اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون22 فبراير 2019 - 15 امشير 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 7-8

اخر عدد

ادخلوا من الباب الضيق

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

22 فبراير 2019 - 15 امشير 1735 ش

في تأملنا لوصية الدخول من الباب الضيق، نكتشف أنها وصية مُلزِمة وليست وصية اختيارية، وربنا يسوع المسيح نفسه دخل من الباب الضيق: وُلِد في مكان فقير، وكان محلّ مقاومة من هيرودس. وقوبلت خدمته بحروب واضطهادات، وانتهى الطريق بأن يُسلَّم للموت حسدًا ويحتمل آلام الصليب. والعذراء مريم أيضًا اختبرت الباب الضيق فوُضِعت موضع شك، وبشّرها سمعان أنها سيجوز في نفسها سيف. والآباء الرسل والقديسون والخدام بكل درجاتهم، وكل أبناء الكنيسة المؤمنون، دُعُوا أن يجتازوا اختبار الباب الضيق.

فالباب الضيق هو للكل.. لكل إنسان مسيحي. فالرب يسوع لم يدعنا لحياة مريحة، بل كان وعده لشاول الطرسوسي «لأنّي سأُريهِ كمْ يَنبَغي أنْ يتألَّمَ مِنْ أجلِ اسمي» (أع9: 16). فطبيعة الطريق في حياة اولاد الله هو الباب الضيق.

والإنسان المسيحي يختبر الباب الضيق في عدّة أمور:

1. في حياته الروحية الشخصية وطريق عبادته: فالباب الضيق منهج تنتهجه الكنيسة القبطية، فهي تلتزم بصلوات وأصوام وعبادات تسير فيها بمنهج الباب الضيق لتحفظ أولادها داخل الأبواب. أمّا إن تخلّينا عن منهج الباب الضيق، فسنفقد أولادنا، فنحن نحتاج أن نحافظ على تراثنا القديم لنعيش في روح الإيمان الأصيل، حتى وإن كانت فيه ملامح التضييق على النفس.

2. في محاولة التخلي عن الضعفات الشخصية والشهوات الرديئة: فالحياة المسيحية مرتبطة أيضًا بالجهاد الدائم من أجل النقاوة، وأن يجتهد الإنسان ليعيش مسيحيًا بالحقيقة، وبحسب تعبير الكتاب أن "يحفظ الإنسان نفسه بلا دنس في العالم" (يع1: 27)، وهكذا فعل يوسف العفيف. نعم يتألم الإنسان عندما يجتهد ليحفظ نفسه بلا دنس، ولكنه بعد هذا يستطيع أن يختبر الراحة الحقيقية ويتمتع بمعونة الرب.

3. في التخلي عن الذات: والإنسان المسيحي مدعو لأن يتخلى عن فكره وعن راحته، فقد نفقد أمورًا وبركات كثيرة عندما نكون مرتبطين بذواتنا وراحتنا الشخصية.

4. في خدمتنا لإخوتنا: فكل من يسلك طريق الخدمة لابد أن يكون مستعدًا للدخول من الباب الضيق، فموسى الذي كان حليمًا جدًا كان عليه أن يحتمل تمرد الشعب، وأثناسيوس الرسولي قَبِل أن يكون ضد العالم من أجل حفاظه على الإيمان.

وأنت عندما تُدعى لخدمة وتجد فيها صعوبات، لا تتراجع، بل تذكر أن الله قد دعانا لندخل من الباب الضيق. فعلامة تمسُّك الإنسان بربنا يسوع واقتناعه بالطريق اقتناعًا حقيقيًا، هي قبوله الدخول من الباب الضيق.

لذلك عندما تُصاب بالكسل، أو بالنظر إلى الوراء، عندما تضيق نفسك أو تتعب في الطريق، لا تسمح لهذه المشاعر أن تدخل إلى قلبك، بل تذكر أنك دُعيت للباب الضيق.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx