اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون28 يونيو 2019 - 21 بؤونه 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 25-26

اخر عدد

الكتَابُ المقَدّس فـــــي الكَنيسَة القبْطيّة - الجمعة 12 ديسمبر 2008 –  العددان 25، 26

مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث

28 يونيو 2019 - 21 بؤونه 1735 ش

أهميَة الكتاب:

+ أهميته في تأثيره، وفي خطورة البُعد عنه. يقول داود النبي في (مز119) «لو لم تكن شريعتك هي تلاوتي، لهلكت حينئذ في مذلتي». كما يقول «اذكر لعبدك كلامك الذي جعلتني عليه أتكل. هذا الذي عزّاني في مذلتي». ويقول في (المزمور 19) «ناموس الرب كامل يرد النفس. شهادات الرب صادقة تصيّر الجاهل حكيمًا». ويقول في المزمور الأول عن الرجل البار «في ناموس الرب مسرته، وفي ناموسه يلهج نهارًا وليلاً». وتصوروا رجلاً مثل يشوع، كان قائدًا لجيش من 400 ألفًا أي مشغول جدًا، ويقول له الرب «لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج فيه نهارًا وليلاً، لكى تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه. حينئذ تُصلح طريقك وحينئذ تفلح» (يش1: 8).

+ ومن أهمية الكتاب ما تعمله دار الكتاب المقدس، وتأسيس جمعيات باسم "أصدقاء الكتاب المقدس". ومن أهميته أن الوصايا العشر كُتِبت بأصبع الله. وكذلك قول الرب بعدها «لتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك، وقصّها على أولادك. وتكلم بها حين تجلس في بيتك، وحين تمشي في الطريق، وحين تنام وحين تقوم» (تث6:6، 7).

+ ومن أهمية الكتاب قول القديس الأنبا أنطونيوس "كل ما تقوله أو تفعله، ليكن لك عليه شاهد من الكتب". وهذا مبدأ نسير عليه.

عَلاقتنا بالكتاب:

هي محبة الكتاب. اقتناؤه. قراءته، التأمل فيه، حفظه، العمل به.

+ فمن جهة محبته: قول الرب «لتكن على قلبك» (تث6) وقول داود النبي في (مز119) «أحببت وصاياك أفضل من الذهب والجوهر». وأيضًا «إن كلماتك حلوة في حلقي. أفضل من العسل والشهد في فمي»، «أبتهج أنا بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة».

+ ومن جهة قراءاته: تكرار عبارات داود النبي عنه: «تلاوتي، درسي، ألهج فيه النهار والليل».

+ أما عن اقتنائه: فلا يكفي أن يكون في مكتبك، بل أيضًا في جيبك. ومن جهة المرأة تحتفظ به في حقيبتها.

+ أما عن العمل به، فيقول ربنا يسوع المسيح «الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة» (يو6: 63). أي تعرف روح الوصية (وليس حرفيتها) وتحوّلها إلى حياة، إذ تتدرب عليها.

+ وهناك فائدة ذكرها القديس مار أوغريس:"إن كل خطية تحاربك، ترد عليها بآية من الكتاب".

احترام الكتاب:

+ من جهة قراءة الإنجيل عندنا في الكنيسة، نوقد الشموع كقول الكتاب «مصباح لرجلى كلامك ونور لسبيلي». ويصلي قبلها الآب الكاهن قائلاً"أجعلنا مستحقين أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة، بصلوات قديسيك". ويصيح الشماس قائلاً "قفوا بخوف من الله احترامًا للإنجيل المقدس".. ونحن نُقبّل الكتاب، ونضعه فوق رؤوسنا.

+ وفي بيوتنا لا نضع شيئًا فوق الكتاب المقدس، إلا كتابًا مثله، أو صليبًا، أو أجبية، لأن كلها من الكتاب تقريبًا.

استخدامه:

في القداس الإلهي نستمع إلى المزمور، وفصل من الإنجيل وفصول من رسائل بولس الرسول، ومن الرسائل الجامعة، ومن أعمال الرسل. وهكذا فالذي لا يقرأ، يستفيد من السماع.

وفي صلوات الساعات (الأجبية) نقرأ في كل ساعة فصلاً من الإنجيل ونصلي عددًا من المزامير، كلها أكثر من 50 مزمورًا.

وفي أسبوع الآلام: نقرأ في كل ساعة مزمورًا، وفصلاً من الإنجيل، وبعض فصول من العهد القديم. وفي يوم الجمعة الكبيرة نقرأ كل مراثي أرميا. وفي ليلة أبو غالمسيس (مساء السبت) نقرأ كل سفر الرؤيا. وخلال الأسبوع نقرأ الأناجيل الأربعة.

ملاحظات:

+ قبل معرفة الطباعة، حين كان الكتاب المقدس بالنساخة، كانت نسخه قليلة، واقتناؤه صعبًا. أما الآن فقد أصبح الكتاب متوفرًا عن طريق الطباعة. فلم يعد لأحد عذر في اقتنائه.

+ توجد نسخ من الكتاب بطريقة برايل، يستخدمهَا المكفوفون.

+ في فهم الكتاب يخطئ من يستخدم آية في غير موضعها.

+ كذلك ينبغي الاهتمام بروحانية الوصية وليس بحرفيتها. فالرسول يقول «الروح يُحيي، والحرف يقتل» (2كو3: 6).

+ وقراءة الكتاب لا تكون لمجرد المعرفة، بل للحياة. كما قال الرب: إن كلامه روح وحياة (يو6: 63).

+ حينما نتكلم عن الكتاب نقصد كله. وهكذا يقول الرسول «كل الكتاب موحي به من الله ونافع للتعليم» (2تي3: 16). أقول هذا لأن بعض طبعات الكتاب تستخدم اللون الأحمر لكلام الرب، واللون الأسود للباقي بما في ذلك كلام الرسل، كما لو كان هناك تفريق! أقول ذلك لأنه في إحدى المرات زارني في الدير أسقف إنجليزي، وتناقشنا من جهة تصريحهم بكهنوت المرأة، مما لا نوافق عليه. فأوردت له بعض آيات من أقوال القديس بولس الرسول. فقال لي "ولكن هذا ما قاله بولس" (على فكرة هم يتحدثون عن الرسل بأسمائهم المجردة!). فقلت له: "وما قاله القديس بولس موحى به من الله أم لا؟"، فصمت لحظة ثم قال "نعم موحى به". فقلت "إذًا هو تعليم إلهي".

خطورة الاعتماد علىَ آية واحدة:

سواء من جهة العقيدة أو السلوك والمعاملات.

وهذا مبدأ تعلمناه من السيد المسيح له المجد ففي التجربة على الجبل (مت4) قيل له «مكتوب» فقال «مكتوب أيضًا».

مثال ذلك كتاب أصدره السبتيون الأدفنتست عنوانه (الكتاب يتكلم) يقدمون كل سؤال وإجابته آية من الكتاب. بينما المفروض أن نعرف كل الآيات المختصة بالموضوع!

+ مثال ذلك: كيف تخلص؟ والإجابة «آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك» (أع16: 31). هذه الآية يجب أن نضع إلى جوارها (مر16:16) «من آمن واعتمد، خلص». وأيضًا (يع2، 17، 19) «إيمان بدون أعمال ميت». وأنواعًا من الإيمان: إيمان مثمر، إيمان عامل بالمحبة (غلا5: 6). ثم هل يخلص الإنسان بدون توبة؟! هوذا الرب يقول «إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون» (لو13: 3، 5). ونضع كذلك قول القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف «لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك. فإنك إن فعلت هذا تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضًا» (1تي4: 16).

+ من جهة السلوك والمعاملات لا نستخدم الآية الواحدة: فإلى جوار «أيها الأبناء أطيعوا والديكم في الرب» (أف6: 1) نضع «أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا» (أف6: 2). كذلك الآية التي تقول «أيها النساء أخضعن لرجالكن» (أف5: 22) نضع إلى جوارها «أيها الرجال أحبوا نساءكم، كما أحب المسيح أيضًا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها» (أف5: 25). فالرجل الذي يحب امرأته ويبذل ذاته عنها، ستخضع له زوجته ليس خضوع السلطة، إنما خضوع الحب.

+ نحن لا نستخدم الآية الواحدة فقط. ومع ذلك حتى الآية الواحدة لها معانٍ كثيرة. وكما يقول داود النبي للرب «لكل كمال رأيت منتهى. أما وصاياك فواسعة جدًا» (مز119).

الكتاب في العقيدة واللاهوت:

قانون الإيمان عندنا، كل عبارة فيه تسندها آية أو آيات. وكذلك كل أسرار الكنيسة وكل الطقوس. ولنأخذ المعمودية كمثال:

+ لزومها (من يو3: 5) «كل أحد لا يولد من الماء والروح، لا يقدر أن يدخل ملكوت الله». ولهذا نعمد الأطفال.

+ ما هى؟ إنها موت مع المسيح وحياة (رو6). وأيضًا (كو2: 12) «مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضًا معه..».

+ وهي أيضًا الميلاد الثاني (يو3: 5) وأيضًا (تيطس 3: 5) «بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس».

+ مفعولها: الخلاص (مر16:16) «مَنْ آمن واعتمد خلص». وأيضًا لغفران الخطايا. كما قال القديس بطرس يوم الخمسين «توبوا وليعتمد كل واحد منكم لمغفرة الخطايا» (أع2: 38). وبها نلبس المسيح، أي نلبس البر الذي للمسيح، كما في (غلا3: 27) «لأن جميعكم الذين اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح».

+ طريقتها: بالتغطيس. كما قيل في عماد الخصى الحبشي «ولما صعدا من الماء» (أع8: 39). وباسم الآب والابن والروح القدس (مت28: 19).

وهي معمودية واحدة: كما ورد في (أف4: 5) «رب واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة». ولذلك فالذين اعتمدوا بالماء والروح، كيف يعتمدون مرة أخرى بمعمودية يسمونها (معمودية الروح)؟!

الكتاب في الحَياة العـَــامة:

في الرعاية: كما ورد في (حز3: 17-19) «اسمع الكلمة من فمي وأنذرهم من قبلي. إذا قلت للشرير موتًا تموت، وما أنذرته أنت.. يموت الشرير بإثمه. وأما دمه فمن يدك أطلبه».

في الأحوال الشخصية: الطلاق لعلة الزنى كما في (مت5: 32)، (مت19: 9)، (مر10: 11)، (لو16: 18). وأيضًا للخلاف في الدين، كما في (1كو7: 15) «ليس الأخ أو الأخت مستعبدًا في مثل هذه الحالة. إن أراد أن يفارق فيفارق».

في التوبة: (أر31: 18) «توّبني يارب فأتوب». وأيضًا في مزمور الراعي (23: 3) «يرد نفسي يهدني إلى سُبل البر».

في الحفظ: مزمور 121 «الرب يحفظك من كل سوء، الرب يحفظ نفسك، الرب يحفظ خروجك ودخولك من الآن وإلى الابد».




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx