نحتفل بعيد الصليب مرتين في السنة، في 10 برمهات و17 توت. والصليب بالنسبة لنا ليس مجرد خشبة صُلب عليها رب المجد ولكنه...

1) رمز للمسيح: «عَامِلًا الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ» (كو1: 20)، «فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ: لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ.لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ» (مت28: 5).

2) علامة التبعية: «وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي» (مت10: 38)، «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي» (مت16: 24).

3) علامة فخرنا: «وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ» (غلا6: 14).

4) علامة إيماننا: به نعلن ايماننا بالتثليث والتوحيد. وبه نعلن إيماننا بالتجسد وبعمل الروح القدس.

5) علامة محبة الله لنا: لولا محبة المسيح ما صُلِب ولا احتمل كل الآلام لأجلنا «لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ...» (يو3: 16)، «وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا» (رو5: 8).

6) علامة قوة الله: حينما صُلِب المسيح على الصليب ظهرت قوته على الرغم من منظر الضعف. فحينما صُلِب صارت ظلمة على الأرض كلها من وقت الساعة السادسة إلى وقت الساعة التاسعة، والصخور تشققت والأرض تزلزلت والقبور تفتحت، وقام كثير من الأبرار ودخلوا المدينة بعد قيامته.

وبالصليب تظهر قوة الله في هزيمة الشيطان، فهو يتذكر ما حدث له على الصليب من هزيمة. «فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ» (1كو1: 18).

قال القديس يوحنا ذهبي الفم: "ارسم علامة الصليب على جبهتك لأنه ليس فقط لا يقدر أي عدو بشري أن يضرّك بأيّة صورة، بل حتى الشيطان نفسة حينما يراك في أي موضوع محميًا بهذا السلاح". وقال القديس أثناسيوس: "من يريد أن يطلب برهانًا عمليًا فليأتِ لينظر كيف تبطل خداعات الشياطين والعرافة الكاذبة وعجائب السحر بمجرد رسم علامة الصليب، وسوف يري كيف يهرب الشيطان بقوة هذه العلامة".

7) علامة شركة مع الله: «مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي» (غلا2: 20). «لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ» (في3: 10).

8) علامة البركة: به نبارك كل شيء، الطعام والملبس والبيوت والمياه والأشخاص، وحتى في الاسرار نبارك به كل شيء: المياه والزيوت والقربان والأشخاص.

9) علامة فداء وكفارة دائمة: «يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ. وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا» (1يو2:2). وهو محتفظ بجراحاته لكيما يكون ذبيحة فداء دائمة وكذلك كفارة دائمة، يشفع فينا دائما أمام الآب.

10) علامة مجيئه الثاني: «وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ» (مت24: 29، 30).