اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون26 يوليه 2019 - 19 أبيب 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 29-30

اخر عدد

اشتياقات إلى الأكاليل

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

26 يوليه 2019 - 19 أبيب 1735 ش

يكتب معلمنا بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس قائلًا: «قد جاهَدتُ الجِهادَ الحَسَنَ، أكمَلتُ السَّعيَ، حَفِظتُ الإيمانَ، وأخيرًا قد وُضِعَ لي إكليلُ البِرِّ، الّذي يَهَبُهُ لي في ذلكَ اليومِ، الرَّبُّ الدَّيّانُ العادِلُ» (2تي4: 7، 8).

والأكاليل السماوية من الأمور التي تعزّي الإنسان المسيحي، وهي الشوق الذي يجعل الخادم غيورًا في خدمته، والمؤمن ملتزمًا في توبته، بل تجعلنا نسعي سعيًا أمينًا ونستهين بكل آلام هذا العالم، لأننا نعرف أن حياتنا لا تنتهي بانتهاء غربة الأرض، بل نسعى راغبين أن ننال الأكاليل التي وعد بها الرب.

1- أول هذه الأكاليل هو إكليل البر (2تي4): وهو الإكليل الذي نُؤهَّل له من خلال المعمودية إذ ننال الطبيعة الجديدة، وبها نحيا حياة نقية تؤهلنا لحياة أخرى في السماء لا تعرف الدنس، وحالة من النقاوة الدائمة في حضن الآب السماوي، على شبه حياة أبينا آدم قبل السقوط، ولكنها غير مُعرَّضة للسقوط.

2- إكليل الحياة: ويتحدث عنه معلمنا يعقوب قائلًا: «طوبَى للرَّجُلِ الّذي يَحتَمِلُ التَّجرِبَةَ، لأنَّهُ إذا تزَكَّى يَنالُ «إكليلَ الحياةِ» الّذي وعَدَ بهِ الرَّبُّ للّذينَ يُحِبّونَهُ» (يع1: 12)؛ وهو وعد بالوقوف أمام العرش الإلهي في حياة جديدة بلا حزن ولا وجع ولا دموع ولا موت.. فنحيا إلى الأبد إذ لم يعد للموت الثاني (الهلاك الأبدي) سلطان علينا.

3- إكليل المجد: وعن ذلك يتحدث معلمنا بولس الرسول قائلًا عن جسد قيامتنا: «يُزرَعُ في هَوانٍ ويُقامُ في مَجدٍ. يُزرَعُ في ضَعفٍ ويُقامُ في قوَّةٍ» (1كو15: 43)، وأيضًا: «إنْ كُنّا نَتألَّمُ معهُ لكَيْ نَتَمَجَّدَ أيضًا معهُ» (رو8: 17).

4- إكليل القيامة: فالإنسان المسيحي سينال نعمة مجد القيامة، التي كتب عنها معلمنا بولس الرسول: «لأنَّهُ إنْ كُنّا نؤمِنُ أنَّ يَسوعَ ماتَ وقامَ، فكذلكَ الرّاقِدونَ بيَسوعَ، سيُحضِرُهُمُ اللهُ أيضًا معهُ» (1تس4: 14)، لذلك تُصوِّر أيقوناتنا القبطية الشهداء المتألمين، بأجساد بهية ومُمجَّدة، رغم مغادرتهم العالم بأجساد ممزقة.

5- إكليل المُلك: وهو الإكليل الذي تحدث عنه الرب يسوع عندما قال: «الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّكُمْ أنتُمُ الّذينَ تبِعتُموني، في التَّجديدِ، مَتَى جَلَسَ ابنُ الإنسانِ علَى كُرسيِّ مَجدِهِ، تجلِسونَ أنتُمْ أيضًا علَى اثنَيْ عشَرَ كُرسيًّا تدينونَ أسباطَ إسرائيلَ الِاثنَيْ عشَرَ» (مت19: 28).

6- إكليل البتولية: وهو إكليل لكل من كرّس الوقت والقلب والحياة للرب.

7- إكليل الرسولية: وعنه نصلي في قسمة صوم الرسل: "ونالا (بطرس وبولس) إكليل الرسولية وإكليل الشهادة"، وهو إكليل لكل من يحفظ خدمته ويقدمها بفكر رسولي وقلب رسولي، وكل من يشهد للرب ويتعب من أجل الكرازة وامتداد الملكوت.

8- إكليل الشهادة: وهو إكليل لكل من حفظ الإيمان حتي إن كلّفه ذلك أن يُسفك دمه.

لذلك عندما تتعرض حياتك للآلام، تذكر الأمجاد والأكاليل السماوية التي تنتظرك، ولكن احذر ولا تستهن لأن هذه الأكاليل هي من استحقاقات الجهاد الحَسن، فالرب عادل، وهو لا يعطي الأكليل بغير استحقاق.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx