مُنمنمة عماد السيد المسيح من يوحنا السابق الصابغ من المخطوط 13 قبطي باريس

مُنمنمة معجزة تحويل الماء لخمر مختار بعرس قانا الجليل من المخطوط 13 قبطي باريس


عرف الأقباط فن الإنجيل المصور منذ القرن السادس الميلادي على الأقل، وذلك بشهادة مخطوط إثيوبي عبارة عن إنجيل مصور يرجع للقرن التاسع الميلادي، يذكر فيه ناسخه أن ذلك الإنجيل المصور مُنقول من مخطوط قبطي لإنجيل مصور تاريخه يعود للقرن السادس الميلادي.

ولعل من أقدم من عرفنا من مُبدعي هذا الفن كان أنبا ميخائيل مطران دمياط (1157-1208م ؟)، ذاك الفنان والناسخ القبطي الموهوب. فهو ناسخ المخطوط الشهير (13 قبطي) بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، وهو عبارة عن الأربعة بشائر قبطي (بحيري) مع عدد كبير من المُنمنمات، تاريخ نسخه يرجع للفترة من 19 أبريل 1178 إلى 9 يناير 1180م. والمخطوط وقف بيعة السيدة العذراء والدة الإله بدمياط. وفي بدايته رسم للسيد المسيح ثم للبابا مرقس الثالث الشهير بابن زرعه الـ73 (1166-1189م) مُرتديًا الكسوة البطريركية المكونة من الديباج (الحرير) الأزرق وبلاريه من ديباج أحمر بتصاوير ذهب (وهو زي البطاركة الأقباط منذ العصر الفاطمي). وفي بنهاية المخطوط دلال (جدول) للقراءات الكنسية لطول السنة التوتية، راجع:

Stphen Emmel, "Le mystère du manuscrit copte 13", Pages chrétiennes d'Égypte les manuscrits des Coptes, p. 16-19.

ولعل الأنبا ميخائيل كان مشرفًا على الرعية القبطية الناشئة ببلاد الشام (قبل تأسيس الإيبارشية القبطية بالقدس)، حيث وصلنا خبر زيارة هذا الحبر للقدس والشام. فقد زار دير السيدة العذراء بصيدنايا في 22 برمودة سنة 900ش (الثلاثاء 17 أبريل 1184م) ، بل يذهب البعض إلى القول باحتمال وجود مذبح قبطي بكنيسة السيدة العذراء الكبرى بدير صيدنايا للروم الأرثوذكس، أسوة بسائر الطوائف الأخرى التي كانت تملك مذابح في هذه الكنيسة وقتئذ (راجع: حبيب الزيات، خبايا الزوايا من تاريخ صيدنايا، دمشق 1982م، ص29، 86).

رسم للسيد المسيح في بداية المخطوط

رسم البابا مرقس الثالث الـ 73 في بداية المخطوط