اسم المستخدم

 

كلمة المرور

 

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون03 مايو 2019 - 25 برمودة 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 17-18

اخر عدد

نور القيامة يبدد الظلمة

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

03 مايو 2019 - 25 برمودة 1735 ش

لقد ظهرت الظلمة في أحداث الصليب إذ صارت ظلمة على الأرض كلها من وقت الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة، وهي عدد ساعات وجود السيد المسيح مُعلَّقًا على الصليب بعد أن عرّوه وضربوه وجلدوه وصار جسده ينضح دَمًا من كل جُزءٍ فيه، حتى يبذل ويقل كم الدم في الجسم، مما يجعل نبضات القلب تزيد حتى حدث (heart failure) فشل في القلب، أي يتوقف القلب عن نبضه فيموت الإنسان. وبموت السيد المسيح على الصليب يكون قد دفع ثمن الخطية ككفّارة عن خطايا كل العالم. وبعد دفنه ثلاثة أيام بلياليهم، يقوم بنور قوي كنور البرق، ويُحوِّل الظلمة إلى نور، والخطية إلى بر وقداسة، لذلك سمة النور مرتبطة بقبر السيد المسيح الذي يفجّ منه النور كل عام كتأكيد لحدث القيامة، تجسيدًا للقبر الفارغ والمفتوح، ويدخله كل الزوار ليروا حقيقة القيامة والأكفان التي تشهد للقيامة المجيدة «حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب» (لو24: 47).

لقد لاحظ السيد المسيح أن التلاميذ كانوا غير مدركين لحديثه معهم، ولكن بعد القيامة فتح الرب ذهنهم ليفهموا، فآمنوا بالقيامة ورأوا الرب. ولنلاحظ ما جاء في (مر9: 32؛ ولو9: 45) «وأمّا هم فلم يفهموا، وكان الأمر مُخفى عنهم»، وفي (10: 6) «وأمّا هم فلم يفهموا ما كان يتكلم به معهم». ولكن بعد القيامة أدركوا ما لم يفهموه كما في (12: 16) «وهذه الأمور لم يفهمها تلاميذه أولًا، ولكن لما تمجّد يسوع حينئذ تذكروا أن هذه كانت مكتوبة عنه». والقيامة كشفت الغموض الذي كان يكتنف التدبير الإلهي، لذلك ورد في (عب1:1-2) «الله بعد ما كلّم الآباء بالأنبياء قديمًا بأنواع وطرق شتى، كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه»، وأكدها السيد المسيح في مناجاته للآب السماوي في (يو17: 6) «وأنا أظهرت اسمك للناس الذين أعطيتني من العالم، كانوا لكَ وأعطيتهم لي وقد حفظوا كلامك».

لذا كان الكل قبل القيامة في جهل وحالة اللا فهم واللا إدارك، وكانوا يحتاجون إلى نور القيامة والإعلان المقدس لكي تفهم البشرية قصد الله وتدابيره الفائقة المعرفة، من هنا جاء القول «لو عرفوا ما صلبوا رب المجد» (1كو2: 8).

ففي ظهور الرب لتلميذي عمواس في (لو24: 26-27) «أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده؟ ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهم الأمور المختصة به في جميع الكتب»، وبعدها في (لو24: 44-45) يقول: «حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا أن المسيح كان ينبغي أن يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث، وأن يُكرَز باسمه للتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم» (لو24: 47). وفي حديث التلاميذ اتضح حالتهم قبل أن يفتح ذهنهم بالقيامة وبعده، ففي البداية قالوا: «ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل» (لو24: 21)، ولكن بعد القيامة وظهوره للتلاميذ عدّة مرات، شهدوا له ولقيامته، حتى القديس بولس الرسول شهد أيضًا في (رو1: 4) قائلًا: «وتَعَيَّن ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات يسوع المسيح ربنا». حقًا إن نور القيامة المنبعث من قبر السيد المسيح سنويًا يكشف عن هذه الحقيقة الكاملة، والكرازة المبهرة للعالم كله بحقيقة هذا الإله المتجسد والقائم لخلاصنا...


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق  
موضوع التعليق  

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx