اسم المستخدم

 

كلمة المرور

 

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون19 أبريل 2019 - 11 برمودة 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 15-16

اخر عدد

تصوير جداري لصلاة قسمة ملكي صادق

زكريا بشير سوريال - باحث في القبطيات وتاريخ المسيحية

19 أبريل 2019 - 11 برمودة 1735 ش

لقد عَّرف الآباء الأيقونة على أنها معجم لاهوتي يتضمن بداخله كل التعاليم التي يمكن من خلالها معرفة العقيدة وممارسة العبادة (الليتورجيا)، وتنقل المؤمن عبر لحظات قليلة ليعيش في زمان ومكان رسمها.

من هذا التعريف للأيقونة يمكن أن نعتبر الرسم الجداري بالكنيسة الأثرية بديرالأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر من القرن الـ13م لملكي صادق وهو يناول أبانا إبراهيم هو ترجمة فنية لإحدى قسم القداس الإلهي – قسمة يا الله الذي كلم أبينا إبراهيم على جبل ميمرا – التي كانت تُقال وأُبطِلت الآن، عندما رأت الكنيسة أنها غير طقسية وليس لها أصل كتابي(*). فالقسمة تذكر أن إبراهيم أخذ معه المقص الحديد وأن ملكي صادق قص به أظافر يديه ورجليه وشعر رأسه، وهي أيضًا صلاة القسمة الخاصة بالقداس الحبشي المنسوب للقديس غريغوريوس أسقف نصيص.

 من الممكن أن تلك الصلاة كانت منتشرة في هذه الفترة ناحية أديرة البحر الأحمر عند رسم هذا المشهد، فنرى فيه ملكي صادق يناول إبراهيم من خلال نافذة، والسكين والمقص أمامهما. وهذا الرسم موجود تحديدًا داخل الهيكل الأوسط بالكنيسة الأثرية، حيث يتم تقديس الخبز والخمر ليتحولا إلى الجسد والدم الحقيقي للسيد المسيح. وكان العلامة إكليمنضس السكندري من القرن الثالث الميلادي هو أول من شبّه تقدمة ملكي صادق من خبز وخمر (تك14: 18) بالإفخارستيا في كتابه Stromata.

ومن المخطوطات التي وُجِدت فيها هذه القسمة بنصّيها القبطي والعربي، مخطوطتان ذكرهما الأب چيرار فيو Gerard viaud ، الأولى من كنيسة الشهيدة رفقة بسنباط وترجع لأواخر القرن التاسع عشر الميلادي، والثانية توجد بمكتبة دير الآباء الفرنسيسكان بالموسكي ومؤرخة بـ11هاتور 1623ش (1907م). ويُرجَّح أن مصدر هذه القسمة يرجع لنص صلاة مباركة الخبز، وهي من صلوات سر الزيجة (الإكليل) التي وردت في خولاجي الدير الأبيض، ويذكر الأنبا أبيفانيوس في كتابه عن هذا الخولاجي أن: «بركة الخبز هي عبارة عن اختصار بتصرف لعظة باللغة اليونانية منسوبة خطأ للقديس أثناسيوس الرسولي تخص قصة حياة ملكي صادق». وتُوجد نسخة عربية لتلك العظة ببعض المخطوطات أحدها بمكتبة الڨاتيكان وتعود إلى القرن الـ14م. وجديرًا بالذكر أن تفاصيل قصة مقابلة إبراهيم مع ملكي صادق بكاملها تعود إلى التقاليد اليهودية من فترة القرنين الرابع والخامس الميلاديين.

*       في هذا الشأن أنظر قرار المجمع المقدس في جلسته المنعقدة بتاريخ 14 يونيو1997 بقبول توصية بأن "يلتزم جميع رجال الكهنوت بمصر، في صلواتهم الطقسية بنص الخولاجي الكبير المقدس طبعة القمص عبد المسيح المسعودي.......".

المراجع:

(1) جودت جبره، «الكنائس في مصر»، المركز القومي للترجمة، القاهرة، 2016م.

(2) الكنيسة الأثرية بدير القديس العظيم الأنبا أنطونيوس، اعداد مجمع رهبان الدير، 2003م.

(3) الأنبا إبيفانيوس، «خولاجي الدير الأبيض»، مدرسة الإسكندرية، 2014م.

(4) Gérard Viaud, “prière de la fraction de notre père abraha (texte copte-arabe)”, SOC-Collectanea, 1964, pp.363-374.

(5) PG GRAF ,Geschichte der Christlichen Arabischen Lieratur (Studi e Testi ,133) Città del Vaticano, 1947.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق  
موضوع التعليق  

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx