اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون22 فبراير 2019 - 15 امشير 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 7-8

اخر عدد

أين هابيل أخوك؟

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

22 فبراير 2019 - 15 امشير 1735 ش

هذا سؤال سيسأله الله لكل شخص عمّنْ تسبب في ضياعه أو الاعتداء عليه بأيّة صورة. والقصة معروفة أن قايين تضايق بل غضب من قبول الله لذبيحة هابيل ورفضه لذبيحته، بينما كان الأولى بقايين أن يطيع ويقدم ذبيحة بنفس المواصفات التي طلبها الله وأطاعها هابيل (وهي الذبيحة الدموية كرمز لدم السيد المسيح الذي يُطهر من كل خطية)، وليس كالتي قدمها قايين من محاصيل الأرض لأنها ملعونة ونتاجها ملعون لا يقبله الله. وبسبب غضب قايين وغيرته قام على هابيل وقتله.. لذلك سأله الله عن أخيه مستنكرًا هذا القتل، بدليل أن الله حين سمع إجابة قايين «أحارس أنا لأخي؟!»، فقال له الله: «دم أخيك صارخ إليَّ.. ملعون أنت (قايين) من الأرض التي فتحت فاها وقبلت دم أخيك من يديك»، فصار قايين ملعونًا ونسله بسبب العنف والقتل بعد مخالفة الوصية (تك4: 11).

مَنْ هو هابيل الذي يسأل عنه الله؟:

هو كل شخص تحت مسئولية كل إنسان، مثل سؤال الأب عن أبنائه وبناته والأم أيضًا عنهم أمام الله في يوم الدينونة، فالنسل موضوع فرح الأهل إن كانوا صالحون ويعيشون في نطاق الحياة مع الله بقداسة السيرة والسريرة، وهنا أهمية التربية كأصعب مهمة يقوم بها الوالدان في حياتهما.

وهابيل هو كل شخص سيُسأَل عنه رجل الدين في إطار خدمته، فكل خادم وخادمة، وكل أب كاهن أو أب أسقف، سيُسأل أيضًا عن النفوس المؤتمَن عليها، ولابد أن يعلمهم في اجتماعات منتظمة، ويفتقدهم بقدر الطاقة حسب إمكانياته في الوقت والجهد، ويذكرهم في صلواته أمام الله في القداسات والليتورجيات، وهذا ما نستطيع عمله في خدمتنا وقدوتنا.

صوت الله لقايين:

لكي يقوده للتوبة... ولكن إجابة قايين «أحارس أنا لأخي؟!» لم تقدم لله إرادة تائبة، لأن مَنْ يرفض التوبة ويدافع عن نفسه يضع نفسه في العقوبة، لذلك نال قايين اللعنة وفقد مكانته وظل هاربًا تائهًا طيلة حياته خائفًا من القتل. ومن الأمور التي تستحق التأمل أن قايين سقط وجهه، وجاء صوت الله له قائلًا: « إنْ أحسَنتَ أفَلا رَفعٌ؟ وإنْ لَمْ تُحسِنْ فعِندَ البابِ خَطيَّةٌ رابِضَةٌ، وإلَيكَ اشتياقُها وأنتَ تسودُ علَيها» (تك4: 7). ويقول القديس ديديموس الضرير: "كأن الله يقول لقايين: لا تظن أن جريمتك هربت من أمام عيني ومن رعايتي التي لا تغفل". حقًا إن عدل الله لن يتغاضى عن صرخة مظلوم، وأذنيه تسمعان صوت الدم البريء. ويقول القديس أمبروسيوس: "للدم صوت عالٍ يصل إلى عنان السماء"، ويؤيده القديس إكليمندس السكندري قائلًا: "دم هابيل يرمز إلى دم المسيح الذي لا يتوقف عن صوته الكفاري في كل نفس تستحق هذا الصوت، يشفع فيها لتخلص من خطاياها بغفرانها نتيجة الإيمان والتوبة". ولذلك هابيل يرمز للإنسان البار في العهد الجديد، الذي تبرر بدم ربنا يسوع المسيح الذي قيل عنه كنبوة قيلت عن هابيل الصديق «وإن مات يتكلم بعد»، فدم المسيح يظل يطهّر من كل خطية من يتناوله في سر الإفخارستيا ليتبرّأ من ثمن الخطية بعد التوبة والاعتراف.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx