اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون23 أغسطس 2019 - 17 مسرى 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 31-32

اخر عدد

ستة أجنحة

الأنبا تكلا - اسقف دشنا

23 أغسطس 2019 - 17 مسرى 1735 ش

يوم 30 أغسطس من كل عام نحتفل بعيد نياحة القديس العظيم الأنبا تكلا هيمانوت الحبشي، وهو من أعظم قديسي الحبشة، وله مكانة خاصة في كنيستنا القبطية. ولعل صورته الشهيرة التي يظهر فيها بستة أجنحة هي موضوعنا في هذا اليوم.. ماذا تعني هذه الأجنحة؟

1- عناية الله:

فالقصة تقول إنه كان يزور ديرًا على سفح جبل عالٍ، كل من يريد صعوده أو الهبوط عليه أن يربط وسطه بحبل، ويتم شد الحبل من خلال بكرة كبيرة يحركها راهبان. وبعد زيارته للدير وعند نزوله انقطع الحبل، وجرى الرهبان لينظروا، وإذا بالله ينقذه من خلال هذه الأجنحة الستة، فيعود اتزانه وينزل سليمًا وتختفي هذه الأجنحة. وليس هذا غريبًا عن الله الذي يحفظ أولاده ومحبيه في كل زمان بطرق وأنواع شتى: بالفُلك، بالملاكين، بخروف، بالضربات العشر، بملاك يسد أفواه الأسود، بنزوله في شكل سحابة تظلّل أو عمود نار ينير، أو نزوله في الآتون.. إنه هو الذي قال «شعرة من رؤوسكم لا تهلك» (لو 21: 18).

2- الارتفاع:

قد تكون الأجنحة أداة للارتفاع، ولكن لعل ما يرفع الإنسان هو حياته البارة المقدسة ونوال رضى الله ورضى الوالدين «البِرّ يرفع شأن الأمة، وعار الشعوب الخطية» (أم34: 14)، لأنه ما أسهل أن يرتفع الإنسان بأيّة أجنحة، فقد يرتفع بأجنحة الفشل والخداع، أو أجنحة النميمة وتوصيل الكلام، أو أجنحة الرشاوى والتملق والرياء.. ولكن هل سيرتفع الإنسان بهذه حقًا؟! أم أن هذه الأجنحة غير قادرة على رفعه إلّا إلى مسافة قليلة، ثم يبدأ يتهاوى وتكون نهايته أشرّ من بدايته.

3- الانتقال:

قد تُستخدم الأجنحة في الانتقال من مكان لمكان، وقد تعني أيضًا أن ينتقل الإنسان من حالة إلى حالة، أو من وضع إلى وضع، فقد تكون الكلمات أحيانًا كالأجنحة؛ فإن كانت كلمات طيبة مشجِّعة مباركة مفرحة، تستطيع أن تنقل الإنسان من الحزن إلى الفرح، ومن الضيق إلى السعادة، وتجعل الكلمات من يسمعها كأنه طار إلى السماء من الفرح.. وعلى العكس قد تكون الكلمات سبب حزن وضيق وألم، وتنقل الإنسان من الفرح إلى الحزن، وتطير به ولكن إلى أسفل.. لذلك ما أخطر الكلمات التي قد نقولها دون تدقيق وتسبب انتقالًا لسامعها من حالة إلى حالة أخر،  لذلك قـال الكتـاب: «بكلامك تتبرّر وبكلامك تُدان» (مت12: 37)، «الجواب الليِّن يصرف الغضب، والكلام الموجع يهيّج السخط» (أم15: 1)، ومَدَحَ النفس التي تنطق بالكلام الجيد قائلًا: «شفتاكِ يا عروس تقطران شهدًا» (نش4: 11).

4- الشهرة:

قد تكون الأجنحة سبًبا في ارتفاع الإنسان مما يؤدي إلى شهرته.. ولكن قد تكون الشهرة بسبب استخدامه للمواهب التي منحها له الله، فقد تكون الأجنحة موهبة الكلام التي تستطيع أن تنقل صاحبها من مكان إلى أماكن كثيرة دون أن يتحرك، وكذلك موهبة صنع السلام «طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يُدعَون» (مت5: 9)، وكذلك عمل الخير والعطف على الفقراء، فبهذه الموهبة اُشتُهر القديس الأنبا أبرآم والقديس الأنبا صرابامون أبو طرحة والمعلم إبراهيم الجوهري «مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ» (أع20: 35). ليتنا نتخذ أجنحة سليمة وصحيحة قادرة أن ترفعنا بالحقيقة إلى الفضيلة والبر.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx