اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون17 مايو 2019 - 9 بشنس 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 19-20

اخر عدد

كان لابد أن يقوم (1)

الأنبا تكلا - اسقف دشنا

17 مايو 2019 - 9 بشنس 1735 ش

1) كان لابد أن يقوم المسيح لأنه ليس إنسانًا عاديًا:

جميع الناس يموتون، وحتى الذين أقامهم غيرهم عادوا وماتوا مرة أخرى، والكل منتظر القيامة العامة لكي يقوموا. أمّا السيد المسيح، فكان لابد أن يقوم مباشرة وإلّا حُسِب إنسانًا عاديًا، إن قيامته أثبتت لاهوته... وبخاصة أنه قام بذاته ولم يقمه أحد.

2) لأن فيه كانت الحياة:

كما قال القديس يوحنا الحبيب: «فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ» (يو1: 4). والذي فيه الحياة لا يمكن أن يبقى ميتًا، فهو الذي قال لمرثا: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا» (يو11: 25). مادام هو الحياة فكيف إذًا لا يقوم؟ مادام هو القيامة فكيف لا يقوم؟ لهذا وبّخ الملاك النسوة الحاملات الطيب: «لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟» (لو24: 5).

3) الذي استطاع أن يقيم غيره، ألا يستطيع أن يقيم نفسه؟

الذي أمر الموتى أن يقوموا، ألا يستطيع أن يقيم نفسه؟ فقد وهب الحياة بمجرد كلمة: ففي إقامة ابنه يايرس أمسك بيدها وقال لها «طَلِيثَا، قُومِي» (مر5: 41، 42)، وفي إقامة ابن أرملة نايين تقدم ولمس النعش... فقال «أَيُّهَا الشَّابُّ، لَكَ أَقُولُ: قُمْ« (لو7: 14، 15)، وفي إقامة لعازر «صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا» (يو11: 43، 44). هذا الذي أمر الموتى فقاموا.. أكان صعبًا أن يُقيم نفسه؟..  كان لابد أن يقوم لأنه قال «كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ» (يو5: 21). فهل الذي يحيي من يشاء، ألا يحي نفسه؟

4) لأن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين:

حينما مات المسيح على الصليب انفصلت روحه عن جسده مثل موت البشر، ولكن لاهوته لم ينفصل قط لا عن روحه ولا عن جسده. روحه المتحدة باللاهوت نزلت إلى أقسام الأرض السفلى وكرزت للأرواح التي في السجن وأصعدتها إلى الفردوس، أمّا جسده فبقي في القبر متحدًا بلاهوته. كان لابد أن يقوم هذا الجسد المتحد باللاهوت، وما كان ممكنًا أن يستمر في الموت.

5) لكي ينتصر على الموت:

إن الموت لم ينتصر عليه مطلقًا، وما كان ممكنًا أن ينتصر عليه، بل بموته داس الموت، الموت الذي انتصر علة كافة البشر، فنجّاهم السيد من هذا الموت بموته عنهم، ودفع ثمن خطاياهم، وهكذا قضى على سلطان الموت. وكان لابد أن يقوم ليعلن انتصاره على الموت بقيامته، وليعلن للناس جميعًا أنه لا شوكة للموت ولا غلبة للهاوية (1كو15: 55).

6) كان لابد أن يقوم لأن قيامته في سلطانه هو:

لقد مات بإرادته. هو قدم نفسه للموت. وقد قال موضحًا الأمر: «لأَنِّي أَضَعُ نَفْسِي لآخُذَهَا أَيْضًا. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا» (يو10: 17، 18)، أي أنه له سلطان أن يسترجع هذه الحياة التي وضعها من ذاته.. ولم يكن لأحد سلطان أن يأخذها منه. إذًا كان لابد أن يقوم، ويقوم بإرادته..




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx