اسم المستخدم

 

كلمة المرور

 

    
 
بحث
اللغه
select
السنة السابعة والأربعون06 سبتمبر 2019 - 1 نسئ 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 33-34

اخر عدد

خدمة الآخر

نيافة الأنبا موسى

06 سبتمبر 2019 - 1 نسئ 1735 ش

من المُستحسَن أن لا يقف الخادم مع الشباب عند حدود التخلُّص من السلبيات.. ولابد أن يتحرك بفهم نحو اقتناء الإيجابيات، وتقديس الحياة لله، والاتجاه نحو خدمة الله من خلال الإنسان والآخر..

فالشاب المؤمن يجتاز أربع مراحل :

1- أن يقتنع بضرورة الانتصار على الخطايا، والتخلص من العادات السلبية، والعثرات، ويبتعد عن أصدقاء السوء، والعبوديات والانحرافات المختلفة... هذا أمر جوهري طبعًا، ويساعدنا فيه الاعتراف.

2- وأن يبدأ في إشباع نفسه روحيًا، بوسائط النعمة المتنوعة: كالصلاة‎، وقراءة كلمة الله، وحضور الاجتماعات الروحية، والقراءة الروحية، والتناول، والصوم، والتسبيح والأنشطة البنّاءة في مسابقات متنوعة: روحية، ثقافية، اجتماعية، رياضية... الخ. والاستفادة بالعطلة الصيفية... فهذا أمر إيجابي هام، من خلاله يثمر روح الله في داخل الشباب ثماره: مثلَ «مَحَبَّةٌ، فَرَحٌ، سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ، لُطْفٌ، صَلاَحٌ، إِيمَانٌ، وَدَاعَةٌ، تَعَفُّفٌ» (غل5: 22).

3- وأن يتقدس للسيد المسيح، هيكلًا طاهرًا، وملكية خاصة للرب: فكرًا، وحواسًا، ومشاعر، وإرادة، وسلوكًا، وأفعالًا في حياته اليومية، لدرجة أن يقول: «أَنَا لِحَبِيبِي وَحَبِيبِي لِي. الرَّاعِي بَيْنَ السَّوْسَنِ» (نش6: 3)، فهذه درجة أفضل بالطبع.

4- ليكن دفع الشباب نحو خدمة إخوته، سواء في حقل التربية الكنسية، أو في افتقاد الشباب لربطهم بالكنيسة والسيد المسيح، فهذا هدف جوهري وهام، ليس فقط لخدمة الآخرين، كأعضاء في جسد واحد، ولكن حتى في خدمة الشباب أنفسهم، لأن الخدمة مفيدة في:

أ- تحديد معالم الشخصية روحيًا.. إذ تتكون للشباب رؤيا حياتية مقدسة، والتزام بطريق الملكوت.

ب- ضبط مسار السلوك اليومي كقدوة للآخرين.. إذ يعرف خطورة العثرة على حياته وعلى حياة إخوته.

ج- بناء روحي مستمر.. من خلال الممارسات الروحية للخادم، فالتوقف في الطريق الروحي رجوع أكيد.

د- بناء فكري مستمر.. من خلال الدراسات المقدمة أو المطلوبة من الخادم، حتى ينمو فكريًا بطريقة تفيده وتفيد إخوته.

ه‍- نمو في المحبة.. حيث يخرج الشباب من ذواتهم إلى السيد المسيح، وذلك من خلال علاقته بالآخر، سواء الآخر الديني أو الاجتماعي.

خطر - إذًا - أن تخلو خدمتنا للشباب من هذا البعد الكرازي (داخل الكنيسة)، والشهادي (في المجتمع)... هذا حديثنا في العدد القادم إن شاء الله.

(يتبع)




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق  
موضوع التعليق  

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx