اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون12 أكتوبر 2018 - 2 بابه 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 39-40

اخر عدد

كلمة قداسة البابا في تجنيز نيافة الأنبا بيشوي

قداسة البابا تواضروس الثانى

12 أكتوبر 2018 - 2 بابه 1734 ش

يعز علينا أن نودع هذا المطران الجليل، مثلث الرحمات نيافة الأنبا بيشوي، مطران دمياط وكفر الشيخ، ورئيس دير الشهيدة دميانة بالبراري.

نودع في شخصه المبارك مسئوليات كثيرة تحمّلها، وخدم في الكنيسة قرابة النصف قرن، أسقفًا ومطرانًا، وممثلًا للكنيسة في كثير من المؤتمرات على مستوى العالم كله. ونودع في شخصه المبارك عمودًأ من أعمدة الكنيسة المعاصرة في خدمتها وفي عملها وفي بحثها الدائم.

نودع هذا المطران الجليل الذي تعاملنا معه، وكان له عمل كبير في حقل الكنيسة، ليس في مصر فقط ولكن في كل العالم.

مثلث الرحمات نيافة الأنبا بيشوي كانت له صفات كثيرة. ومن صفاته الجميلة أنه كان باحثًا ومدققًا في الكتاب المقدس، وبالأحرى كان موسوعة في الكتاب المقدس. وكان له التدقيق الشديد حتى في الحروف وليس الكلمات فقط. ومحبته للكتاب المقدس جعلته سابحًا في الكتاب ليبحث عن الجواهر ويبحث عن الجدد والعتقاء، ويستخرج المفاهيم اللاهوتية والمفاهيم الروحية الكثيرة، ويغوص في أعماق الكتاب المقدس. كثيرًا ما كنّا نراه في عظاته وسط الشعب يوصّل لنا أعماق مواضيع كثيرة في العهد القديم والجديد.

وكان الأنبا بيشوي ممثلًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في  كثير من المحافل، وكان عضوًا في مجلس الكنائس العالمي، وعضوًا في مجلس كنائس الشرق الأوسط، وعضوًا في مجلس كنائس مصر. وهذه المجالس الكثيرة كان يعمل فيها بكل جد وكل إخلاص. وعلى يديه وبعلمه الغزير تحققت نجاحات كثيرة في هذه اللقاءات. كما أنه رئيس اللجنة المشتركة بين الكنائس الشرقية القديمة وبين الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية في الحوارات اللاهوتية عبر عشرات السنين. وكنا نراه أنه كان الذراع الأيمن للمتنيح البابا شنوده الثالث في مثل هذه الحوارات الكثيرة بدءًا من التسعينيات وصاعدًا، في سنوات كثيرة وفي اجتماعات كثيرة، حتى الوصول إلى صياغات إيمانية مقبولة من الجميع. كان عمله دؤوبًا وبحثه دقيقًا. وكان يتميز دائمًا بالاحتمال وطولة البال في البحث وفي الحوار.

وليس فقط في هذه الحوارات اللاهوتية، ولكن أيضًا في لجان المجمع المقدس، فكان مقررًا في عدد من اللجان الموجودة في المجمع المقدس: في لجان العلاقات الكنسية، ولجان التشريع والإيمان، ولجان القنوات الفضائية، وعدد آخر من اللجان شارك فيها، وكان حضوره دائمًا يتميز بعمله الدقيق حتى في الكلمة والتعبير عن كل شيء. وكان يهتم بخطه الجميل ويكتب الكلمات والتوصيات والقرارت. كما أنه عمل سكرتيرًا للمجمع المقدس على مدار ٢٧ عامًا، وكان عمله يكتب تقرير في كل جلسة بخطه، ويوقع عليه البابا وأعضاء المجمع، ويحفظها في سجلات، حيث أنه كان دقيقًا في كل كلمة تُذكر.

كما أنه رأس العديد من مجالس الكنائس الكبرى لإضافتها وحسن استخدام مواردها في الخدمة. ونذكر له أيضًا أنه كان يعمل معمّرًا في إيبارشيته الواسعة ويبني الكنائس. واهتم كثيرًا بتعمير دير القديسة دميانة للراهبات والمكرسات.، وصار رئيسًا لأكبر دير في الكنيسة القبطية يحوي عددًا كبير من الراهبات. وله خدمة كثيرة في كل مكان، واهتم أيضًا بالتعمير في إنشاء عدد من الكنائس خارج مصر. وكان له علاقة قوية جدًا بالكنيسة الإثيوبية والكنيسة الإريترية.

وفوق كل هذا نذكر له محبته للفقراء حيث أن هذا الجانب قد لا يعلمه الكثيرون، ولكنه كان يخدم حالات كثيرة تحتاج مساندة ومعونة ورعاية بكل صورها.

ونحن بألم شديد يعزّ علينا فراقه المفاجئ ولكننا نراه يصلي من أجلنا في السماء.

باسم المجمع المقدس، والآباء المطارنة والأساقفة، وباسم الكنيسة وكل هيئاتها، نعزي أبناءه الأحباء وكل محبيه، وأيضًا الأمهات والمكرسات في هذا الدير، ونعزي كل الذين تعاملوا معه، وليس في مصر فقط ولكن خارج مصر أيضًا، في كل المحافل التي تواجد فيها.

نودعه على رجاء القيامة ونصلي أن يعطينا الله النهاية الصالحة ويعطينا أن نمجده. خالص تعزياتي للجميع.

ولولا السفر وبرنامج الزيارة في الولايات المتحدة الأمريكية المعد مسبقًا، لكنت أحضر معكم، لكنني أحضر معكم حضورًا فرضيًا. وأشارككم الألم والعزاء، راجيًا أن يعزينا المسيح جميعًا، له كل المجد والكرامة من الآن وإلى الأبد أمين.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx