اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون05 أبريل 2019 - 27 برمهات 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 13-14

اخر عدد

الاستنارة في حياتنا (يوحنا 1:9-41)

نيافة الأنبا موسى

05 أبريل 2019 - 27 برمهات 1735 ش

1- في أحد المولود أعمى، نتذكر المعمودية والاستنارة. وهذا الأحد ندعوه: "أحد التناصير"، ويتم فيه تعميد أطفال كثيرين. فما أوجه الشبه بين معجزة شفاء المولود أعمى، وبين الاستنارة والمعمودية؟

2- الاستنارة في مفهوم الكتاب المقدس، والمفهوم الآبائي، أن يشرق نور الله في ذهن الإنسان، فيستطيع أن ينال موهبة الإفراز والتمييز، أي أن يفرز الغث من السمين، في أي تعليم أو قرار أو تصرف.. ويكون لديه العقل الحكيم، الذي يقتاده الروح القدس، فتكون قراراته واختيارات سليمة.

3- الاستنارة فيها عناصر كثيرة: يجب أن تتوافر للإنسان حتى يتمتع بها، وأهمها المعمودية.. التي فيها يستنير الإنسان - بسبب تجديد الروح القدس لحياته- حينما يولد من الماء والروح. لهذا تحرص الكنيسة على أن تقدم لنا إنجيل المولود أعمى في أحد التناصير، لتذكرنا أن من أهم أعمال روح الله في حياتنا، أنه يفتح بصيرتنـا الداخلية، فنرى ما لا يراه الناس: )أ( نرى أنفسنا على حقيقتها!، (ب) نرى الله كمخلص محب!، (ج) نرى الطريق فنسير فيه باطمئنان!، (د) نرى الحقيقة فلا يخدعنا زيف هذا العالم!

4- وحينما يتعرف الإنسان على عمل الله، وتسكن فيه حكمة القدير، يصيح قائلًا: «كُنْتُ أَعْمَى وَالآنَ أُبْصِرُ» (يو9: 25). إذ يزيل الله عنه غشاوة الحسّيات، وزيف العدو، وخداعات العالم، فينسكب النور الإلهي في قلبه وذهنه، ويصير بالحقيقة إنسانًا مبصرًا وحكيمًا. لذلك فالعطية الهامة للمعمودية هي "الاستنارة"..

5- فالرجل وُلِد أعمى، وجميعنا نولد ونحن حاملون للخطية الجدية الأصلية، وقد ورثناها بكل نتائجها من أبينا آدم. وهذا أحد قوانين الحياة، إن الإنسان يرث عن والديه ما فيهما. كما يحدث مع الايدز والزهري وخلافه.

6- لقد ورثنا خطية آدم، التي كان من نتائجها الفساد: الذي أصاب طبيعتنا البشرية، وحكم الموت «لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِي مَوْتٌ» (رو6: 23).

7- وقد اغتسل المولود أعمى في بركة سلوام: بعد أن طلى الرب عينيه بالطين، استنار جسديًا وروحيًا، بصرًا وبصيرة، حيث خلق له الرب عينين جديدتين!! آمن بالسيد المسيح، وقال له: «"أؤمن يا سيد"، وسجد له» (يو9: 38).

وهذا نفس ما يحدث في المعمودية، إذ أنه كما كان روح الله كان يرفّ على وجه المياه في العهد القديم، ومن ثَمّ جاءت الخليقة الأولى، ها هو روح الله في العهد الجديد، يعيد خلق الإنسان مرة ثانية، من خلال المعمودية.

8- ويقول معلمنا بولس الرسول: «دُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هَكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ» (أي في الحياة الجديدة) (رو6: 4).

المعمودية -إذًا- هي إعادة خلق، وميلاد جديد، وتجديد روحي، صبغة مقدسة.

9- والمعمودية أيضًا تفعل نفس الشيء: حينما تخلق للإنسان إنسانًا جديدًا، له فكر جديد، وحواس جديدة، وقلب جديد، وسلوكيات جديدة.. «هوذا الكل قد صار جديدًا» (2كو5: 17)...

ولربنا كل المجد.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx