اسم المستخدم

 

كلمة المرور

 

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون09 نوفمبر 2018 - 30 بابه 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 43-44

اخر عدد

الرحلة إلى المذبح (المخدع، المنجلية، والمذبح) - عظة قداسة البابا في القداس الإلهي بكنيسة مارمينا بهومديل بنيوجيرسي

09 نوفمبر 2018 - 30 بابه 1734 ش

الرحلة الى المذبح، هي تلك الرحلة التي يقوم بها كل شخص منا حتى يصل إلى المذبح ليتناول. وهذه الرحلة تمر بثلاث محطات:

+ المحطة الأولى: البيت (المخدع).

+ المحطة الثانية: الكنيسة وبداخلها "المنجلية" (أي حامل الإنجيل).

+ المحطة الثالثة: المذبح الذي نتناول من فوقه من الأسرار المقدسة.

ولنقف عند كل محطة قليلًا..

المحطة الأولى: البيت "المخدع ".

في البيت يكون المخدع، وهي محطة فردية أو عائلية. فكل فرد له حجرته أو مخدعه الذي يتلاقى فيه مع الله. ويمكن أن نسمي المخدع محطة التلاقي الشخصي مع الله، وهذه المحطة جميلة لأن فيها حرية، فيمكن أن ترتل، تستمع، تسبح، تبكي.. أنت والله فقط.

والمخدع جميل لأن فيه تلاقي شخصي، تشكي لله همومك وأتعابك، تضع أمامه أحلامك وأفكارك، وتطرح خطاياك عند قدميه، وتشكره على النعم، وتسبح أمامه فرحًا. أمامه تقدم كل ما تعمله. والمخدع دائم، فيه روح الحب والصداقة والعلاقة الشخصية. وهى ليست علاقة على سبيل الواجب، بل هى علاقة حب. هكذا تكون العلاقة مع الله.

في إحدى القصص بالأديرة، كان يوجد شخص فلاح من سكان القرية اعتاد أن يدخل الكنيسة ويمكث بها وقتًا قليلًا ثم ينصرف، فتعجب الرهبان من هذا الراجل، وتساءلوا فيما بينهم عما يفعله هذا الرجل، فراقبوه، ولما لم يجدوه يفعل شيئًا، ذهبوا وأخبروا رئيس الدير الذي تعجب جدًا وراقب الرجل هو أيضًا، فلاحظ أن أيقونة السيد المسيح تبتسم طوال مدة بقاء الرجل في الكنيسة! فسأله الأب الرئيس عما يفعله، فأجابه الرجل: "أنا أدخل إلى الكنيسة، وأجلس أمامه، وأتطلع إليه وهو يتطلع إليّ، وكلانا سعيدان معًا". وهذه هى الصلاة: أن تكون فرحًا بمسيحك، ومسيحك فرحًا بك. والمخدع يشكّل الإنسان، ويشعر الإنسان بروح خاصة يسكبها الله فيه. فارتفاع اليدين بالصلاة أمام الله ثمين جدًا عنده.

يقول في سفر النشيد: «حَوِّلِي عَنِّي عَيْنَيْكِ فَإِنَّهُمَا قَدْ غَلَبَتَانِي» (نش6: 5)، بمعنى أن العين الدامعة تغلب الله لأنها من القلب. ولذلك يا إخوتي الأحباء يجب أن نعرف كيف يكون لنا المخدع الخاص مع مسيحنا في أي مكان في البيت، غرفة خاصة أو مكان خاص تضع فيه إنجيلك وأجبيتك.

المحطة الثانية: المنجلية "الوصية".

عندما تخرج من البيت وتأتي إلى الكنيسة وتبدأ صلوات القداس، وبدءًا من العشية، عندما يقف الشماس ليقرأ من على المنجلية - وهى تعني حامل الإنجيل- نكون منتبهين لأننا وقتها نتعلم أن الوصية تصلنا بالاستماع للقراءات التي ننصت فيها لرسالة خاصة يرسلها الله لنا. والقراءات لا تكرّر بدون هدف، بل لهدف وجود رسالة خاصة. فيمكن أن يطمئنك الله برسالة، أو ينزع منك الخوف أو القلق أو الحيرة.. توجد رسالة خاصة يرسلها الله لك، من الممكن أن تكون كلمة أو آية.. فعندما تأتي إلى الكنيسة، تصلي في قلبك طالبًا أن تسمع رسالة الله لك في هذا اليوم.

ودائمًا نتذكر قصة الأنبا انطونيوس ونشأة الرهبنة. فهو استمع لهذه الكلمات التي اعتبرها رسالة شخصية له، «بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِالْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلًا الصَّلِيبَ». والنتيجة أنه أنطلق إلى البرية بتاريخه الطويل.

في قراءات الكنيسة، نستمع إلى جزء من رسائل بولس الرسول، ثم الرسائل الجامعة التي كُتِبت لكل المسكونة، ثم جزء من أعمال الرسل، ثم السنكسار (تاريخ الكنيسة)، ثم المزامير، ثم رسالة الإنجيل التي يقدمها الله لنا.

فما هي رسالته لك اليوم؟ ما هي وصيته التي يريد أن يرسلها لك؟

لا تنشغل عن رسالتك أبدًا لئلا تفوتك رسالة الله الخاصة بك.

المحطة الثالثة: محطة المذبح

محطة المذبح هي التى نمارس عندها سر التوبة والاعتراف ثم سر التناول. فعندما تجلس مع أب اعترافك، مقدمًا توبتك ومستعدا للاعتراف وأخذ الحل، يضع الكاهن الصليب على رأسك ويصلي لك، ودم يسوع المسيح يطهرنا من كل خطية، ثم تتقدم لتتناول من الأسرار المقدسة.

وحين نتناول من الأسرار المقدسة نأخذ المسيح بداخلنا «من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وأنا فيه». وآخر جملة يقولها الكاهن قبل التناول: "يُعطى عنا خلاصًا (من الخطية) وغفرانًا للخطايا وحياة أبدية لكل من يتناول منه". وكل مرة تتقدم للمذبح يُعطى عنك خلاصًا وغفرانا من الخطية وعربون للحياة الأبدية فى السماء.

نقطة أخيرة

حينما ندشن المذبح نستخدم زيت الميرون، والزيت فى حياة الكنيسة هو علامة الرحمة، ومعناه أننا نتقدم للمذبح لكي ما نأخذ منه غفرانًا لخطايانا. أيضًا لنصنع رحمة مع الآخرين ومع كل أحد.

هذه الرحلة تبدأ من المخدع فى البيت، ونصل للكنيسة (المنجلية) والإنجيل وهو الوصية، ثم المذبح حيث التوبة وتناول الأسرار.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق  
موضوع التعليق  

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx