اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون28 سبتمبر 2018 - 18 توت 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 37-38

اخر عدد

دوافع شهيد

الأنبا تكلا - اسقف دشنا

28 سبتمبر 2018 - 18 توت 1734 ش

ونحن نحتفل بعيد النيروز نتذكر آلاف الشهداء الذين ضحوا بحياتهم حبًا في الرب، ونتساءل ما هي الأسباب التي دفعتهم لاحتمال هذه الآلام المبرحة؟.. لعلنا نتعلم منهم.. ولعل أهم هذه الأسباب هي حياة الفضيلة التي كانوا يحيونها، ومن أهم تلك الفضائل التي ساعدتهم على الاستشهاد ما يلي:

1- المحبة:  لا يمكن أن يضحي إنسان بحياته من أجل الرب إن لم يكن يحبه من كل القلب ومن كل الفكر ومن كل الإرادة. بل ويحبه أكثر من كل شيء ومن كل شخص، فحينما تملك محبة الله على القلب لا يستطيع الإنسان أن يرى أي شيء يساويها حتى ولو خسر كل شيء «لكن ما كان لي ربحًا فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة، بل إني أحسب كل شيء أيضًا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي الذي من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح وأوجد فيه» (في3: 7-9). لذلك رأينا الشهداء يضحون بحياتهم غير متأثرين بعواطفهم نحو الأهل والأقارب وتوسلاتهم، فالرب هو كل شيء عندهم، أحبوا الرب اكثر من حبهم للوالدين والأزواج والأبناء.

2– الحكمة: إن آباءنا الشهداء لم يكونوا متهورين بل كانوا حكماء؛ واضعين أمام أعينهم قول الكتاب المقدس «نهاية أمر خير من بدايته» (جا7: 8)، «يوم الوفاة أفضل من يوم الولادة» (جا7: 1)، «طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن، نعم يقول الروح لكي يستريحوا من أتعابهم، وأعمالهم تتبعهم» (رؤ14: 13). إذا كان الأمر كذلك فالحكمة تقتضي أن يحبوا الموت على الحياة.. بـل وإن كـــان «قد وُضِع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة» (عب9: 27)، فهل من الحكمة أن يهربوا من الموت الموضوع لكل الناس؟ وإن كان الموت سيحرم الإنسان من الدنيا وكل ما فيها، فهل من الحكمة أن يقضي الحياة في جمع الأموال أم في تنفيذ قول الكتاب «لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم لأن العالم يزول وكل شهوته معه وأما من يصنع مشيئة الله فهذا يثبت إلى الأبد» (1يو2: 15). أليست الحكمة تقول: مادمنا سنموت فلنمُتْ من أجل الرب وحبًّا فيه.. ومادمنا سنفقد العالم وكل ما فيه فلنفقده من أجل الرب بإرادتنا. يا أحبائي لنسمع قول الحكيم الذي اختبر كل شيء وأخيرًا وجد أنه «باطل الأباطيل الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس» (جا1: 2). ]

3- الطهارة: لا يمكن أن يستشهد إنسان إلا إذا كان طاهرًا مستقيمًا.. فالخاطئ مُكبَّل بالقيود والأغلال.. ويحتاج إلى أن يتحرر أولًا، ثم يفكر في حياته ومماته.. أما الطاهر فهو إنسان قوي استطاع أن يُخضع جسده ويستعبده ويجعل الروح هي القائد له.. ومحاولات الشيطان وأعوانه من الأباطرة الرومان لإخضاع الشهداء في الخطية لإسقاطهم في عبادة الأوثان كثيرة.. ولكنها كانت تنتهي بالفشل.. فهذه قصة شاب أرادوه أن يسجد للأصنام ولما رفض أرادوا إسقاطه في الخطية فأدخلوه في حجرة بها سرير ووضعوه عليه وربطوه فيه بالحبال وأدخلوا إليه إنسانة شريرة، ولما لم يجد حلًا ومهربًا أخرج لسانه وقضمه فانقطع وانفجر دمه فانزعجت الشريرة وهربت خائفة مما رأت، ونجا بدمه من السقوط.. وهكذا شابة طاهرة أراد الوالي الروماني إسقاطها في الخطية فقالت له إنها "اخترعت زيتًا إذا دهنت به الرقبة لا يسير فيها السيف.. هل تود أن تجربه ؟ فأنت تحتاجه كجندي". فقال لها "لا، جربيه أنت أولًا". فدهنت رقبتها فضرب عنقها فانفصلت رأسها عن جسدها واحتفظت بطهارتها وهي شهيدة أفضل من بقائها حية وهي خاطئة..

هذه هي بعض دوافع وأسباب الأستشهاد...




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx