إذا كانت الأركان الأساسية للعملية التعليمية الكنسية هي: "المعلِّم – المنهج – المتعلّم"، وقد تحدثنا تفصيليًا عنها خلال الأعداد الثلاثة الماضية، فإن هناك مساعِدات أو مُكمِّلات هامة، حيث يسهّل تواجدها العملية التعليمية، ويجعلها أكثر يسرًا وأكثر فاعلية، وأيضًا أكثر متعة. وهذه المساعدات يجب أن توجد بالضرورة في الكليات والمعاهد والمراكز التعليمية.

ويمكن أن نعدّد هذه المساعدات تحت عشرة عناوين هي:

أولاً: المبنى: يجب أن يكون مقر العملية التعليمية مناسبًا من ناحية التصميم الهندسي والاستخدام الأمثل لكل مكوناته، مع الأخذ في الاعتبار التهوية والإضاءة واعيدلسعة وغيرها من الإضافات الجمالية، والنظافة والألوان...

ثانيًا: المدرج: وهو الفصل الدراسي الذي يسمح برؤية المعلّم والشرح الذي يقوم به بكل سهولة ويسر. وتختلف سعة المدرج وإمكانياته الصوتية والمرئية حسب المكان. ويُعتبر وجود المدرج أحد العوامل الأساسية في جدية العملية التعليمية للمعلم والمتعلم على حدٍّ سواء.

ثالثًا: المعمل: سواء معمل الكمبيوتر (IT) أو معمل اللغات، والمُجهَّز تجهيزًا فنيًا يتناسب مع عدد المتعلمين، والإمكانيات التي تسمح بتعليم اللغة تعليمًا جيدًا. وقد صارت هذه المعامل ضرورة مع تقدم علوم العصر. ويدخل تحت هذا العنوان معمل الفن أو معامل المهارات، وكذلك استوديو الصوت لتسجيل الألحان والصلوات.

رابعًا: المكتبة: وهي التي تحوي كتبًا وأوراقًا، وفيها نظم الإطلاع والبحث والقراءة، كما تسمح بعضها بالاستعارة. ويجب أن تكون الكتب مُصنَّفة تصنيفًا جيدًا، ومحفوظة بحالة جيدة. وتكون المكتبة ذات مساحات تسمح بكل إضافة، وتكون مبهجة لكل من يتعامل معها.

خامسًا: المتحف: وهو المكان الذي يُحفَظ بعض الأشياء التي تعبّر عن الماضي وقيمته، وكانوا قديمًا يمنعون لمس مقتنيات المتحف ويكتبون: Please do not touch (رجاء عدم اللمس). أما الآن فقد تغيرت هذه النظرة إلى Please touch (رجاء المس المقتنيات) وهذا يساهم جدًا في العملية التعليمية بصورة واضحة. ويشمل المتحف صورًا ورسومات ومقتنيات تترواح قيمتها مع ندرتها أو قدمها أو غرابتها، كما يمكن أن يكون المتحف متخصصًا عن شخص واحد أو حقبة زمنية واحدة.

سادسًا: المسرح: وهو قاعة كبيرة أو متوسطة تسمح بالعروض الثقافية والفنية والأدبية، والتي تساهم في تقديم المادة التعليمية بصورة مُجسَّدة وذات جاذبية، مثلما تُعرَض مسرحية باللغة القبطية عن أحداث مجيدة في تاريخ كنيستنا، أو تُلقي محاضرة أو محاضرات حول موضوع واحد، مثل المؤتمرات العلمية والبحثية. كما يمكن استخدام المسرح في المناسبات الاحتفالية على تنوعها، أو في افتتاح وختام العام الدراسي مثلاً في الكليات والمعاهد الكنسية.

سابعًا: المعرض: وهو عبارة عن قاعة ذات مساحة مناسبة تسمح بعرض الأيقونات القبطية، أو الكتب التي يصدرها الآباء والأساتذة، أو عرض أبحاث الطلبة والدارسين، أو تقديم صور ورسومات عن مكان معين (دير أو كنيسة قديمة أو...)، أو عن شخص معين لمراحل حياته التي تقدّم صورة مضيئة من رواد التعليم الكنسي وغير ذلك.

ثامنًا: المعلومات: وهي غرفة أو أكثر تُسمى عادة "الأرشيف"، وتشمل كافة الرسائل والوثائق والصور التي تُجمَع خلال عمر المنشأة التعليمية وتعبّر عن تاريخها، كما تشمل الكتب والمجلات والنشرات والدعوات التي تُوزَّع في كافة المناسبات. وتحتاج غرفة المعلومات إلى تصنيف وترتيب واهتمام لأن التاريخ هو الحياة، وهذه المعلومات تمثل الجذور لحياة المنشأة التعليمية وتطورها عبر السنين.

تاسعًا: المكاتب: يجب أن يتضمن أي معهد دراسي كنسي عدة مكاتب للسادة المحاضرين من الآباء والأساتذة، جيدة التأثيث ومريحة من ناحية الإضافة والتهوية والترتيب، وهذا يساهم في احترام المحاضر ويبيّن اهتمام الإدارة به، كما يكون مكتب المحاضر مكانًا لمقابلة الدارسين أو المتعلمين لتنمية الرابطة الروحية التي تربط بين الطرفين، مما يفعِّل حياة التلمذة الروحية المنشودة.

عاشرًا: المخزن: وهو المكان الذي يسمح بأن تكون كل الأماكن الأخرى نظيفة ومرتبة جيدًا، خالية من أي تلوث بصري. والمخزن يمكن أن يكون مكانًا للهدايا واحتياجات العملية التعليمية واحتياجات الإدارة، وكذلك مكانًا للأجهزة مثل البروجيكتور أو الميجافون أو الشاشات وغير ذلك، ويكون جاهزًا لتقديم العون الفني في أيّة مناسبة.

كما يمكن أن يكون هناك "ملعب" للرياضية الجسدية، أو على الأقل حديقة خضراء جيدة التنسيق تسمح بالمشي والتأمل والراحة والهدوء النفسي.