اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون12 يوليه 2019 - 5 أبيب 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 27-28

اخر عدد

الكنيسة الرسولية

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

12 يوليه 2019 - 5 أبيب 1735 ش

الكنيسة أسسها الآباء الرسل، وتسير حسب تعاليم هؤلاء الرسل الذين أوصاهم الرب وأرسلهم لتنفيذ وصاياه، لذلك صرّح القديس بولس «مبنيين على أساس الرسل والأنبياء، ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية» (أفسس2: 20). ونجد أن السيد المسيح أوصاهم قائلًا: «تلمذوا جميع الأمم، وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصتيكم به» (مت28: 19-20). حتى القديس بولس أقرّ قائلًا: «تسلّمتُ من الرب ما سلّمتُكم أيضًا» (1كو11: 23)، وقال لتلميذه تيموثاوس: «وما سمعتَه (تسلّمتَه) منّي بشهود كثيرين، أودعه أناسًا أمناء يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضًا» (2تي2:2).

فمن الرسل تسلمنا القداس الإلهي وبقيه الأسرار كالمعمودية وطريقة التعميد بالتغطيس (أع8؛ 16...إلخ). كل الليتورجيات أسسها الآباء الرسل القديسين بالتسلسل وهذا ما يُسمى بالـ"تسلسل الرسولي" Apostolic Succession، كوضع اليد في سيامات الكهنوت، وبالإجمال نسميه "التقليد الرسولي" Apostolic Tradition، من حيث الإيمان الذي نردده في الكنيسة في ممارسة الأسرار المقدسة، وبعد المجامع المقدسة في نيقية والقسطنطينية وأفسس، وأن الكنيسة واحدة وحيدة مقدسة جامعة رسولية، فهي العروس الواحدة للعريس الواحد ربنا يسوع المسيح له المجد «رعية واحده لراعٍٍ واحد» (يو10: 16). وفي (يو17) كلمات الرب يسوع عن كنيسته: «لستُ أسأل من أجل هؤلاء فقط، بل من أجل الذين يؤمنون بي بكلامهم، ليكون الجميع واحدًا كما أنك أنت أيها الآب فِيَّ وأنا فيك، ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا»، وكما ورد في (رو12: 2) «ونحن الكثيرين جسد واحد في المسيح». ويقول القديس إكلمنضس السكندري: "الكنيسة بما أنها مختصة بواحد فهي بالطبع واحدة، وإن ثارت عليها الهرطقات لتجزّئها، لكنها كنيسة واحدة جامعة بحسب معتقدنا وبحسب الأصل والسمو الروحي". ويؤكد ذهبي الفم: "الكنائس في المدن والقري مهما كثر عددها لكنها كنيسة واحدة، لأن المسيح حاضر فيها، فكلها واحدة كاملة غير منقسمة".

والكنيسة مقدسة كما ورد في (أف5: 25-27) «لكي يقدسها مطهّرًا إياها بغسل الماء بالكلمة، لكي يُحضرها لنفسه كنيسة مجيدة، لا دنس فيها ولا غضن أو شيئًا من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب». والكنيسة مقدسة لأنها الجسد الذي رأسه السيد المسيح ودمه يقدسها كما ورد في (1كو6: 11) «لأن كل المؤمنين قد تقدسوا بدمه».

أمّا أن الكنيسة جامعة فلأنها توصّل رسالة الخلاص إلى الجميع، وتضم إليها الذين يؤمنون كما جاء في(لو24: 27) «ويُكرَز باسمه للتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم». والرب يسوع قال عن تلاميذه: «تكونون لي شهودًا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلي أقصي الأرض» (أع1: 8). ولأن الرب كلّفهم بأن يتلمذوا جميع الأمم (مت28: 19)، وسبق النبوة في (المزمور22: 27) «تذكر وترجع إلى الرب كل أقاصي الأرض، وتسجد قدامك كل قبائل الأمم». ويقول القديس كيرلس الأورشليمي: "الكنيسة تُدعى جامعة لوجودها في كل المسكونة، ولأنها منتشرة في العالم أجمع، ومسئولة عن التعليم لكل العقائد اللازمة لخلاص النفس، فصارت للكنيسة القدوة والقدرة والنقاء والامتداد في كل مكان".




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx