اسم المستخدم

 

كلمة المرور

 

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون19 أبريل 2019 - 11 برمودة 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 15-16

اخر عدد

ذبيحة واحدة... وفداء أبدي

نيافة الأنبا موسي الأسقف العام للشباب

19 أبريل 2019 - 11 برمودة 1735 ش

لا شك أن ذبيحة السيد المسيح تختلف عن كل الذبائح التي رأيناها في العهد القديم : ذبيحة: المحرقة - الإثم - الخطية - السلامة - تقدمة الدقيق. فهي:

1- ذبيحة واحدة وحيدة لا تُكرر أبدًا:

فهي واحدة لأنها لا نهائية المفعول، بسبب الفادي الإله المسيح الكلمة، فالذبيح على عود الصليب ليس مجرد إنسان، ولا حتى إنسان مميز، ولا نبي، ولا رئيس أنبياء، ولا رئيس ملائكة، لكنه الإله ظاهرًا في الجسد، في صورة إنسان.. فالمصلوب شخصية لا نهائية، وهنا نواجه سؤال: كيف يكون لا نهائيًا ومع ذلك يموت؟

الإجابة: الناسوت هو الذي مات، أمّا اللاهوت المتحد بالناسوت فلم ولن يموت أبدًا.. وحيث أنه لا يوجد سوى إله واحد غير محدود لذلك لا توجد ذبيحتان. إن الله اللا نهائي أي اللا محدود، المالئ السماء والأرض، والتاريخ، والأبدية، والأزلية. لذلك نؤمن في عقيدتنا وإيماننا المسيحي بإله واحد فقط هو الله اللا نهائي غير المحدود!

- السيد المسيح له المجد هو الإله غير المحدود ظاهرًا في شكل إنسان محدود، متحدًا بناسوت، يمكننا أن نرسمه ونصوِّره..

- إنه جسد يجوع ويعطش وينام ويموت.. ولكن الذي يموت هو الجسد (الناسوت المتحد باللاهوت)، وليس (اللاهوت المتحد بالناسوت).. لأن اللاهوت معطي الحياة، «وبِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ» (أع17: 28).

- لذلك نقول في القداس الإلهي: "لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين".

- الإنسان قد يفدي إنسانًا آخر، أمّا السيد المسيح فهو الإله المتحسد، ولذلك ففداؤه له أثر لا نهائي، وذو قيمة لا نهائية، فهو يفدي الجميع من أول آدم إلى آخر الدهور.

2- ذبيحة فعّالة ومخلّصة، لجميع الناس، ولها أثر على مدى التاريخ البشري:

أ- الصليب يصالح الإنسان، مع الله، ومع الإخوة، ومع الآخرين..

ب- لكي نكون مسيحيين حقيقيين.. لابد أن نحب كل الناس: «أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ،...» (مت5: 44). ليس صعبًا تطبيق هذه الآية.. فأنت تأخذ من فوق، من المحبة اللا نهائية التي لله، لأن مخزون الحب السمائي ليس له حدود، ولا نهائي، وأنت القناة التي تستمد من هذا الحب لكي تعطي الآخرين.

ج- الصليب يصالح النفس مع الجسد: فهو يُحدث تناغمًا بين النفس والجسد والروح والذهن.. إنها مصالحة شاملة جميلة، تعزفها قيثارة الروح القدس داخل الإنسان فتدفعه فوق: المادة، والحسيات، والمحدودات، وتمنحه سلامًا من الله، فيه قوة، فينتصر الإنسان الجديد على بقايا الإنسان العتيق الذي بداخله..

3- ذبيحة ممتدة ومستمرة حتى مجيء المسيح الثاني، ونهاية العالم:

فالصليب الذي تحقّق به الفداء مازال ماثلًا أمامنا: والجسد الذي مات على الصليب، والدم الذي سُفِك على الخشبة، هما بذاتهما أمامنا كل يوم على المذبح. فذبيحة الرب لن تتكرر، وكما قال الكتاب: «نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً» (عب10:10). فصليب الرب كان في قلبه حبًا، وفي ذهنه حضورًا! صليب الرب كان وعدًا أعُطي لآدم وحواء، وكان دمًا يقدس صفحات العهد القديم، ويشير إلى ذبيحة العهد الجديد. وكان فعلًا! ولهذا فعلينا أن نحيا للصليب بالمصلوب، ونصلب ذواتنا وشهواتنا والعالم، ليبقى الرب وحده حيًا فينا، ونبقى نحن أحياء إلى الأبد.. كل عام وجميعكم بخير،،،




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق  
موضوع التعليق  

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx