اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون31 أغسطس 2018 - 25 ميسري 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 33-34

اخر عدد

الحياة الأبدية

مثلث الرحمات نيافة نيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى

31 أغسطس 2018 - 25 ميسري 1734 ش

في رسالته الأولى قال القديس يوحنا الرسول عن السيد المسيح: «الَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا. الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ.» (1يو1: 1-3).

إن الكلام عن الحياة الأبدية كثير في أسفار الكتاب المقدس في العهد الجديد. ولكن رأينا تناغمًا كثيرًا بين ما كتبه بولس الرسول، وما كتبه يوحنا الرسول في رسائلهما، خاصة ما أوردناه أعلاه في (1يو1: 1-3) فيقول معلمنا بولس الرسول: «الَّذِي خَلَّصَنَا وَدَعَانَا دَعْوَةً مُقَدَّسَةً، لاَ بِمُقْتَضَى أعْمَالِنَا، بَلْ بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ» (2تي1: 9، 10).

وحينما قال يوحنا الرسول «الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا»، فهو يقصد أنهم عندما لمسوا المسيح القائم من الأموات يُعتبَر إنهم لمسوا الحياة الأبدية، لأنه قال في نفس الفقرة «الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا».

ما الذي يقصده السيد المسيح بقوله «أَنَا هُوَ الْحَيَاةُ» (يو14: 6)؟!! وقول معلمنا بولس الرسول «لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ» (في1: 21)؟!! وقوله «مَتَى أُظْهِرَ الْمَسِيحُ حَيَاتُنَا، فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ أنْتُمْ أيْضًا مَعَهُ فِي الْمَجْدِ» (كو3: 4).

عبارة «لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ» مقصود بها الحياة الأبدية التي يمنحها السيد المسيح، لذلك قال السيد المسيح «مَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي» (يو6: 57). وقال «لأَنَّ خُبْزَ اللَّهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ» (يو6: 33). إذًا المقصود بكلمة "الحياة" هنا الحياة الأبدية. وقالها يوحنا الرسول بعبارة صريحة في الأصحاح الأول من رسالته الأولى: «فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا» (1يو1: 2).

كما قلنا فإن السيد المسيح عندما قال «مَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي» (يو6: 57) كان يقصد الحياة الأبدية. وقد بيّنها بصورة أوضح عندما قال «مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ.... مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ» (يو6: 54، 56).

عندما سقط آدم ورثت البشرية الخطية الأصلية والموت، وأيضًا فقدت الحياة الأبدية؛ لأن الهلاك الأبدي للروح والجسد دخل بالخطية وليس فقط الموت الجسدي. لقد فقد آدم الحياة الأبدية وفقد النعمة، ومُنع من أن يأكل من شجرة الحياة. إذ قال الرب الإله «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضًا وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ» (تك3: 22-23).




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx