اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون14 يونيو 2019 - 7 بؤونه 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 23-24

اخر عدد

أ ب نجاح - أنسى ما هو وراء(في 3: 13)

الأستاذ مجدى اسحق

14 يونيو 2019 - 7 بؤونه 1735 ش

الماضي يشبه مرآة السيارة، نلتفت إليها لحيظات قليلة لنتجنب الحوادث ونأخذ حذرنا من الأخطاء، ولا نركز النظر فيها طويلًا، ثم نتركها بسرعة وننطلق للأمام ونحن ننظر للزجاج الشفاف الذي ينير طريقنا للأمام وللمستقبل.

الماضي مضى وانقضى، نتعلم منه، نعم! نندم على ما فعلناه فيه ونحن نراجع أنفسنا، نعم..

أمّا أن نغرق فيه ونجترّ آلامه ونتكبل بقيوده ونحيا فيه وندور حوله، فلا ولا، ثم لا وألف لا!!

نحن نحتاج أن ننقي الماضي من كل جروحه وآثاره التي تربطنا به وتجذبنا للوراء: مثلًا علاقة آثمة تحتاج إلى بتر، كراهية باقية تحتاج إلى مصارحة ومصالحة، مشاريع مؤجّلة أو قرارات معطّلة تحتاج إلى حسم وخطة وخطوات لتنفيذها؛ المهم هو أن نحتفظ بالعقل نقيًا ورشيقًا لينطلق نحو النجاح والإبداع والأفراح.

فالعقل البشري لا يستطيع أن يفكر في أكثر من زمان في الوقت الواحد، فبرنامج التفكير مؤسَّس على "التحديد" و"الوضوح" و"النجاح".. نسمي هذا المبدأ النفسي العميق الذي نقدمه فى علم المشورة مبدأ "هنا والآن" - "Here And Now"، أي نحن معًا في الحاضر بين ماضٍ لا نستطيع تغييره، وغدٍ ما زال لم يولد بعد..

غير ذلك يرتبك العقل البشري، ويكتئب، وينزوي، ويتراجع عن العمل.

هكذا خلق الله العقل لينجح، ولينطلق، وغير ذلك يتوقف عن العمل بكفاءة ويسقط فريسة للشلل النفسي..

تذكر أن أديسون نجح في اختراع المصباح الكهربائي الذي أضاء ليل العالم عام 1879م بعد أن أجرى أكثر من ثلاثة آلاف تصميم على المصباح، ونجح أخيرًا في تحويل ظلام الليل الدامي إلى نور وضاء.. ولولا أنه انطلق يفكر للأمام وأهمل ما في الماضي من فشل، ما صار من أشهر مخترعي العالم.

هكذا كل العظماء والناجحين، أدركوا أن طول التأمل فى الماضى هو أول مفايح الفشل!!

ولعلها حكمة هامة قالها بيلاطس عندما قال له اليهود : «لا تكتب ملك اليهود، بل أن ذاك قال أنا ملك اليهود»، فأجابهم:«ما كتبت قد كتبت» (يو19: 22).. والمعني الرمزي هنا: لن أفتش فى الماضي الذى تم وانقضى..

فكــــرة

+ لن أنظر للماضي، «لا تذكروا الأوّليّات، والقديمات لا تتأملوا بها» (إش43: 18).

+ سأقف بعد كل سقطة أو ضعف، وسأنسى ما وراء وأمتد إلى ما قدام (في3: 13).

+ لن أرضى بالهزيمة: سألتفتُ قليلًا إلى الماضي لأتعلم منه الدروس، ثم أنطلق للأمام، ولن أسمح له باقتحام حاضري أو غزو مستقبلي.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx