اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون17 مايو 2019 - 9 بشنس 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 19-20

اخر عدد

اختبار القيامة

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

17 مايو 2019 - 9 بشنس 1735 ش

عيد القيامة هو عيد الحياة، فمن لا يتمتع بالحياة هو ميت. وكما أعطى يسوع الحياة لموتى كثيرين أثناء فترة خدمته الجهارية على الأرض، فهو أيضًا استطاع أن يقوم بقوة لاهوته، وأن يكسر عن البشرية سلطان الموت. فهو الإله الكلمة المتجسد، الذي استطاع أن يضع ذاته عنّا على الصليب، وأن يأخذها أيضًا بالقيامة، فليس للموت سلطان عليه ولم تستطع طلقات الموت أن تمسكه. والمبهج في قيامة الرب أنه ليس فقط يستطيع أن يقوم، بل هو أيضًا يستطيع أن يهب الحياة لآخرين، فهو بقوة وبهجة قيامته قد أعطانا نحن اولاده أن نختبر قوة القيامة في حياتنا.

والقيامة حقيقة في إيماننا المسيحي، فالتاريخ يشهد لها، والأكفان المرفوعة من القبر التي وقعت تحت العديد من الدراسات والفحوص تشهد للقيامة، وظهورات الرب للكثيرين بعد قيامته تشهد عن القيامة، والنور الخارج من قبره المقدس كل عام يشهد للقيامة... أمّا نحن فلنا أن نختبر قوة وبركة القيامة في حياتنا.

1. اختبار القيامة هو اختبار قوة: فكما أن القيامة كانت استعلانًا لقوة الرب الأبدية والأزلية على الموت، فإن قوة قيامته أيضًا تستطيع أن تعيننا وتجدّد كل ضعف في حياتنا. لذلك فاختبار القيامة في حياتنا يمنحنا أن نعيش أقوياء لأننا أبناء الإله القوي. أقوياء في الحب، أقوياء في الغفران، أقوياء في الشهادة للمسيح، أقوياء في الجهاد ضد الخطية... الخ.

2. اختبار القيامة هو اختبار سرائري: فنحن نختبر قوة القيامة عندما ننال الطبيعة الجديدة في المعمودية، وفي كل مرة نتحد بالرب يسوع على المذبح، لأجل لذلك في كل مرة نتقدم فيها للاشتراك في سر الإفخارستيا فإننا نصلي: "آمين آمين آمين بموتك يا رب نبشر. وبقيامتك المقدسة وصعودك إلى السموات نعترف". ونستطيع أن نختبر القيامة أيضًا في كل مرة نتقدم فيها لسر التوبة والاعتراف، فالرب يسوع المسيح القائم هو وحده الذي يستطيع أن يهبنا قوة للنصرة على الشيطان والخطية، فننتصر بقوة قيامته على موت كل خطية نجاهد ضدها.

3. اختبار القيامة هو اختبار سلام في الضيقات والمشاكل: ففي كل مرة تواجهنا المشاكل فإننا نتشدّد عندما نتمسك لا بألم ضيقة يوم الصليب والموت في اليوم الأول، لكننا نواجه الضيقات بفكر القيامة، فكر اليوم الثالث، فكر القيامة التي حوّلت كل ألم إلى فرح وانتصار على كل ضيق.

4. اختبار القيامة هو اختبار إيمان ويقين: بأن «خفة ضيقتنا الوقتية، تنشئ لنا يومًا فيومًا ثقل مجد أبدي» (2كو4: 17)، فبالقيامة نعلم أن الطريق المؤدية للملكوت السماوي حقًا ضيقة، وأن الباب للسماء ضيق، لكننا نثق أن إكليل الشوك على الأرض هو السبيل لإكليل المجد. نعم هناك طرق كثيرة في العالم رحبة وواسعة لكنها لا تؤدي للملكوت، أمّا نحن، ففيما نجتاز ظلمة الآلام في حياتنا، فإننا ننظر ونترجّى الملكوت المفرح، إن تمسكنا برجاء القيامة.

5. اختبار القيامة هو اختبار نصرة: على الشر، وعلى الأشرار. نصرة على الشيطان وخططه. نصرة على كل ظلمة تواجه حياتنا الروحية. ففي القيامة انتصر الرب على الشيطان وكل قواته وأعوانه، ونحن أيضًا لنا في الرب يسوع نفس النصرة على العالم والشيطان والذات.

لذلك ونحن نحتفل بأفراح القيامة، ليكن لنا اختبار القيامة، اختبار القوة، واختبار إدراك للأسرار الإلهية، واختبار ثبات وإيمان وقت الضيق، واختبار ثقة ورجاء في مكافآت سمائية. لتكن أيام الخمسين بركة لحياتنا، ليست فترة فرح فقط، ولكنها فترة اختبار روحي عميق للحياة المقامة في المسيح، فالقيامة ليست حدثًا بمقدار ما هي خبرة حيّة في حياتنا الروحية.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx