اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون26 يوليه 2019 - 19 أبيب 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 29-30

اخر عدد

اثنان خيرٌ من واحد

الأنبا تكلا - اسقف دشنا

26 يوليه 2019 - 19 أبيب 1735 ش

حينما أرسل الرب رسله القديسين، أرسلهم اثنين اثنين «وبعد ذلك عيّن الرب سبعين آخرين أيضًا، وأرسلهم اثنين اثنين أمام وجهه إلى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعًا أن يأتي» (لو10: 1). ولعلنا نتساءل: لماذا أرسلهم هكذا ولم يرسلهم واحدًا واحدًا؟ يجيب على هذا السؤال سليمان الحكيم في سفر الجامعة: «اِثنانِ خَيرٌ مِنْ واحِدٍ، لأنَّ لهُما أُجرَةً لتَعَبِهِما صالِحَةً. لأنَّهُ إنْ وقَعَ أحَدُهُما يُقيمُهُ رَفيقُهُ. وويلٌ لمَنْ هو وحدَهُ إنْ وقَعَ، إذ ليس ثانٍ ليُقيمَهُ» (جا4: 9، 10).. ويمكننا أخذ أمثلة في ذلك:

+ في العمل:

إن ما يستطيع أن يعمله واحد، يستطيع اثنان أن يعملا أعظم منه. فلا يستطيع واحد أن يعمل كل شيء بمفرده، لا بد من مساعدين ومعاونين.. هكذا علمنا الكتاب المقدس أنه لا يستطيع عضو أن يعمل كل العمل، وكذلك لا يستطيع عضو أن يستغني عن آخر؛ فإن الجسد أيضا ليس عضوًا واحدًا بل أعضاء كثيرة «فالآن أعضاء كثيرة ولكن جسد واحد. لا تقدر العين أن تقول لليد لا حاجة لي إليكِ، أو الرأس أيضًا للرجلين لا حاجة لي إليكما» (1كو 12: 14-21).

+ في المعاملات:

كل إنسان يحتاج أن يكون له آخر، صديق يحكي له همومه ومشاكله، يجد الراحة عنده، بل يجد نفسه فيه، حتى أنه إن بعد عنه كأن جزءًا منه بعد عنه، وإن عاد كأنه عاد إلى نفسه، وإن فقده فيشعر كأن شيئًا قد مات فيه؛ ولكن يا ليتنا نعمل بنصيحة القديس يوحنا ذهبي الفم: "ليكن أصحابك بالألف، وأصدقاؤك من الألف واحد". فما أخطر الصداقة إن كانت خاطئة، وما أحلاها إن كانت صحيحة. قد تصل من خلال صديقك إلى الراحة أو الشقاء، إلى السعادة أو التعاسة، إلى النمو أو الانحدار. لذلك عليك أن تدقّق في اختيار صديقك، أو كما يقولون: "خذ الرفيق قبل الطريق". فإن أحسنت فإنه سوف يخفّف عنك متاعب الطريق، وإلّا فسوف يثقل عليك وتتمنى لو لم يكن صديقًا.

+ في الحياة:

لعل الرب نفسه أراد ذلك. انظر إلى ما قال الرب في سفر التكوين «ليس جيدا أن يكون آدم وحده، فأصنع له معينا نظيره...» (تك2: 18-24). ونرجو أن تكون معينًا له فعلا؛ لا مُعوِّقًا ولا مُقاومًا ولا مُعطِّلًا. كما نرجو أن يكون شاعرًا بأنها عَظمٌ من عظامه ولحم من لحمه. غير أن هناك من يرى نفسه العروس والرب هو العريس، فيهب حياته لمن خلقه وأحبه، ويحيا حياة يملأها الرب، فلا يشعر بفراغ أو جوع أو عطش «معك لا أريد شيئًا في الأرض» (مز73: 25).

+ في الإرشاد:

لا شك أن الإنسان يحتاج لآخر يرشده وينصحه. الابن يحتاج لأبيه، والابنة لأمها، والسائر في الطريق يحتاج لمن يرشده... والذي يسير في طريق الرب يحتاج لمرشد وموجّه يقوده في الطريق، اختبره قبله، ويرشده لكيفية تخطي العقبات التي تواجهه. كذلك نقول إن أحسنَّا اختيار المرشد نكون قد ضمنّا الطريق بل والهدف. ولنحذر قول الرب «أعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما في حفرة» (مت 15: 14). لذلك يجب أن نتأكد من أن المرشد بصير وليس فقط مبصرًا، مختبر وليس فقط قارئًا، لديه مخزون وليس فارغًا.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx