اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون23 أغسطس 2019 - 17 مسرى 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 31-32

اخر عدد

مصادر المشاكل الأسرية..
أولًا: المصادر الشخصية..
2- اختلاف المشارب


نيافة الأنبا موسى

23 أغسطس 2019 - 17 مسرى 1735 ش

تحدثنا في العدد الماضي أن من المصادر الشخصية للمشاكل الأسرية: 1- غياب الحياة في المسيح.. ونستكمل موضوعنا عن: 2- اختلاف المشارب

1- من أكثر مصادر المشاكل الأسرية شيوعًا اختلاف المشارب.. فقد يكون الزوج من بيئة حضارية والزوجة من بيئة ريفية. فهناك بالطبع اختلاف كبير في أسلوب التربية، وفي أسلوب التعامل مع المجتمع، وفي التقاليد والعادات الخاصة والأسرية والعامة، فالزوج ببساطة يتحرك في كلامه ومجاملاته وملابسه ونشاطاته، بينما الزوجة تتعجَّب من ذلك بسبب ثقافتها الخاصة. والعكس.. إذا ما كانت الزوجة من بيئة حضارية والزوج ريفيًا.. يغضب ويثور حين تسلم زوجته باهتمام على ابن عمها، أو ابن خالتها، أو زميلها في الكلية أو العمل..

2- أسلوب الكلام.. والزيارات.. وارتداء الثياب.. ونظام الأكل.. ومحتويات المنزل.. وصورته أمام الناس.. وعلاقاته الاجتماعية.. الجيران.. الزملاء.. الأصدقاء.. المجاملات في المناسبات المختلفة: كأعياد الميلاد والزواج.. ضرورة أداء العزاء في أقصى الصعيد لأن المتوفي من أقارب الزوج.

هذه مجرد أمثلة توضح ضرورة أن يتقاربا ويتفاهما، إلى أن يريح كل منهما الآخر، في بذل وعطاء، وليس في عناد واستعلاء!!

وربما كان من الأصوب أن يختار الإنسان شريكة حياته من نفس البيئة، أو من بيئة متقاربة اجتماعيًا، حتى لا يحدث هذا النوع من المشاكل، أو يقلّ حدوثه.

3- ومن المُلاحظ أن الزوجة أكثر ارتباطًا بأسرتها، وبالبيئة التي نشأت فيها. فلا داعي للضغط على البنت لتقبل زوجًا يعيش في بيئة مختلفة حضاريًا واجتماعيًا، وعلى بعد مئات الكليومترات من موطن الزوجة الأصلي. هي ستتعب في التوافق مع البيئة الاجتماعية الجديدة، وهو سيتعب لأنها ستطلب منه السفر المتكرر لترى أسرتها.

4- تصوروا شابة تربت في الإسكندرية بروح اجتماعية منطلقة، تذهب إلى أقصى الصعيد. سينتقدون ملابسها، وكلماتها، وضحكاتها، ومعاملاتها، ويحاولون الضغط عليها بالكلام الواضح وبالغمز واللمز لكي تصير مثلهم. وهذا صعب طبعًا.

5- لذلك فمن المستحسن توافق المشارب، فإن اختلفت فلابد من حياة روحية قوية، وروح احتمال وصبر وعطاء، حتى يتوافق الزوجان وتسير الحياة.

ولكن، أحيانًا يتسرب الشك إلى أي أو كلا من الزوجين! وهنا تحدث المعاتبات الشديدة، التي تدمر الحياة الأسرية كلها..

6- والعلاج هنا هو في الآباء الكهنة الروحيين، الذين يرتبطون بهذه الأسرة، ويفتقدونها.. حينما تحدث مشكلة يلجأ أحد الطرفين أو الاثنان معًا إلى الكاهن باحثًا عن الحل.

وحين يفتقد الآباء الأسرة، ويقرأون الإنجيل في بيتهم، ويتفقون معهم على "المذبح العائلي" أي أن تجتمع الأسرة (قبل العشاء مثلًا) لتقرأ إصحاحًا من الإنجيل، وتصلي جزءًا من صلاة النوم.

فالفرق شاسع بين بيت بُنِي على أساس المسيح والإنجيل والمحبة، وآخر بُنِي على أساس الرمل!




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx