اسم المستخدم

 

كلمة المرور

 

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون17 مايو 2019 - 9 بشنس 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 19-20

اخر عدد

القيامة والحياة

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

17 مايو 2019 - 9 بشنس 1735 ش

القيامة وكيف نحياها بصورة عملية:

+ القيامة بعث جديد، تمثل بداية جديدة ولا تعرف نهاية، بل فيها الديمومة والتجديد المستمر بلا نهاية.. والرجاء الذي لا يعرف يأسًا.. وهذا يعني الحياة التي لا تعرف موت في كل شيء يل تدخل القيامة في جهادنا وعلاقاتنا..

1- القيامة قوة تغلب كل قوى معادية ومضادة:

+ القيامة تغلب الآلام فتحولها إلى أمجاد..

+ القيامة تغلب الأمراض فتحولها إلى شفاء..

+ القيامة تغلب الخطايا فتحولها إلى فضائل..

+ القيامة تغلب العداوات فتحولها إلى صداقات..

+ القيامة تغلب الاضطرابات فتحولها إلى سلام..

+ القيامة تغلب المحاربات فتحولها إلى خبرات مقدسة..

+ القيامة تغلب المؤامرات فتحولها إلى تذكارات تعبدية..

+ القيامة تغلب الماضي لأنها المستقبل المشرق بالخيرات..

+ القيامة تجعل المفقود موجودًا دائمًا.

2- القيامة هي قيمة لما ليس له قيمة وقتها:

+ الحياة الحاضرة قيمتها في استمرارها في الأبدية..

+ والجسد الحالي قيمته في القيامة والحياة الأبدية..

+ والصليب تحول من عقوبة إلى خلاص، لذلك يقول الاب الكاهن في القداس الإلهي (القداس الغريغوريوي): "حوّلتَ لي العقوبة خلاصًا"..

+ الأكفان صارت مصدر بركه بالقيامة، إذ تم تصوير كل الجراحات بنور القيامة المبهر على الكفن..

+ القبر صار مصدرًا لنور القيامة الذي يعلن الحياة بدلًا من الموت..

+ الجراحات المؤلمة صارت الوسيلة لإثبات القيامة، لذلك طلب توما الرسول أن يعاينها..

+ الغفران تم على الصليب إذ صار المسيح ذبيحة، إذ بالقيامة صار ذبيحة حَيَّة، وبالصعود صار ذبيحة حَيَّة دائمة في السماء «دخل الأقداس مرة واحدة فوجد لنا فداءً أبديًا» (عب9: 12).

3- القيامة عالجت كل قضايا البشرية:

+ قضية الموت: الموت تملّك من آدم إلى موسى «بخطية واحدة دخل الموت إلى الجميع»، الموت الأبدي والأدبي والروحي والجسدي.. بالقيامة تم معالجة كل الأنواع، وحتى الموت الجسدي أصبح راحة..

+ قضية الفساد: فساد الروح وفساد الجسد كنتيجة للخطية.. والفساد هو التحالف الخاطئ السيء السمعة.

+ قضية العقوبة: إيفاء العدل الإلهي حَقَّه حتى تنسكب الرحمة. والعقوبة تُعبِّر عن غضب الله، مثل الطوفان وحرق سدوم وعمورة وموت حنانيا وسفيره..

+ قضية الخطية: التي صارت في طبع الإنسان (ليس عبد بلا خطية)، والسيد المسيح شابهنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها، التي بسببها تسلّط الشر وفسد الكيان البشري.

+ قضية الألم: تحول رفض الألم والهروب منه إلى تقديس الألم والفرح به، وصار الألم هو طريق المجد كما شرح الرسول بولس.

+ قضية الوصية والشريعة أو الناموس: به عُرِفَتْ الخطية.. فالناموس روحي أما أنا فجسدي مبيع للخطية، ناموس الجسد وناموس الذهن أيضًا..

4- القيامة والتوبة: «مبارك مَنْ له نصيب في القيامة الأولى» (رؤ29: 6)، لقد عالجت القيامة بالتوبة كل ما هو للخطية مثل:

+ قيامة الروح وقيامة الجسد.. إذ أظهرت القيامة التوبة والعتاب مع شخصية بطرس الرسول (يو20) ولقاء الرب معه..

+ أيضًا التوبة والخوف «مَنْ يدحرج لنا الحجر؟»، وكيف أن الملاك قد دحرج الحجر بعد قيامة المخلص ليظهر معجزة القيامة.. وهنا يظهر دور التوبة مع الشك: «طوبى للذين آمنوا ولم يروا» وموقف توما الرسول..

+ التوبة والعودة للماضي: (بحيرة طبرية والتلاميذ السبعة).

القيامة عالجت كل ذلك الخوف والشك والانتكاسة.. لذلك فالقيامة قوة مُغيِّرة لكل شيء. التلاميذ تغيروا من الخوف إلى الشجاعة، وكذلك تغيروا من الشك إلى الكرازة، وأيضًا من الأنانية إلى البذل، ومن الرِدّة إلى التقدم، ومن الموت إلى الحياة، وكذلك تغير التلاميذ من الضعف إلى القوة.

لتكن لنا حياة القيامة الدائمة في صحبة إلهنا القائم من بين الأموات.. 


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق  
موضوع التعليق  

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx