اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة السابعة والأربعون20 سبتمبر 2019 - 9 توت 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 35-36

اخر عدد

فضائل أجدادنا الشهداء

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

20 سبتمبر 2019 - 9 توت 1736 ش

في تذكار احتفال كنيستنا بعيد النيروز، نتذكر الإيمان الذي سكن في قلوب أجدادنا الشهداء، والأكاليل التي نالوها في المجد السماوي. نتذكر أن دماءهم كانت هي بذار الإيمان المسيحي، فبعذاباتهم وقبولهم الموت كانت الكنيسة تنمو وتكثر وينضم إليها مؤمنون جدد. نتذكر كنيستنا القبطية، أم الشهداء، التي قدمت أعدادًا بلا حصر من أبنائها في ميادين الاستشهاد، حبًّا في الاله الذي بذل ذاته عنهم.

في كل مرة نتذكر فيها أجدادنا الشهداء، فاننا نتذكر فضائلهم لكي نتبع خطواتهم...

1- تميزت حياة أجدادنا الشهداء بالثبات: فقد ثبتوا في محبة الرب بعزم القلب رغم كل الضغوط التي قابلوها، ضغوط جسدية بتعذيب الجسد، ضغوط عاطفية بترك الأهل، وضغوط أدبية بالتحقير التشهير والإذلال وفقد الممتلكات. ولولا أنهم كانوا ثابتين في حب الرب ووصيته الإلهية، لتنازلوا عن إيمانهم امام كل هذه الضغوط. ثباتهم في الرب لم يكن مرتبطًا بالظروف.. لنثبت مثلهم في الرب بارتباطنا بالأسرار الإلهية وتمسُّكنا بوسائط النعمة.

2- تميزت حياة أجدادنا الشهداء أيضًا بالأمانة وعدم التمرد: فقد كانت أمانة الشهداء كاملة حتي تجاه الملوك مضطهديهم، فلم يخن المسيحيون سيدًا أو ملكًا أو مُضطهِدًا، بل كانوا في خضوع تام للسلطان بحسب وصية الكتاب، طالما كان الأمر لا يمسّ الإيمان، فشهداء الكتيبة الطيبية بقيادة القديس موريس كانوا 6666 جنديًا مُسلَّحين للحرب، لكنهم بكل أمانة أبدوا خضعوهم للملك. لم يتمرد المسيحيون أبدًا على الولاة أو الأباطرة أو الملوك. لم يثوروا ضدهم، لكنهم كانوا يتمسكون بأمانتهم تجاه الله، بل كانوا يصلّون أيضًا من أجل مضطهديهم، ويقدمون لهم حبًّا وتسامحًا، إلّا أنهم في أمر الإيمان كانوا يُصرّون أنه ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس.

3- تميزت حياة اجدادنا الشهداء بالعفة: فقد كان أجدادنا الشهداء يتمسكون بعفتهم في ساحات الاستشهاد، لأنهم كانوا يدركون تمامًا أن تخلّيهم عن عفّتهم هو ما يفصلهم عن الإله الذي أحبوه. كان الولاة يعلمون ذلك جيدًا، لذلك كثيرا ما مارسوا الضغوط على آبائنا الشهداء ليفقدوهم عفّتهم، لكنّ أباءنا تمسكوا بعفتهم حتى الموت.. لذلك رفض الشهيد مارجرجس بقوة أن يسقط في الدنس رغم الضغوط التي مورست عليه في حبسه، وارتضت ثيؤدورة العفيفة أن تهرب من بيت الخطية -لا أن تهرب من الاستشهاد- عندما عرض عليها ديديموس الشاب العفيف أن تبدّل ملابسها معه لتخرج من بيت الدنس سالمة، فهربت من الدنس ولم تهرب من الاستشهاد.

4- تميزت حياة أجدادنا الشهداء أيضًا بالفرح: فقد قابلوا كل ألوان الضيق العذاب بالفرح دون تذمر أو ضيق، فكانت السجون مخادع ترتفع منها الصلوات العميقة، يتعزون فيها بالأفراح والتعزيات. بهذا الفرح استطاعت الأمهات أن يقدمن أبناءهن على مذابح الاستشهاد دون حزن، كالأم دولاجي والقديسة رفقة. وكان هذا الفرح هو السبب الذي من أجله قبل الكثيرون الإيمان عندما شاهدوهم يُقبلون على الموت فرحين! كان الفرح بسبب يقينهم أنهم يتركون عالمًا يفنى لكي يربحوا آخر يبقى إلى الأبد، يتركون عالمًا مليئًا بالآلام لكي يربحوا عالمًا بلا ألم. يقينهم أنهم عندما يشتركون في الآلام من أجل الرب، لابد أن يتمجدوا معه أيضًا في السماء.

لذلك في تذكار عيد النيروز، اجتهد أن تحيا متمسِّكًا بأمانتك تجاه الجميع حتى غير الأمناء، ثابتًا في محبة الرب، محتفظًا بعفّتك التي تفرحه، أخيًرا فرحًا رغم كل الآلام، فأنت ابن لهؤلاء الشهداء.. ينبغي أن تحمل نفس صفاتهم.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx