اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون26 يوليه 2019 - 19 أبيب 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 29-30

اخر عدد

خطورة البدع والهرطقات

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

26 يوليه 2019 - 19 أبيب 1735 ش

البدع والهرطقات وُجِدت منذ القرون الأولى، والبعض يظن أن أي شيء جديد ممكن أن يُفيد، ومن هنا تدخل الهرطقة، وبدخولها تحدث نتائج كثيرة سيئة، وينقسم الناس بسببها. ونود أن نستعرض خطورة التعاليم التي تحوي هرطقات، ثم نعرف كيف نواجهها بقوة.

الخطورة:

1- البدع والهرطقات عمل شيطاني: لذلك ينمو وينتشر بسرعة، فالآريوسية كمثال كادت أن تجتاح العالم كله ويصير آريوسيًا، وحين قيل ذلك للبابا أثناسيوس قال: "وأنا ضد العالم"... وكذلك بقية البدع، يحاول الشيطان أن يقنع الناس بها كإضافة للإيمان، وتنتشر هذه الفكرة الشيطانية لتبرئة الهراطقة ونشر أفكارهم، لينحرفوا عن الإيمان السليم.

2- الهرطقة ضد خلاص النفس: لأن الإيمان الصحيح هو الذي يعطي استحقاق ممارسة الأسرار المقدسة، وإذا دخلت الهرطقة للانحراف بالإيمان عن صحته وبالتالي إبعاد المؤمن عن الخلاص، لأن «مَنْ آمن واعتمد خلص، ومَنْ لم يؤمن يُدَن» (مر16:16). فشرط الإيمان المستقيم لخلاص النفس من نير الخطية، وتسلّطها على القلب بالاستفادة من الأسرار المقدسة.

3- البدع تحاول جذب الناس بعيدًا عن الجذور الرسولية: مثلما نسمعه عن الخدمة الانتعاشية في التراتيل والتي تشابه الأغاني العالمية، أو الحركات الهستيرية والتأثير السيكولوجي تحت مُسمّى قيادة الروح القدس مثلما يحدث في أماكن تسمي (reformed church)، أي الكنائس التي أُعيد تشكيلها، أي إبعادها عن الشكل الرسولي أو التفاسير الكتابية التي تبعد عن القصد الإلهي.

4- البدعة تبدأ صغيرة ثم تكبر جدًا: فالبدعة هي فكرة غريبة تختلف عن تعاليم الإنجيل والرسل، وتبدأ هكذا، مجرد بذرة، ولكن سرعان ما تنمو وتكبر، فقد تبدأ بإضافة لمعنى جديد يأخذ مَنْ يسمعها إلي بعيد جدًا عن الهدف الذي يقصده الروح القدس من الآية الكتابية، مثل «كل الأشياء تحلّ لي، ولكن لا يتسلط عَلَيَّ شيء» (1كو6: 12)، فيخرج بها إلى ما لا يحلّ مثل الزواج المثلي (Homosexual marriage)، وكم من أمور يحدث فيها خلافات في الأسرة الواحدة لأن أفرادها ينتمون لكنائس متعددة.

كيف نواجه البدع؟

1- وحدانية التعليم والقدرة علي الحوار والقيادة الفكرية الصحيحة: نحن نؤمن بربٍ واحدٍ وإيمانٍ واحدٍ ومعمودية واحده، وهذا أساس العضوية في الكنيسة، والانقسام يُعطّل عمل المسيح في حياتنا. والطوائف تكونت نتيجة للخلاف في المفاهيم الإيمانية، ومن هنا كان لزامًا علينا الالتزام بالتعليم الصحيح الناتج عن الفهم الصحيح «إن كلمناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن أناثيما» (غل1: 8)، لذلك نلجأ لفكر الآباء المشهود لهم ليستمر الإيمان الصحيح.

2- الافتقاد ومتابعة كل نفس بأمانه: أبوّة الكهنوت تفيد جدًا في هذا الأمر، حتى نصل لهدف مقدس وضعه الرسل وهو «نُحضر كل إنسان كاملًا في المسيح يسوع» (كو1: 28). لاشك أن المتابعة هي التي تصل بنا إلى الكمال المسيحي بقيادة حكيمة، ونملك زمام المبادرة لنحفظ سلام المؤمنين وبركة الأسرار.

3- العمل الروحي المُركَّز: فاللحن المعزّي، والنغمات الروحية، والعظة المُشبِعة، وأعياد القديسين، والتعليم اللاهوتي ببساطة وعمق، والتعليم الثالوثي، وعدم الاستعراضية، واكتشاف الانحرافات مبكرًا، والتلمذه الروحية، مع التأملات الروحية خاصة في صليب المخلص والطقوس السرائرية، مع البركة الرسولية والعطاء السخي.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx