اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون23 أغسطس 2019 - 17 مسرى 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 31-32

اخر عدد

بخصوص قضية وراثة خطية آدم (1)

نيافة الأنبا رافائيل الأسقف العام

23 أغسطس 2019 - 17 مسرى 1735 ش

أرجو ألا ننساق إلى «مباحثات دون بنيان الله الذي في الإيمان» (١تي ١: ٤). العمر أقصر من أن نُعيد البحث في قضايا حُسمت في مجامع مقدسة تعترف بها كنيستنا. الوقت يجب أن نبذله في الصلاة والتسبيح والفرح بالمسيح، وأعمال الرعاية والتعليم الذي بحسب التقوى.

أمّا من جهة وراثة خطية آدم فقد تمت إدانة بيلاجيوس وتلميذه كاليستيوس وأتباعهما حينما أنكروا وراثة خطية آدم، ونادوا ببدعة أن الأطفال لا يحتاجون معمودية أو أن معمودية الأطفال ليست لمغفرة الخطايا. وقد ورد في مجمع قرطاجنة الثاني المنعقد سنة 418م (القانون 110) ما يلي: "إن قال أي إنسان أن الأطفال حديثي الولادة لا يحتاجون إلى معمودية، أو أنهم يجب أن يعتمدوا لغفران الخطايا، لكن ليست فيهم الخطية الأصلية الموروثة من آدم والتي لابد أن تُغسَل بحميم الميلاد الجديد، وفى حالتهم هذه لا تؤخذ صيغة المعمودية أنها "لغفران الخطايا" بطريقة حرفية، إنما بطريقة رمزية، فليكن محرومًا؛ لأنه وفقًا لرومية (5: 12) أجتازت خطية آدم إلى الجميع" (تاريخ مجامع الكنيسة، Hefele, C. J تشارلز جوزيف هيفيلي الأسقف الألماني، Vol. 2, p. 458؛ انظر أيضًا: PL, Vol. 67, p. 217،N&P.N.F, S. II. V XIV. Canon CX).

ملحوظة: نص رسالة رومية هنا بحسب الترجمة اللاتينية والتي توافقها أيضًا الترجمة القبطية واليونانية، ويترجمها نيافة الأنبا غريغوريوس –دكتوراة في اللغة اليونانية- هكذا: «وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس بالذي جميعهم خطئوا فيه»، ويشرح ذلك بقوله: "هذا النص المقدس يقرّر مبدأ انتشار الخطية من الإنسان الأول آدم إلى كل الناس"، كما يعلّق قائلًا: "ويُلاحَظ أن الترجمة البيروتية قد أوردت هذا النص مبتورًا... ولكن النص اليوناني والقبطي والترجمة اللاتينية المعروفة بالفولجاتا كلهم أوردوا النص على النحو الذى أثبتناه"، ثم يورد نيافته النصوص فى اللغات الثلاث:

باليونانية:

καί ούτως εις πάντας άνθρωπους ό θάνατος διήλθεν έ ω´ πάντες ήμαρτον

وباللاتينية:

In guo omnes peccaverunt

وبالقبطية:

\iten ourwmi `nouwt ouo\ ebol \iten vnobi a `vmou ]wpi ouo\ pairh; a pimou ]e `e,oun `erwmi niben vhetauernobi n,htf.

(موسوعة اللاهوت العقيدي – سر التجسد والفداء – ص237).

فلا مجال هنا للادعاء بأن النص اللاتيني سقطت منه كلمة الموت، وأن مجمع قرطاجنة والقديس أغسطينوس أخطأوا وحدث عندهم لبس.

وقد أيّد مجمع أفسس المنعقد (٤٣١) برئاسة البابا كيرلس عمود الدين قرارات مجمع قرطاجنة، حيث ذُكِر في الرسالة المجمعية، التي أرسلها مجمع أفسس إلى سلستين الأول أسقف روما، وأخبروه بما حدث في مجمع أفسس التالي: "الأعمال (القرارت) الغربية عن إدانة البيلاجيين والكاليستيين، وأتباعهم: جوليانوس، بريسيديوس، فلوروس، مارسللينوس وأورونتيوس.. إلخ، تم قراءتها، والحكم (الإدانة) البابوي عليهم تم الموافقة عليهم بالإجماع" (تاريخ مجامع الكنيسة Hefele, C. J, VOL. 3, P. 69؛ انظر أيضًا: الأنبا إغريغوريوس، اللاهوت العقائدي، ج3، في أسرار الكنيسة السبعة، ص53؛ مجموع الشرع الكنسي، لحنانيا كسّاب ص338، 339 قوانين عصر المجامع، القمص صليب سوريال، ص126).

وبطبيعة الحال فإن حرمان شخص بقرار مجمعي، معناه حرم تعليمه، وليس مجرد شخصه؛ لأنه لا يوجد عداوات شخصية مع الناس. فلا مجال هنا للادعاء بأن مجمع أفسس قد أيّد حرم أشخاص ولكنه لم يؤيد قرارات مجمع قرطاجنة من جهة التعليم.

وقد ورد في نص الرسالة إلى البابا سلستين التالي: "عندما تم في المجمع المقدس قراءة ما تم اتخاذه بخصوص حرم عديمي التقوى البيلاجيين والكاليستيين التابعين لكاليستيوس، وبيلاجيوس، وجوليان، وبريسيديوس، وفلوروس ومارسيللينوس وأورونتيوس وأولئك الذين مالوا إلى الإعجاب بأخطائهم، نحن أيضًا قد اعتبرنا (حكمنا) أنه من الصحيح أن قرارات قداستكم بخصوصهم يجب أن تُثبَّت بقوة وحزم. ونحن جميعًا كنا بفكر واحد قررنا أنهم محرومين holding them deposed" (N&P.N.F, S. II. V XIV, The Letter of the Synod to Pope Celestine, p. 479).

وأيضًا أصدر المجمع قوانين بحرم كاليستيوس تلميذ بيلاجيوس وكل من يقبله ويقبل تعاليمه، في القانون الأول والرابع:

القانون الأول:"لو أن أي أسقف (metropolitan) فصل نفسه من هذا المجمع المسكوني المقدس، وانضم إلى مجمع المنشقين (المرتدين)، أو سينضم إليهم فيما بعد، أو وافق على تعاليم كاليستيوس (البيلاجي) أو سيوافق عليها، هو ليس لديه أي سلطة على أساقفة مقاطعة إيبارشيته، وهو مُستبَعد ومُعلَّق بواسطة المجمع من كل شركة الكنيسة. وإنه واجب على جميع أساقفة الإيبارشية أنفسهم، والأساقفة المجاورين، الذين هم أرثوذكسيون، أن يحرموه تمامًا من الأسقفية" (تاريخ مجامع الكنيسة Hefele, C. J, Vol. 3, p. 73؛ أنظر أيضًا: مجموع الشرع الكنسي ص333، 337؛ قوانين عصر المجامع ص 129).

القانون الرابع: "لو أن أي أحد من الإكليروس سوف ينشق (يرتد)، سواء سرًا أو علنًا ويتفق مع (تعاليم) نسطور وكاليستيوس، المجمع يُقرر أنهم أيضًا يكونون مقطوعين" (تاريخ مجامع الكنيسة Hefele, C. J, Vol. 3, p. 74؛ N.P.N.F, S. II, VXIV, p. 461, Canon IV؛ انظر أيضًا: مجموع الشرع الكنسي ص338، قوانين عصر المجامع ص131).

ويتلخّص إيماننا في هذا الأمر: أننا كُنّا في آدم حينما أخطأ؛ فصرنا فيه خطاة ومائتين وفاسدين.

يقول القديس أثناسيوس الرسولي: "وهكذا أيضًا قد خُلِق جنس البشر على صورة الله. لأنه وإن كان آدم وحده قد خُلِق من التراب، إلّا أنه فيه كانت توجد كل ذرية الجنس البشري" (ضد الآريوسيين مقالة 2، فصل19، فقرة 48). ويقول القديس كيرلس الكبير: "لأننا أخطأنا في آدم أولًا، ودُسنا تحت الأقدام الوصية الإلهية" في تفسيره يوحنا (18: 22). ويقول: "كُنّا في القديم مهزومين وساقطين في آدم... عن طريق الأكل نحن كُنّا مهزومين في آدم" (شرح إنجيل لوقا عظة 12)، "صرنا شركاء مخالفة آدم، ومن جرّاء أخطائه عُوقبنا، إذ طالت اللعنةُ الجميعَ، والغضبُ امتدّ على نسله" (السجود والعبادة بالروح والحق - مقالة11).




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx