اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون05 أبريل 2019 - 27 برمهات 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 13-14

اخر عدد

الأحد الخامس من الصوم الكبير - أحد المخلع

الأنبا تكلا - اسقف دشنا

05 أبريل 2019 - 27 برمهات 1735 ش

إنجيل الأحد الخامس من آحاد الصوم الكبير هو من إنجيل (يو5: 1–18)، وهي معجزة ينفرد بها إنجيل يوحنا الذي يهتم بإظهار لاهوت السيد المسيح.. وفي هذت المعجزة تعاليم روحية عديدة منها:

1– إن الله هو الذي يفتقد المريض:

هو الذي يبحث عن كل نفس ليمنحها شفاء. هو الذي يبحث عن الخروف الضال والدرهم المفقود. وهو الذي يذهب لهذا المخلع. وهو كذلك الذي يقرع باب قلب كل واحد ليدعوه إلى التوبة والشبع الروحي.

2– الله يهتم بإرادتنا حيث أنه خلقنا مريدين:

نفعل ما نريد ثم يأتي الحساب في اليوم الأخير.. لذلك اهتم في هذه المعجزة بإرادة المخلع وقال له: «أتريد أن تبرأ؟». إنه يسألنا نفس السؤال:

- هل تريد أن تتوب؟

- هل تريد أن تخلص؟

- هل تريد أن تنال الحياة الأبدية؟

بدون إرادتنا لن ننال شيئًا.. فإن رَفَضَ ذلك المخلع مساعدة المسيح، هل كان سيجبره على الشفاء؟

وهو أيضًا الذي قال: «هنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي» (رؤ3: 20). «كم مرة أردت أن أجمع أولادكِ كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا» (لو13: 34).

3– الله رحيم يريد لنا كل خير:

يريدنا أن نكون في أفضل صورة وأفضل حال، ويريد لنا الشفاء والخلاص، وهو يشبعنا ويروينا ويعطينا كل يوم حياة وبركة.. هو يعطينا كل ما نتمتع به من خيرات.. هو يريد أن يعطينا، ولكن علينا أن لا نخطئ إليه.. فهل نقابل الإحسان بالإساءة؟ هل نقابل عطاياه بخطايانا؟

4– الله قد يتأنى ولكنه لا يتأخر:

هو يأتي في الوقت المناسب له.. فما يراه الله لا نراه نحن، وما يعرفه عن المستقبل لا نعرفه نحن، لذلك فعلينا أن نطلب ونترك له تنفيذ الطلب في الوقت الذي يراه مناسبًا.. فلو استجاب الله فورًا لزكريا وأليصابات هل كان المولود هو السابق للمسيح الذي استحق أن يعمّد المسيح ويصير ملاكًا يهيّئ الطريق قدامه، واستحق أن يشهد له المسيح أنه (أي يوحنا المعمدان) كان السراج الموقد المنير، وأنه أفضل مَن وُلِد من النساء؟!

5– إن الله قادر على كل شيء ولا يعسر عليه أمر:

حتى ولو كان المرض قد طال ومعه استحالة الشفاء.. فمَن الذي سيلقي هذا المخلّع في البِركة متى تحرك الماء؟ ولكن بكلمة واحدة شُفِي دون احتياج لعلاج، فبكلمة خلق الله العالم، وبكلمة يهب الشفاء للمرضى والحياة للموتى، فاجعل ثقتك فيه.

6– إن الله هو رجاء مَن ليس له رجاء، ومعين مَن ليس له معين، عزاء صغيري القلوب، ميناء الذين في العاصف:

حقًا حينما يتخلى عنك الناس وتقول: «ليس لي إنسان»، ثق أن الله لا ولن يتخلّى عنك، فسوف تجده أمامك وبجانبك، يعينك ويسندك ويعطيك ما لا يستطيع أحد أن يعطيه لك، ويعطيك أكثر مما تتوقع أو تتخيل، لذلك فاجعل رجاءك فيه وقل: «ونحن لا نعلم ماذا نعمل ولكن نحوك أعيننا» (2أخ20: 12).

7– أخيرًا.. عليك أن تتوب لئلّا لا يكون لك أشر:

عليك أن تقترب منه وتثبت فيه، عليك أن تثق فيه، عليك أن تفعل ما عليك فعله وتترك الباقي لله، ولكن لا تنتظر المعجزة دون أن تعمل ما عليك، بل اعمل واجتهد، وما تعجز فيه الرب قادر عليه، فقط اعمل ما في وسعك وصلِّ واطلب بإيمان ولجاجة.. وعش في طاعة الله وهو القادر أن يحميك من كل شر، حتى إن أصابتك تجارب، سيغينك عليها ويعطيك بركتها.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx