اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون05 أبريل 2019 - 27 برمهات 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 13-14

اخر عدد

تأملات في حياة إيليا النبي
1- الله يعتني ويعلم

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

05 أبريل 2019 - 27 برمهات 1735 ش

إيليا النبي أحد أنبياء العهد القديم، وأحد الشخصيات المعزية في دراستها. وردت قصته في سفر الملوك الأول ابتداء من الأصحاح السابع عشر. وقد أرسله الله برسالة إلى أخاب ملك اسرائيل عندما أخطأ وحاد عن الرب. ويُعرَف إيليا النبي في الكتاب بـ"إيليا التشبي" وهي كلمة تعني "المتغرّب"، أو هي ربما إشارة إلى قرية تشب التي ربما ينتمي إليها. لم يذكر الكتاب نسبه ولا من أي سبط أو أيّة عشيرة هو، وفي هذا إشارة إلى أن الله يعتني ويستخدم حتى غير المعروفين أو غير المشهورين، ففي نظر الله المعروفون والمجهولون لهم كرامة واحدة أمامه. وفي حياة إيليا جوانب كثيرة للتامل، منها بتوليته، وقوته، وجرأته في الحق، ومقاومته للأشرار... إلّا أننا نتأمل اليوم في عناية الرب به...

+ اعتني الرب بإيليا النبي بغراب عند نهر كيريث فعندما أرسل الرب إيليا إلى أخاب برسالة أن الله سيمنع عن الأرض المطر لمدة من الزمان، أطاع إيليا دون خوف من الملك، وكان الله يعتني به على شاطئ النهر عن طريق غراب (1مل17: 7)، وهو طائر نجس مُبغَض من الناس، طائر لا يعتني حتي بصغاره، فكان الغراب يحمل الطعام لإيليا النبي كل يوم ليقوته، رغم أنه كان ممكنًا أن يرسل الرب معونته للنبي مع أي إنسان! وفي هذه القصة معني روحي جميل وهو أن الله قادر أن يعتني بأولاده ويسخّر حتى أصحاب الطبيعة القاسية للعناية بهم.

+ كما اعتني الرب بإيليا النبي مرة أخرى عن طريق أرملة أممية فقيرة، عندما أمره الله أن يذهب إلى صرفة صيدا، وهناك أمرها إيليا أن تصنع له فطيرة صغيرة في المجاعة. وكان نتيجة خدمة المرأة للنبي أنه وعدها ألّا يفرغ كوار الدقيق لا كوز الزيت. وفي هذه القصة أيضًا هناك رسالة مهمة، فقد كان من الممكن أن يعول النبي أيٌّ من أبناء شعب الله، لكن الله أمر امرأة اممية غريبة الجنس أن تعول نبيه، وفي ذلك إشارة إلى قبول الله للأمم ومباركته لهم في ملء الزمان بعد مجيء ربنا يسوع المخلص للعالم كله.

+ وفي المرة الثالثة كان الله يعول إيليا بواسطة ملاك الرب، ذلك أنه عندما هرب إيليا فارًّا من وجه إيزابل بعد أن قتل أنبياء البعل جميعًا، أرسل الله ملاكه ليطعم إيليا ويقوده إلى مكان راحة في جبل حوريب. كان إيليا في لحظة ضعف، وعندما سأله الله «ما لك ههنا يا إيليا؟»، أنه أجاب: «هدموا مذابحك وقتلوا أنبياءك». كان إيليا هاربًا إلى جبل الرب حوريب منتظرًا أن ينزل الله غضبه على الملك وزوجته، وقد تخلّى لأول مرة في ضعف عن رسالته. وفي فترة الضعف لم يتخلَّ عنه الله، بل أرسل له ملاكه. ففي كل مرة كان الله يعتني بإيليا بطريقة مختلفة، وكان في كل موقف يستخدم الطريقة التي تناسب الموقف، فالله لا يتخلى عن أولاده حتي وإن كانوا في لحظات من الضعف.

كان الله لا يعتني بإيليا فقط، بل كان أيضا يعلمه.. فالتعليم جزء من العناية الإلهية...

- كان إيليا ينتظر أن يرى الله قويًا جبارًا يمكنه أن يعصف بالملك وزوجته، فانتظر أن يرى الرب في الريح العاصف أو في زلزلة عظيمة أو في نار، إلّا أن الله أعلن عن نفسه له في صوت ريح خفيف هادئ، ليظهر له أن الله لا يعمل بعنف، ولكنه يحل المشاكل بلطف. وكأن الله يعلّم إيليا ألّا يسلم نفسه للعنف.. وهو درس لنا أيضًا أن نعلم أولادنا ونؤدبهم بلطف دون عنف.

- كان إيليا يائسًا «هدموا مذابحك وقتلوا أنبياءك وبقيت أنا وحدي»، فأجابه الرب إنه أبقى لنفسه 7000 ركبة لم تجثُ لبعل، وأمره أن يكمل رسالته بهدوء ويمسح ملكًا ورئيس جند ونبيًا، فلا زال للرب الكثيرون الذين لم يتنجسوا بعبادة البعل، وكأن الله يعلم إيليا ان يحذر من تقييم الأمور تقييمًا غير سليم وإلّا يقع في خطأ التعميم.. وهو أيضًا درس هام لحياتنا.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx