اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون28 يونيو 2019 - 21 بؤونه 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 25-26

اخر عدد

رحلتنا مع الروح القدس

نيافة الأنبا موسى

28 يونيو 2019 - 21 بؤونه 1735 ش

1- أن الروح القدس يبكتنا لكي نتوب عن خطايانا، عاملًا في ضمائرنا لنتحرك في اتجاه التوبة.

2- وحين نبدأ طريق التوبة، يرشدنا إلى كل الحق، حتى نعرف كيف نحيا للمسيح، ونصير أعضاء حية في الكنيسة، جسده المقدس.

3- وفي الكنيسة يقدسنا الروح القدس، من خلال الأسرار المقدسة، ووسائط النعمة، حينما يجددنا ويلدنا ثانية بالمعمودية، ويثبّتنا ويسكن فينا بالميرون، فنفرح بعمل رب المجد وسكناه داخلنا بالتناول. وحينما نخطئ يعطينا التوبة المقدسة، ويرشدنا من خلال أب الاعتراف، الذي من خلاله ننال حِلًّا عن خطايانا، وَحَلًّا  لمشاكلنا اليومية. فإذا مرضنا نتبارك بسّر مسحة المرضى الذي فيه يتم شفاؤنا روحيًا وجسديًا حسب مشيئة الله المقدسة. ولمّا ينضج الإنسان، فالغالبية يأخذون بركة سر الزواج المقدس، والبعض يختارهم الرب للبتولية، حسب الموهبة المعطاة لكل منا، وهما طريقان للخلاص. وهذه الأسرار كلها يخدمها سر الكهنوت المقدس، حسب وصايا الرب، ونصوص الكتاب.

4- لكن هذه العطايا كلها لا تمنع أننا كثيرًا سوف نحتاج إلى أن يقودنا الروح، فهو أضمن قائد لمسيرة حياتنا نحو الملكوت، «لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ» (رو8: 14)، وتتم هذه القيادة من خلال الكتاب المقدس والتعليم الكنسي وأب الاعتراف.

5- إلّا أن طريقنا لن يخلو من الآلام، فقد صارحنا الرب بذلك حين قال لنا: «فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ...» (يو16: 33)، ولكن روح الله «الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ..» (2كو1: 4).

6- وهنا يكون قد وصل الروح إلى أعماقنا، وحينئذ سوف يثمر فينا ثماره المقدسة: «فَرَحٌ، سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ، لُطْفٌ، صَلاَحٌ، إِيمَانٌ، وَدَاعَةٌ، تَعَفُّفٌ» (غل5: 22-23).

7- ويكتمل عمل الروح فينا -بعد ذلك- حينما يعطينا مواهب للخدمة، ويعلمنا القديس بولس الرسول أن الخدمة في حاجة إلى مواهب كثيرة، وأن الروح القدس هو مانح هذه المواهب.

فما هي المواهب المطلوبة؟

يقول معلمنا بولس: «وَلَكِنْ لَنَا مَوَاهِبُ مُخْتَلِفَةٌ بِحَسَبِ النِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَنَا..» (رو12: 6)، ثم يبدأ في تعداد هذه المواهب كأمثلة تحتاج إليها الخدمة في كل مكان وفي كل جيل:

1- النبوة: وهي الوعظ الممسوح بالروح القدس، أو إمكانية التنبؤ بالمستقبل.

2- الخدمة: أي الدياكونيا، وخدمة احتياجات الناس المختلفة.

3- التعليم: أي شرح الطريق روحيًا ولاهوتيًا وعقائديًا وكنسيًا.

4- الوعظ: وهو حثّ الناس على التوبة والعودة إلى الله.

5- العطاء: عطاء المادة والجهد والوقت، بسخاء وبسرور.

6- التدبير: خدمات الإدارة والتنظيم والقيادة.

7- الرحمة: بإخوة الرب الفقراء والمرضى والمظلومين.

8- المحبة: علاقات المحبة داخل وخارج الكنيسة.

9- العبادة: خدمات الصلوات والتسابيح.

10- المشاركة: مع الفرحين والباكين، مشاركة لهم في ظروفهم.

11- خدمة القديسين: أي خدام الرب، وأخوته الفقراء أيضًا.

12- الغرباء: أي خدمة الضيوف والمسافرين والمغتربين، ورعاية احتياجاتهم.

ولاشك أن هذا كله يحتاج إلى عطايا ومعونة خاصة من الروح القدس، الذي يجمعنا معًا كأعضاء في جسد واحد، ولكنه يعطي كلًا منا ما يناسبه من عطايا وتخصصات من أجل خدمة بقية الجسد، ومسيرة الملكوت..




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx