اسم المستخدم

 

كلمة المرور

 

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون22 مارس 2019 - 13 برمهات 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 11-12

اخر عدد

حياة النمـو

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

22 مارس 2019 - 13 برمهات 1735 ش

+ النمو سمة الحياة: كل الكائنات الحية تختبر خاصية النمو في حياتها، فالطفل يولد ثم ينمو ليصل إلى المراحل المتعددة: الصبا والشباب والنضوج والرجولة والحكمة.. الخ. وكذلك النبات يُزرع بذرة صغيرة تنمو فتكبر وتصير نباتًا ثم شجرة صغيرة ثم شجرة كبيرة مثمرة.. فحبة الخردل وهي أصغر جميع البذور تصير شجرة كبيرة تتآوى فيها جميع طيور السماء.. وهكذا بقية الكائنات الحية كلها تبدأ صغيرة وتكبر في مراحل العمر المتعددة.

+النمو تحدي لكل المعوقات: لا شك أن كل مَنْ ينمو في هذه الحياة يواجه تحديات في كل مراحل حياته، سواء في الصغر أو في الكبر، من أمراض أو عوامل الفناء الكثيرة التي تعمل في هذا الكون.. فالبقاء يمثل قوة تقاوم عوامل الفناء هذه، والنتيجة هي النمو واكتساب حصانة قوية ضد كل ما يُعطل النمو هكذا قال القديس بولس: «ننسى ما هو وراء ونمتد إلى ما هو قدام» (في13:3).

يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: "إذ يستحيل على الذين يصعدون ويبلغون القمة أن يتحاشوا الشعور بالدوار، لهذا يحتاجون ليس فقط أن يتسلقوا صاعدين، بل وأن يكونوا حذرين عند بلوغهم الذروة، فالحذر شيء وفقدان توازن رؤوسنا عندما نرى المسافة التي تسلقناها شيء آخر، فلنلاحظ ماذا تبقى لنا أن نصعد ونهتم بهذا".

+النمو الروحي هو سعي نحو الهدف: فهدف مَنْ يحيا مع الله هو الإعداد للوصول للحياة الأبدية كهدف رئيسي تُمهّد له كل الأهداف القريبة الأخرى كالصلاة والنقاوة والتوبة والجهاد ووسائط النعمة الكثيرة..الخ. ولقد حَذَّرَ القديس بولس من الانشغال بأي هدف آخر كبديل للحياة الأبدية فقال: «فليفتكر هذا جميع الكاملين منَّا، وإن افتكرتم شيئًا بخلافه فالله سيعلن لكم هذا أيضًا» (في3: 15)، بمعنى أن مَنْ ينشغل عن هذا الهدف الأساسي وهو الحياة الأبدية، بأي هدف آخر كالمواهب أو العطايا اللازمة للخدمة، وهي مجرد وسائل ولا ترقى لمستوى الهدف الأساسي وهو الملكوت الأبدي..

+النمو هو الوسيلة المثلى للترقّي الروحي المنشود: فأي بداية لابد أن تكمل حتى تصل إلى المستوى المطلوب الذي ينشده الرب لنا، وهذا ما نوّه عنه القديس بولس حين قال: «ليس أني قد نلت أو صرت كاملًا، لكني أسعى لعلي أدرك الذي لأجله أدركني أيضًا المسيح يسوع، أيها الأخوة أنا لست أحسب نفسي أني قد أدركت ولكني أفعل شيئًا أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع» (في3: 12، 14).

يقول القديس أمبروسيوس: "يوجد شكلان للكمال شكل عادي وآخر علوي، واحد يُقتنى هنا والآخر فيما بعد، واحد حسب القدرات البشرية والآخر خاص بكمال العالم العتيد، أما الله فعادل خلال الكل، حكيم فوق الكل، كامل في الكل".

فمن يبدأ ولا ينمو لا يستطيع أن يدرك ما يود أن يدركه ولا يسعى نحو الغرض.. لذلك فكل عمل روحي له بداية وله تكمله أيضًا، فالصلاة تبدأ بالجسد ثم بالفكر ثم بالروح ثم بالروح والذهن ثم بالاستعلانات الإلهية..الخ. وكذلك في الصوم: صوم الجسد ثم صوم اللسان ثم صوم الفكر ثم صوم الحواس جميعًا..الخ.. وهكذا بقية الوسائط الروحية... لابد أن يتحقق فيها النمو ويتحول هذا الجهاد إلى مكآفأة كرامة بهية أبدية.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق  
موضوع التعليق  

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx