اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون17 مايو 2019 - 9 بشنس 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 19-20

اخر عدد

البَركَــة - الجمعة 25 أبريل 2008 –  17 العددان 13، 14

مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث

17 مايو 2019 - 9 بشنس 1735 ش

كلنا نطلب البركة في حياتنا ونفرح بها. فما هي البركة؟ وما هي فاعليتها؟ وما تاريخها؟ وما أنواعها؟ هذا ما سوف نتحدث عنه.

تبدأ البركة منذ خلق الإنسان الأول، آدم وحواء.

خلقهما الله على صورته ومثاله. «وباركهم الله. وقال لهم: أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها، وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض» (تك1: 28). ونفس البركة كانت لنوح وبنيه. إذ يقول الكتاب «وبارك الله نوحًا وبنيه، وقال لهم: أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض. ولتكن خشيتكم ورهبتكم على كل حيوانات الأرض، وكل طيور السماء، مع كل ما يدب على الأرض، وكل أسماك البحر قد دفعت إلى أيديكم» (تك9: 1، 2).

وهكذا كانت البركة الأولى هي الكثرة والسلطة. وبها أصبح الإنسان وكيلاً لله على الأرض.

+       +        +

وتطور الأمر إلى أن الله جعل البعض بركة.

وظهر هذا الأمر في مباركته لأبينا أبرآم أبي الآباء، إذ قال له «أجعلك أمة عظيمة، وأباركك، وأعظّم أسمك، وتكون بركة. وأبارك مُبارِكَك، ولاعنك ألعنة. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض» (تك12: 2، 3).

حقًا ما أجمل هذا الأمر وما أسماه، أن يصبح الإنسان بركة. بنفس الوضع كان إيليا النبي بركة في بيت أرملة صرفة صيدا في وقت المجاعة: كوار الدقيق لم يفرغ، وكوز الزيت لم ينقص (1مل17: 16). ومن بركته أيضًا أنه أقام ابنها من الموت (1مل17: 22).

وبنفس الوضع كان يوسف الصديق بركة في بيت فوطيفار «فبارك الرب هذا البيت بسبب يوسف. وكانت بركة الرب على كل ما كان له في البيت وفي الحقل» (تك39: 5، 6).

إن كان الرب قد جعل أبانا أبرآم بركة، فقد منحه أيضًا الكثرة. فقال له «لا يُدعى اسمك بعد أبرآم، بل يكون اسمك إبراهيم، لأني أجعلك أبًا لجمهور من الأمم، وأثمرك كثيرًا جدًا، وأجعلك أممًا، وملوك منك يخرجون» (تك17: 5، 6)، وهكذا وعد الله أن نسل إبراهيم يكونون في الكثرة مثل نجوم السماء ورمل البحر، لا يُحصى لهم عدد.

وهناك أنواع كثيرة من البركة وردت في (تث28: 1-11).

وكلها تتوقف على طاعة الرب والعمل بوصاياه.

هكذا ورد في سفر التثنية: «إن سمعت سمعًا لصوت الرب إلهك لتحرص أن تعمل بجميع وصاياه.. يجعلك الرب مستعليًا على جميع قبائل الأرض، وتأتي عليك جميع هذه البركات وتدركك.

مباركًا تكون في المدينة، ومباركًا تكون في الحقل.

مباركة تكون ثمرة بطنك، وثمرة أرضك، وثمرة بهائمك،.. نتاج بقرك وإناث غنمك. مباركة تكون سلَتك ومعجنك.

مباركًا تكون في دخولك، ومباركًا تكون في خروجك.

يجعل الرب أعداءك القائمين عليك منهزمين أمامك. في طريق واحدة يخرجون عليك، وفي سبع طرق يهربون أمامك.

يأمر لك الرب بالبركة في خزائنك، وفي كل ما تمتد إليه يدك.. يقيمك الرب لنفسه شعبًا مقدسًا.. ويزيدك الرب خيرًا».

+        +         +

من أجل هذا، يسعى الكل للبركة ويطلبونها:

يعقوب أبو الآباء سعى إلى نوال بركة أبيه ولو بحيلة خاطئة وصارع مع الرب قائلاً له «لا أطلقك إن لم تباركني» (تك32: 26).

وعيسو أخوه صرخ وبكى طالبًا البركة من أبيه (تك27).

نلاحظ أيضًا بركة يعقوب لأولاده (تك48)، وكما قال، هكذا كان. ومباركته لأفرايم ومنسى ابنى يوسف. وكيف في مباركتهما وضع يديه عليهما بحكمة وترتيب.

وبركة الوالدين تظهر أيضًا في الوصايا العشر (خر20، تث6) إذ يقول «أكرم أباك وأمك، لكي تطول أيامك على الأرض». فوراء إكرامهما بركة. وهكذا قال بولس الرسول إنها أول وصية بوعد (أف6: 2).

مصادر البركة إذًا كثيرة: منها حفظ الوصايا، ومنها إكرام الوالدين. ومنها دفع العشور. وفي هذا ورد في الأصحاح الثالث من سفر ملاخي «هاتوا العشور وجرّبوني – يقول الرب – إن كنت لا أفتح لكم كوى السماء، وأفيض لكم..». إنك بالعطاء تأخذ بركة الذين يتلقون عطاءك، فيدعون لك. ويكون لك – بعطائك – كنز في السماء، ويكون لك أيضًا "بركة في ذريتك" (إش44: 3). وأيضًا تحل البركة على بيتك (حز44: 3). وأيضًا إن تعرض إنسان للهلاك وأنقذته، تنال بركة. وفي ذلك قال أيوب الصديق «بركة الهالك حلَت عليّ» (أي29: 13). أي الشخص الذي كاد يهلك، وأنقذته، بركته حلّت عليّ.

إن كل عمل طيب تقوم به، تنال بركته.

+       +        +

إن هناك بركات مادية يهبها الله، وبركات روحية.

وعن البركات الروحية، قال القديس بولس الرسول «باركنا بكل بركة روحية» (أف1: 3). وكل خيرات الأرض بركات مادية. ويقول الكتاب إن العنقود الذي تتبقّى فيه حبة واحدة، فيه بركة.

هناك بركة الكهنوت. فالكاهن يبارك الشعب أو الأفراد بالرشم، أو بوضع يده، أو بكلمة بركة. وكان الله في العهد القديم يأمر الكهنة بمباركة الشعب. وقال لهم هكذا «تباركون بني إسرائيل» (عد6: 3). نلاحظ أن سليمان – كمسيح للرب – بارك الشعب في يوم تدشين الهيكل (1مل8).

والكنيسة المقدسة تبارك الشعب بقول الكاهن "محبة الله الآب، ونعمة الابن الوحيد، وشركة وموهبة الروح القدس، تكون مع جميعكم. امضوا بسلام، سلام الله يكون معكم". مع ذكر بركات القديسين قبل ذلك.

توجد أيضًا مباركة البيوت الجديدة، ولها طقس خاص.

أيضًا الكاهن حينما يزور أي بيت، يباركه بصلاة معينة. وأنا حينما كنت أزور أي بيت في المهجر، كنت حالما أدخله أقول: "قال الرب يسوع: أي بيت دخلتموه، قولوا سلام لأهل هذا البيت"، ثم أصلي صلاة على كوب من الماء، وأرش الماء على الجدران (لكي لا يقع الماء المُصلّى عليه على الأرض)، وأقول: "بيوت صلاة، بيوت طهارة، بيوت بركة، أنعم بها يا رب علينا وعلى عبيدك الآتين بعدنا إلى الأبد".

وكما يبارك الكهنة البيوت، يقومون بمباركة المائدة قبل تناول الطعام. بل كل شخص – قبل أن يأكل – عليه أن يبارك الطعام. وأنا شخصيًا أرشم الطعام أولاً، وأقول: "بارك يا ربنا يسوع طعامًا لأرواحنا كما أعطيتنا لأجسادنا". ثم بعد ذلك الصلاة الربية.

+       +        +

نذكر في البركة أيضًا بركة الهيكل والمذبح، وبركة التناول، إذ ننال فيه بركة عظيمة، لأنه "طهارة لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا" كما نقول في القداس الإلهي.

كذلك هناك بركة نأخذها من المواضع المقدسة، مثل الأديرة والمغارات، وبعض الكنائس. وبركة أخرى نأخذها من رفات القديسين ومن أيقوناتهم. فلتكن بركتهم معنا من الآن وإلى الأبد، آمين.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx