن سعادتها بانعقاد الملتقى، خاصة بعد أن أعلن القائمون على تنظيمه بأنه مستوحى من فكرة مؤتمر إحياء الجذور الذي نظمته وزارة الهجرة بمدينة الإسكندرية في أبريل السابق. كما أوضحت أن هذا الأسبوع يعد خطوة هامة لربط شبابنا من الجيلين الثاني والثالث المقيمين بالخارج بجذورهم في وطنهم، وذلك من خلال المحاضرات والندوات والزيارات واللقاءات مع بعض الرموز المصرية التي تتضمنها فعاليات الأسبوع العالمي الأول لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مؤكدة أن أقوى شريحة لتوصيل الرسالة والأخبار بشكل صحيح عن مصر هم أبناء الجيلين الثاني والثالث، الذين يعيشون في الخارج ويتحدثون نفس اللغة والثقافة. وأكدت الوزيرة أن هذا الأسبوع سيكون له أثره الإيجابي في نفوس هؤلاء الشباب وكل من سيتابعون هذا المؤتمر في كافة أنحاء العالم من خلال وسائل الإعلام المختلفة.


كلمة قداسة البابا في افتتاح الملتقى

وفي الختام ألقى قداسة البابا كلمة عبّر فيها عن فرحه بهذا الملتقى، وقال قداسته:

أنا في غاية السعادة، وأرحب بكل أبنائنا الأحباء شباب وشابات من كنائسنا وإيبارشيات الكنيسة الأرثوذكسية عبر العالم، وأرحب بشبابنا من أمريكا ومن أوروبا ومن منطقة الخليج والكرسي الأورشليمى ومن أستراليا وأفريقيا والسودان، وأيضًا كل الشباب في مصر.

أحد الأحلام التي كنت أحلم بها منذ أن وضع الله علينا هذه المسئولية وهي «كيف نجمع شبابنا وشاباتنا الذين هم مستقبل الكنيسة في كل مكان وليس في مصر فقط ولكن كل العالم، فهم مستقبل الكنيسة والأوطان والدول والمجتمعات. وكان هذا الحلم يقف أمامه عقبات كثيرة، ولكن اليوم بفضل الصلوات الكثيرة سمح الله لهذا الحلم أن يتحقق وأن كان يتحقق بصورة مُصغّرة.

وكما استمعنا في كلمة أبونا رافائيل المنسق العام لهذا اللقاء، إن سعة المكان محدودة، لذلك قدمنا 200 دعوة موزعة على الإيبارشيات داخل مصر وخارجها أيضًا، والبداية كانت اليوم وسبقها شهور طويلة من الإعداد ومن التعب والمجهود الذي بذله كل الأحباء، ورأيتم منه ثمرة طيبة اليوم في تقديم فقرات هذه الاحتفالية، وأيضًا فقرات الترانيم الممتعة من فريق قلب داود، والعرض المسرحي الجميل الذي قدم تاريخ 2000 سنة في ظرف دقائق قليلة ولكن بصورة عميقة ومعبرة، وتعبر عن الشعار الذى وضعناه «عودة الى الجذور».

انا سعيد بحضور الآباء الأساقفة والآباء الكهنة من خارج مصر ومن داخلها، وأيضًا بحضور العديد من السادة النواب من مجلس النواب المصري، وضيوفنا السادة الأحباء. وأحب أن أشكر الذين اهتموا كثيرًا سواء هيئات حكومية وأيضًا شركات ومؤسسات وأفراد، وهي بداية رائعة... المكان تعب فيه كثير من المهندسين والفنيين والعمال، وعملوا كثيرًا لخروج هذا المكان بهذه الصورة الطيبة والجميلة.

هدف اللقاء أن نكون فرحين، وهدف مسيحيتنا وهدف ربنا يسوع المسيح هو أن نفرح أيضًا، وأن يصير لنا هذا الفرح، وليس فرحًا مثل أفراح هذا العالم، بل فرح من القلب؛ وأن نعيش هذا الفرح والسعادة في داخلنا. والفرح يا أبنائي الأحباء ليس من العالم، الفرح ليس من الأرض، بل الفرح دائمًا يأتي من السماء لأنه عطية ونعمة وبركة يعطيها الله لنا من السماء. وهذا الفرح يتساوى مع فرح وعطية السماء من الشكر، إنها عطية الفرح أيضًا كقول الكتاب «اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا افْرَحُوا».

وهدف هذا اللقاء أيضًا أن يكون هناك تواصل دائم بين شبابنا في الجيلين الثاني والثالث، والجيل الأول الذى خرج من مصر، ويبقى دائمًا ارتباطهم بالكنيسة الأم. والكنيسة في امتدادها تعمل كأنها أمّ بالحقيقة، وهذه الأم دائمًا تبحث عن أبنائها مثلما رأينا في جميع العروض المسرحية التي قُدِّمت. مصر هي سيدة الحضارة، وهى التي قدمت الحضارة للعالم كله، ومن هذه الحضارة كانت الحضارة المسيحية ممثّلة في الكنيسة المصرية الوطنية، ولذلك لنا افتخار كبير جدًا - وليس في مصر فقط، بل في كل العالم - بالكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية بتاريخها بإيمانها، بتراثها، بقديسيها، بألحانها، بكل ما فيها من قامات في الإيمان واللاهوت والاستشهاد والنسك والرهبنة، وفي الرعاية والكرازة. هذه هي الكنيسة القبطية...

نحن عندما نجتمع مع كل شبابنا من مصر وخارجها، إنما نجتمع مع كل المستقبل. وعندما نرى وجوهكم أنتم الشباب والشابات، نرى مستقبل الكنيسة الرائع، وتطمئن قلوبنا دائمًا على أن الكنيسة كما نتعلم فيها من جيل إلى جيل. أنتم أيها الشباب مستقبل الكنيسة وهذا هو الحال، وأنتم ثمرة لأتعاب أسركم وكنائسكم وكل خدامكم الذين تعبوا فيكم ومعكم، وصرتم شبابًا وشابات نفتخر بكم في كل مكان تحلون فيه. أشكر الأباء الأساقفة الذين شجعوكم على الحضور، والآباء الكهنة، وكل أسرة أتيتم منها شجعتكم على الحضور، وأدعوكم أن تشاركوا بفاعلية في هذا اللقاء.

أرجوا أن تتمتعوا بهذا اللقاء وأن تتمتعوا بكل الفقرات، ودائمًا تفتخرون أن مصر تستحق هذا الافتخار، وأنا دائمًا أقول: «كل بلاد العالم في يد الله، ولكن مصر في قلب الله»، فمصر هي التي احتضنت العائلة المقدسة، ومصر التي تمتعت بالتاريخ الديني العظيم، ولها هذا العمق في الزمان وفى التاريخ وفى الجغرافيا، ولها العمق في الحضارة، ولذلك نحن نفتخر بها كثيرًا. في مصر بركة خاصة، نسميها الأراضي المقدسة كمثل فلسطين التي وُلِد بها المسيح. مصر التي تهتم بالشباب، ونرى الحكومة هنا في مصر تهتم بالشباب كثيرًا، وربما يكون لقاؤنا وهذا الملتقى هو صورة أيضًا من صور الاهتمام بالشباب بصفة عامة. أحييكم وأهنئكم وأفرح بكم، وأرجو أن تعيشوا هذه الأيام بكل العمق، وسوف تجنون ثمرات كثيرة من أصدقاء ومن زيارات ومن ذكريات، هذه كلها ستكون زادًا لكم في المستقبل.

أهلًا بكم في مصر، وفرحان بحضوركم، ودائمًا أراكم، وأشعر اليوم بأن زاد عدد أصدقائي بعددكم، اليوم هناك أكثر من 200 شاب وشابة صاروا أصدقاء لي.

وفي نهاية الحفل التقط قداسة البابا مجموعة من الصور التذكارية مع أعضاء كورال قلب داود، وأعضاء فريق جراي تيم الذي قدم فقرتي «نورت مصر» و«حكاية كنيسة»، وأيضًا الشباب المشاركين في الملتقى الشباب العالمي.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx