اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون22 مارس 2019 - 13 برمهات 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 11-12

اخر عدد

المسيح هو ينبوع الماء الحي - (يو1:4-42)

نيافة الأنبا موسى

22 مارس 2019 - 13 برمهات 1735 ش

+ في حديث رب المجد مع المرأة السامرية، التي اقتادها من الظلمة إلى النور، ومن الموت إلى الحياة؛ يفتح لنا الرب باب التوبة، مهما كان تكرار الخطيئة واردًا في حياتنا، فهذه المرأة تزوجت كثيرًا، ولم تشعر براحة أو بسعادة، إلا حينما التقت بالرب يسوع، وتابت، فتحولت إلى قديسة كارزة ومبشرة.

+ وفيه يوضح لنا الرب محبته وسعيه لخلاص الخطاة، فإن كان قد قَبِل الابن الضال رغم بشاعة خطاياه، والابن الأكبر رغم كبريائه وعناده، فهو اليوم يقبل توبة السامرية رغم تكرارها للخطية، ويقبل معهم توبتنا واعترافنا.. وما أحلى وما أغلى ما وجدته السامرية في رب المجد يسوع، حيث أنها اكتشفت أنه:

ماء الحياة

فقد دعاها الرب إلى هذا الماء الإلهي، ماء الحياة، الذي يقوم بمهام كثيرة في حياة المؤمن، فالماء:

أ- يغسل: إذ اغتسلت السامرية من كل دنس.

ب- يروي: إذ عرفت طريق الارتواء الدائم، وتركت «آبَارًا مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً» (إر2: 13)، تركت الماء المالح، لأن «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا» (يو4: 13).

ج- يحيي: إذ يصير هذا الماء الحي «يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ» (يو4: 14).. حينما تجري من بطن المؤمن، أي من قلبه وذهنه «أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ» (يو7: 38).

+ هذا هو أحد السامرية، تلك المرأة الرائعة، التي سلمت حياتها للمسيح تمامًا، بعد أن كانت قد سلمت نفسها للشيطان تمامًا. إنها التوبة الجذرية الرائعة، التي حولت الخاطئة إلى قديسة، والمُعثِرة إلى خادمة، والعطشانة إلى كارزة حية، نجحت في تبشير مدينة كاملة، وفي تعريفهم برب المجد يسوع. كما قال الشيخ الروحاني: "التوبة تجعل الزناة بتوليين".

لكن الأروع بما لا يقاس، هو رب المجد يسوع، الذي استطاع أن يحدث في المرأة السامرية هذا التغيير، الذي يعجز عن إتيانه أعظم الوعاظ، ولا يستطيعه إلّا الإله المتجسد الفادي!

+ + +

+ لقد استطاع رب المجد أن يرفع أبصار السامرية:

أ- من الجسد إلى الروح.

ب- ومن الخطيئة إلى القداسة.

ج- ومن الذات إلى المسيح.

د- ومن الأرض إلى السماء.

+ وهكذا إذ أعطاها من ماء الحياة، الذي نالته باعترافها بخطاياها، وتوبتها عنها، ثم بالشبع بالمسيح.. تحول فيها الماء الذي شربته، ماء النعمة، إلى ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية..

وهنا.. دخلت السامرية إلى الاستنارة (إذ عرفت السيد المسيح)، والارتواء (إذ أشبعها من نعمته)، والاغتسال (إذ تابت عن خطاياها)، والإثمار (إذ صارت كارزة أمينة وناجحة).




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx