اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون14 يونيو 2019 - 7 بؤونه 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 23-24

اخر عدد

الكنيسة موضع الفرح

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

14 يونيو 2019 - 7 بؤونه 1735 ش

في تذكار احتفالنا بعيد الخمسين وحلول الروح القدس على التلاميذ وتأسيس كنيسة العهد الجديد، فإننا لا نملّ من أن نتذكر أن الكنيسة في المفهوم اللاهوتي هي مكان التقائنا بالرب، وهي بيت الله وبيت الملائكة ففيها نقف أمام الرب، لذلك كان أعظم شيء يمكن أن يُفرح قلب داود النبي هو أن يدعوه أحد للذهاب إلى بيت الرب: «فرحتُ بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب» (مز122: 1)، فبالرغم مما له من راحة القصور، وسلطان الملك، والكلمة المطاعة من الجميع، ألّا أن أكثر ما كان يبهج قلبه هو الوقوف في حضرة الرب والاستمتاع بالوقت في بيت الرب...

فلماذا نفرح في الكنيسة بيت الرب؟

1- نفرح في الكنيسة لأننا نجد فيها وسائط الخلاص التي تقودنا للأبدية المفرحة مع الرب، ففي الكنيسة نرى المعمودية حيث يولد كل الأطفال من جديد بطبيعة جديدة. ونري سر التثبيت لكيما نثبت في جسد الرب الذي هو كنيسته. وفيها نجد آباء اعترافنا فنقدم توبة عمّا أخطأنا به، وننال الحل من فم الرب بواسطة كهنته. وفيها نشترك في الأسرار الإلهية، فنتناول من جسد الرب ودمه ونثبت فيه وهو فينا.. الخ؛ فالأسرار هي وسائط الخلاص.

2- نفرح لأننا في الكنيسة لا نقف بمفردنا، ولا نتمتع بوسائط الخلاص فرادى، لكننا نستمتع بحياة شركة حقيقية مع أعضاء جسد السيد المسيح. وسر قوة الكنيسة دائمًا كانت في احتفاظ كل أعضائها بحياة شركة قوية، يشتركون في مائدة الرب أي سر التناول معًا، ويجتمعون على موائد الأغابي معًا، ويشعرون باحتياجات بعضهم البعض كإخوة في بيت واحد، ويواجهون الآلام معًا، ويقتسمون الأفراح والبركات الروحية معًا.

3- في الكنيسة نفرح لأننا نستطيع أن نتشارك حتى في الآلام والضيقات، ففي غربتنا نجد في الكنيسة إخوة أحباء يؤازروننا في ضيقاتنا ويعينوننا في شدائدنا، فلا نبقي بمفردنا في غربة هذا العالم.

4- نفرح لأن الكنيسة هي بمثابة أم تعيش في حياة أبنائها عن قرب، فالكنيسة كأم تشعر بآلام أولادها واحتياجاتهم، وتسرع لمعونتهم في كل ظرف، فتتشارك معهم في أفراحهم وفي ظروفهم الصعبة، وتحل مشكلاتهم، فهي تعتني بأولادنا في غياب أمهاتهم في أعمالهن كأم تعتني بأبنائها، وهي تهتم أن تشارك أولادها في ضيقاتهم على المستوى الشخصي والمستوى الجماعي.

5- نفرح أيضًا في الكنيسة لأنها تتبنّى أولادنا منذ صغرهم وتحتضنهم، فينشأون فيها كأولاد في حضن أمهم، يرتبطون بها وبإيمانها وبتعليمها، فيعرفون الرب ويثبتون فيه منذ نعومة أظفارهم، فلا يستطيعون أن ينفصلوا عنها مهما كبروا وتغربوا وعاشوا في عوالم مضطربة وسط ضجيج العالم، لكن الرب يبقي حيًّا فيهم لأنهم أبناء الكنيسة وأعضاء فيها.

نعم كنيستنا هي موضع كل فرح.. لذلك نحتاج دائمًا أن نراجع مواقفنا ونسأل أنفسنا: هل لازلنا نستجيب لنداء الكنيسة عندما تدعونا للتوبة والارتباط بوسائط الخلاص، وعندما تدعونا لحياة الشركة، ولمساندة إخواتنا، وعندما تدعونا لنربط أبناءنا بإيمانها وعقيدتها وعبادتها وصلواتها؟ فهل نستجيب أم نعتذر ونستعفي كما استعفى المدعوون إلى عشاء عرس ابن الملك؟

إنها دعوة اليوم لكي لا تصير شركتنا مع الكنيسة علاقة مرجعها العلاقات الاجتماعية فقط، أو علاقة احتياج لمصلحة أو تحقيق لمكانة معينة، لكن لتكن علاقتنا بالكنيسة علاقة روحية، وثباتًا في الرب في المقام الأول، تربطنا مشاعر الحب للرب ولإخوتنا في الكنيسة، وتربطنا مشاعر التوبة ومشاعر البنوة لأم من أعظم الأمهات، عروس الرب يسوع النقية المُعطَّرة بالمُّر واللبان.. لنراجع طرقنا ونختر الطريق.. طريق الكنيسة.. درب السماء.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx