اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون08 فبراير 2019 - 1 امشير 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 05-06

اخر عدد

اجتماع الأربعاء 30/1/2019 من كنيسة الأنبا أنطونيوس بزهراء المعادي

قداسة البابا تواضروس الثانى

08 فبراير 2019 - 1 امشير 1735 ش

كلمة قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني

من رسالة معلمنا القديس يوحنا البشير، الأصحاح الخامس: «كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ. وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ الْوَالِدَ يُحِبُّ الْمَوْلُودَ مِنْهُ أَيْضًا. بِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نُحِبُّ أَوْلاَدَ اللهِ: إِذَا أَحْبَبْنَا اللهَ وَحَفِظْنَا وَصَايَاهُ. فَإِنَّ هذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اللهِ: أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ. وَوَصَايَاهُ لَيْسَتْ ثَقِيلَةً، لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا. مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟»

ونحن في اجتماع للشباب، وفي هذا السن الجميل، نعيش في العالم المتصل ببعضه البعض، ومعنا أجهزة تصلنا بالعالم كله أيضًا؛ أود أن أحدثكم عن ثلاثة أشياء: ١- نفسك. ٢- الزمان. ٣- كيف تكون إنسانًا ناجحًا في حياتك؟

١- نفسك

الله عندما خلق الإنسان، قال له: سأعطيك أشياء أميّزك بها عن باقي الكائنات.

- أولًا: أعطاه عقلًا، اعتاد الناس إطلاق تعبير أن "العقل زينة"، وصار العقل زينة للإنسان وجمالًا له، لكن يوجد من لديه عقل فارغ، ويوجد من لديه عقل تحترمه ويبدع ويفكر به ويجمع الماضي والحاضر والمستقبل.

- ثانيًا: أعطى له الحرية، ورمز لها باليد، وكل شيء في الحياة مصنوع بهذه الأصابع.. ضع اليد مع العقل تبدع كل يوم ما هو جديد. فمثلًا أعطانا الله الشجر، وبعقل الإنسان صنع من الشجر أشكالًا وفنونًا لا يمكن حصرها.

- ثالثًا: أعطى له قلبًا، وهو محطة نتقابل فيها مع الله. فالقلب هو المكان الخاص الذي تتقابل فيه مع الله.

والله أعطانا "عقلًا ويدًا وقلبًا"، فأصبح الإنسان متميزًا، عاقلًا، عاملًا، كيانًا روحيًا يلتقي فيه الإنسان مع الله، وصارت حياتنا على صورة الله ومثاله. وأصبح بمقدور الإنسان وهو كائن على الأرض، أن يكلم الله. تأكدت هذه الصورة في المعمودية، فبها صرتَ مولودًا من السماء في الولادة الجديدة ومُدشَّنًا بالميرون، مُخصَّصًا أي مُكرَّسًا. وبدأت تشترك في التناول، وتسمع تلك العبارة في نهاية القداس: "يُعطى عنّا خلاصًا وغفرانًا للخطايا، وحياةً أبدية لمن يتناول منه".. وفُتِح أمامك طريق الأبدية، وصرت متميزًا في يوم ثلاثي النعم: المعمودية والميرون والإفخارستيا.

"يُعطى عنا خلاصًا"، تعني أنه أصبح لي نصيب في خلاص المسيح، وأن طريق الأبدية أصبح مفتوحًا أمامك، والله لن يتدخل في حريتك. والارتباط بالكنيسة في ذهننا يؤكد لك أننا نسير في طريق الأبدية، أي أن لك مكانًا في السماء.

ولذلك كلنا نحمل جنسيات كثيرة، لكن يوجد جنسية أخرى قالها بولس الرسول في رسالة تيموثاوس، وهي أنك صرت ابن الله في الرعوية ومدعوًا للأبدية وحياتك لها معنىً.

أحيانًا يرد على عقولنا أفكار، ماذا يطلب الله مني؟.. فربما أسرتي كانت لهم رغبة في أن ألتحق بكلية ما، ولكنني اخترت أخرى، وأتساءل بيني وبين نفسي عن قيمتي، ومنفعتي..

اعرف أن الله خلقك، ويريدك أن تعرف أنك صرت على صورته ومثاله، وهيكلًا لله، ومستودعًا للمسيح، لهذا قال بولس الرسول «استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني» (في٤: ١٣)، قصد بولس أنك ستدخل في شركة مع المسيح، فتصبح قادرًا على كل شيء من خلال المسيح، الذي أعطاك أيضًا الكنيسة التي تحميك وتحوط عليك، وتساعدك أن تبني شخصية ناجحة في المجتمع والوطن.

٢- الزمن:

الزمن الذي نعيشه به تغيرات شديدة جدًا، فأصبح هناك تواصل وتقارب بين البشر بصورة لم نشاهدها من قبل. في عام ١٩٣٦ تم اختراع التليفزيون، وبعد الحرب العالمية الثانية، أي بعد ٣٠ عامًا اخترعوا الكمبيوتر وكان حجمه كبيرًا، ثم صغر حجمه وسُمِّي PC، وبعد ٤٠ عامًا اندمج الجهازان في جهاز واحد، هو الجوال أو النقال أو المحمول، لكن منذ يوم اختراعه للأسف قالوا إن عصر الإنسانية انتهى، فأصبح استعمالنا لهذا الجهاز الصغير أكثر من تواصلنا مع بعضنا البعض. وصار الإنسان يتعامل مع آلة وليس البشر، وصارت الآلة بيني وبينك. وهذا يختلف عن المقابلات وجهًا لوجه، لأن التعامل الإنساني يشعرنا ببعض، ولكن الآلات بلا مشاعر.. لكن العالم أصبح يعتمد علي هذه الوسيلة في التواصل، صار لكل شخص عالمه، ودخل الإنسان في الأنانية، وبهذه الطريقة انتشر العنف والإرهاب والإلحاد، نتيجة انقطاع التواصل الإنساني. وأصبح يوجد مرض الخوف من فقدان الموبايل، وأصبح مرضًا رسميًا مسجلًا طبيًا.. فكيف نعيش في هذا الزمن، الذي يتغير فيه العالم، ويفقد فيه الإنسان إنسانيته؟!

٣- ماذا أفعل لكي أكون إنسانًا ناجحًا؟

يجب أن أضع خمسة خطوط عريضة، ولكن يجب أولًا أن نضع أمام أعيننا هذه الآية «وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا» (١يو٥: ٤).

أ- كن واثقًا في إيمانك فلا يتزعزع، ففي العهد القديم استهزأ الناس بنوح، ولكن في يوم أتى الطوفان ولم يكن في الفلك سواه هو وأسرته، ولولا ثقته هذه ما كان بنى الفلك. لم يهتز إيمانه، فثق في إيمانك مثل نوح.

ب- كن إنسانًا، صاحب مبادئ. لا تسر مع الموجة مثل السمك الميت، دانيال عندما أُخِذ للسبي، وقيل له: "كُل هذا الأكل"، يقول الكتاب «أَمَّا دَانِيآلُ فَجَعَلَ فِي قَلْبِهِ أَنَّهُ لاَ يَتَنَجَّسُ بِأَطَايِبِ الْمَلِكِ» (دا١: ٨)، كان صاحب مبدأ، ابنِ لنفسك مبادئ مثل يوسف.

ج- كن إيجابيًا في علاقاتك: فكّر بتفاعل في المجتمع وفي بلدك ولا تكن سلبيًا. أكثر مثل في الإنجيل يُظهر صورة إيجابية عندما تقابل المسيح مع السامرية، كن إيجابيًا في رأيك وفي تعبيرك عن أي موضوع، إذا وجدت مشكلة عبّر وقُل.

د- كن إنسانًا شاهدًا لمسيحك: مثلما فعل شهداء ليبيا في بلد غريبة وكان تعليمهم محدودًا، يبحثون عن لقمة العيش، لكنهم لما تعرضوا لهذا الموقف، شهدوا لمسيحهم وكانت كرازتهم للعالم كله. كن شاهدًا بكلامك، أو بدراستك مثل الدكتور مجدي يعقوب الذي يخدم آلاف الناس.

ه- كن دائما مصليًا: بلا صلاة تضيع. وما رُفِعَت صلاة إلا ووصلت للمسيح، وكنيستنا مليئة بالصلوات.. «طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا» (يع٥: ١٦)، هذا كلام الإنجيل، الصلوات تفعل أشياء كثيرة، فكن إنسانًا مصليًا، واعرف أن الصلاة تصنع المعجزات.

الخلاصة:

١- كن إيجابيًا في حياتك ناجحًا.

٢- كن إنسانًا واثقًا في إيمانك.

٣- كن إنسانًا صاحب مبادئ.

٤- كن إنسانًا إيجابيًا في علاقاتك.

٥- كن إنسانًا مصليًا لكل أحد.

ولنردد معًا هذه الآية مرة أخرى «وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا» (١يو٥: ٤). ضعوها أمامكم دائمًا.

كلمة قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني

صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني، صاحب النيافة الأنبا دانيال، والأساقفة والمطارنة، إخوتي الشباب..

أشكر الرب الإله الذى منحني أن أكون معكم اليوم. بالتأكيد هذا ترتيب إلهي، سمح أن أكون معكم وأشعر أني محظوظ، وربنا باركني بشكل خاص بأن أكون معكم ومع قداسة البابا، ووجودنا مع الشباب يشعرنا أننا شباب، والشباب طاقة وقوة للكنيسة، الشباب هم الكنيسة.

والكنيسة تمر بأزمنة صعبة ليست أقل من الاضطهاد، ومع الأسف نرى الإنسان يبتعد عن الله وبالتالي يتورط في أعمال مسيئة لله وللإنسانية، وهذا خطر كبير.

ونقول لا يوجد خلط بين السياسة والدين لأن الخلط بينهما يفسد الآخر، وشاهدنا هذا في ديانتنا عندما دخل قسطنطين المسيحية، والسياسة إذا دخلت تفسد أمور الناس.

إذًا وجود انفتاح فكري نَيِّر عند كل الناس هو المطلوب الآن، لذا هذه الاجتماعات تؤدي دورًا مهمًا عبارة عن شقّين: الإنسان يتعمق بمعرفته بتاريخ الكنيسة، ويتعلم محبة الله.. حتي الذين لا يحبون الله، الله يحبهم. لذا ليس من حق الإنسان أن يحكم على الآخر من ناحية الدين، ونحن نريد النور للجميع، وغير ممكن أن ندافع عن الله أكثر من الله نفسه.

إذًا روح المحبة مطلوبة معها روح الالتزام. وجودي معكم هو مصدر فرح، أن ألتقي بجزء من الشباب ونحن كنيسة واحدة، وأعتز بأيامي التي قضيتها في القاهرة عندما كنت أدرس في الإكليريكية، كانت فترة أضفت فيها لنفسي تعليمًا وروحانية، وتاريخنا مشترك مع مستقبلنا، ونفرح بوجود كنائس تمجد الله، والأهم نفرح بالحضارة الحية بها.

والعام الماضي باركنا البابا تواضروس بوجوده معنا وفتح مقر جديد للبطريركية وكنيسة القديس ساويروس، وهذه المرة الأولى أن أرى حضورًا قبطيًا، وأقدّر عمل قداستكم، ونحن كنيسة واحدة في الجهاد الروحي، وأبناؤنا في أمريكا وأستراليا وأوروبا يعيشون هذه الوحدة، وفرصتنا نكون مع بعض.

ألف شكر لترحيبكم والسماح لي بتوجيه هذه الكلمات.

كلمة أخيرة للشباب: الكنيسة هي أنتم، وهى بحاجة لكم، وكل فرد منكم له دور بالكنيسة، وتحافظون على محبتكم للكنيسة.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx