اسم عبري معناه مكافأة الله أو عطية الله. وهو عالِم ومعلِّم كبير للناموس مثل أستاذ دكتور في الجامعة حاليًا. تعلّم على يديه وعند رجليه بولس الرسول العظيم الذي قال:«تربّيت في هذه المدينة (أورشاليم) عند رجلي غمالائيل على تحقيق الناموس الأبوي» (أع 22: 3)، وهو أحد اللاهوتيين اليهود الكبار المعروفين في القرن الميلادي الأول. وكان عضوًا في مجمع السنهدريم.
تقول بعض المصادر إنه آمن بالسيد المسيح وتعمّد على يدي بطرس الرسول. وهو له فضل كبير على المسيحية، فلما اغتاظ اليهود من الآباء الرسل عندما رأوهم يبشرون باسم المسيح ويعملون معجزات كثيرة «وكان مؤمنون ينضمون للرب أكثر، جماهير من رجال ونساء» (أع 5: 14)،«فألقوا عليهم الأيادي ووضعوهم في حبس (سجن) العامة» (أع 5: 18).
ودعا رئيس الكهنة مجمع السنهدريم للانعقاد، وأحضروا الرسل ليستجوبوهم، ورأوا شجاعتهم،فتشاوروا ليقتلوهم.. ولكن غمالائيل، العالم المتزن غير المتعصب، وقف في المجمع وقال:«تنحوا عن هؤلاء الناس واتركوهم، لأنه إن كان هذا الرأي أو العمل من الناس فسوف يُنتقض، وإن كان من الله فلا تقدرون أن تنقضوه لئلا تُوجدوا محاربين لله. فانقادوا إليه ودعوا الرسل وجلدوهم وأوصوهم أن لا يتكلمون باسم يسوع ثم أطلقوهم.
وأما هم فذهبوا فرحين من أمام المجمع لأنهم حُسبوا مستأهلين أن يُهانوا من أجل اسمه القدوس. وكانوا لا يزالون في الهيكل وفي البيوت معلمين ومبشرين بيسوع المسيح» (أع 5: 38–42).. وهكذا انتشرت المسيحية بسرعة بين اليهود ثم بين الأمم.
تأمل معي لو أن اليهود نفذوا مشورتهم وقتلوا كل الرسل، ولم يُوجد غمالائيل الذي يدافع عنهم، ماذا يكون حال المسيحية الناشئة، وقد استشهد كل الرسل ولا يوجد من يُبشر أو يُعمد؟ لاشك أنها كانت ستضعف جدًا وتفقد أعمدتها وقوتها. ولكن شكرًا لغمالائيل الرجل العظيم والعالم الجليل الذي دافع عن الرسل وأنقذهم من القتل ليبشروا بالمسيحية وينشروا تعاليمها المقدسة ويغيروا وجه العالم.