اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون14 سبتمبر 2018 - 4 توت 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 35-36

اخر عدد

سبق التعيين للتبني

مثلث الرحمات نيافة الأنبا بيشوي

14 سبتمبر 2018 - 4 توت 1734 ش

من المفهوم طبعًا أن خلاص الإنسان يتوقف على إيمانه الصحيح وسلوكه في طرق الخلاص التي أمر بها السيد المسيح حسب تعليم الأسفار الإلهية في العهد الجديد.

ولكن القديس بولس الرسول في شرحه لمسألة التبني تكلم عن ارتباطها بسبق معرفة الله. ولكن من المعروف كما قال مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث إن [سبق معرفة الله لا يلغي حرية إرادة الإنسان]، أي لا يلغي دور الإنسان في نيل الخلاص.

وقد كتب القديس بولس الرسول في رسالتيه إلى أهل رومية وإلى أهل أفسس مؤكدًا ارتباط التعيين الإلهي للتبني بسبق معرفة الله، فقال في رسالته إلى أهل رومية: «وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.‏ لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ. وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ، فَهؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ، فَهؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ بَرَّرَهُمْ، فَهؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضًا» (رو8: 28-30).

ومن الواضح طبعًا أن سبق التعيين للبنوة مرتبط بسبق معرفة الله، وأن سبق المعرفة مرتبط بحتمية الدعوة للإيمان حسب قصد الله وما يتبع ذلك من التبرير في المعمودية وباقي أسرار الكنيسة وما يصاحب ذلك من أمجاد حياة «الْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ» (عب12: 14). وكل هذا يتوقف على قبول الإنسان للدعوة الإلهية.

وقال حول نفس الموضوع في رسالته إلى أهل أفسس: «مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ، كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ، إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ،‏ لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي الْمَحْبُوبِ،‏ الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ،‏ الَّتِي أَجْزَلَهَا لَنَا بِكُلِّ حِكْمَةٍ وَفِطْنَةٍ، إِذْ عَرَّفَنَا بِسِرِّ مَشِيئَتِهِ، حَسَبَ مَسَرَّتِهِ الَّتِي قَصَدَهَا فِي نَفْسِهِ،‏ لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ، لِيَجْمَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ، مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، فِي ذَاكَ‏ الَّذِي فِيهِ أَيْضًا نِلْنَا نَصِيبًا، مُعَيَّنِينَ سَابِقًا حَسَبَ قَصْدِ الَّذِي يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ رَأْيِ مَشِيئَتِهِ،‏ لِنَكُونَ لِمَدْحِ مَجْدِهِ، نَحْنُ الَّذِينَ قَدْ سَبَقَ رَجَاؤُنَا فِي الْمَسِيحِ.‏ الَّذِي فِيهِ أَيْضًا أَنْتُمْ، إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ، الَّذِي فِيهِ أَيْضًا إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ،‏ الَّذِي هُوَ عُرْبُونُ مِيرَاثِنَا، لِفِدَاءِ الْمُقْتَنَى، لِمَدْحِ مَجْدِهِ» (أف1: 3-14).

ومن الواضح في كلام القديس بولس الرسول دور المدعوين في أنهم إذ سمعوا كلمة الحق الذي هو إنجيل خلاصهم آمنوا. الذي فيه أيضًا إذ آمنوا خُتموا بروح الموعد القدوس، الذي هو عربون الميراث الأبدي لاقتناء الفداء. فهم عندما سمعوا بشارة الإنجيل آمنوا واعتمدوا «مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ» (مر16:16)، ونالوا سر المسحة المقدسة لينقادوا بالروح في حياة القداسة ويمجدوا الله.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx