اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة السابعة والأربعون04 أكتوبر 2019 - 23 توت 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 37-38

اخر عدد

دروس روحية من سفر هوشع (4)

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

04 أكتوبر 2019 - 23 توت 1736 ش

 في الأصحاحين السابع والثامن من سفر هوشع، يتحدث الله إلى شعبه ويظهر لهم خطاياهم، كما يحدثهم عن خطايا ملوكهم ورؤسائهم، وأخيرًا يعلن الرب لهم تأديباته بسبب تعدياتهم على الوصية وتركهم لطريق الرب. وفي هذه الكلمات من الوحي الالهي رسالة شخصية لكل منّا أن ننتبه لخطايانا، وأن نحرص على الطلبة من أجل المدبِّرين والرؤساء، لئلا تصيبنا تأديبات الرب.. وهذه بعض الأفكار لنراجعها مع انفسنا..

1- الله يعاتب شعبه على خطاياهم:

يذكر الرب في حديثه مع شعبه العديد من الخطايا ويعاتبهم عليها «قد صنعوا غشًّا.. ونهبوا في الخارج» (هو7: 2)، «الآن قد أحاطت بهم أفعالهم. صارت أمام وجهي»، وهنا يذكّر الرب الشعب أن كل ما يصنعوه من خطايا هي ظاهرة أمام عينيه، والوحي الإلهي بهذا يذكّرنا أن كل خطايانا وأفعالنا مكشوفة أمام عيني الرب. وهذا الفكر يجعل الإنسان حريصًا لئلا يخطئ، فيذكّر ذاته دائمًا أن خطاياه -حتى وإن كانت على مستوى الفكر- ليست مخفية عن عين الرب، الذي كل شيء مكشوف وظاهر أمامه، تمامًا مثل ما تكلم يوسف الصديق قائلًا: «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟»

وفي (هو7) يتحدث الرب عن خطايا الشعب الرئيسية وهي: الخلطة الرديئة «أفرايم يختلط بالشعوب» وهي تحذير لابناء الله لئلا يصيروا مشابهين للعالم عندما يختلطوا بأهله. وخطية الشيخوخة الروحية «وقد رُشَّ عليه الشيب وهو لا يعرف»، والشخوخة الروحية هي حالة من التكاسل في العبادة، والاستسلام للراحة والتكاسل عن خدمة الإخوة، والتماس الاعذار للنفس، مما يحزن قلب الرب. وأخيرًا خطية الكبرياء «لا يرجعون إلى الرب إلههم ولا يطلبونه»، والكبرياء ياتي عندما يشعر الإنسان أنه لم يعد في احتياج إلى الرب.

2- الله يعلن خطايا الملوك والرؤساء:

يذكر الكتاب قائمة كبيرة من خطايا الملوك، يبدأها بهذا العتاب: «بشرّهم يفرحون الملك، وبكذبهم الرؤساء»، فقد صار ما يفرح الملوك ليس الاستقامة ولكن الشر! وتحت هذه الخطية تندرج كثير من الخطايا يختمها بعتاب محزن «جميع ملوكهم سقطوا. ليس بينهم من يدعو إليّ» (هو7:7)، والكلمات إشارة إلى فشل الملوك في تقديم الخدمة والرعاية لشعبهم، وعندما تكون الرأس مريضة، الجسد كله يصير مريضًا، لذلك فإن خطية الرؤساء عظيمة.

ولهذا تخصّص الكنيسة أواشي خاصة للصلاة من أجل الملوك والرؤساء، ومن أجل كل من هم في منصب، وأوشية أخرى من أجل الأب البطريرك والآباء الأساقفة وجميع رتب الكهنوت، لذلك تحتاج الرعية أن تصلّي دائمًا من أجل القادة الروحيين والعلمانيين لكي يعطيهم الرب حكمة وفهمًا، فلا يتركون الشعب يترك طريق الرب، فدائمًا ما يحتاج المدبّر لصلوات الشعب حتى لا يتكاسل عن خدمة الرعية.

3- الله يعلن تأديباته لشعبه:

ويذكر الرب قائمة طويلة من التأديبات التي يتعرض لها الإنسان عندما يترك طريق الرب:

+ «صار أفرايم كحمامة رعناء بلا قلب»، وهذا إشارة إلى الاندفاع وعدم الحكمة في التدبير.

+ «يدعون مصر ويمضون إلى أشور»، وهو إشارة إلى لجوء الإنسان لطريق الشر، واشتياقة للعودة إلى أرض العبودية. لذلك ثبات الإنسان في طريق الرب يعفيه من شماته العدو فيه «كالنسر على بيت الرب» (هو8: 1).

+ «إلى متى لا تستطيعون النقاوة» وهي إشارة إلى فقدان الإنسان لحالة النقاوة بسبب انفصاله عن الرب.

+ «زنخ عجلك يا سامرة» إشارة إلى الاحتياج للطعام الروحي الطيّب إذ فسد الطعام.

+ «يزرعون الريح ويحصدون الزوبعة» (هو8: 7)، وفي ذلك إشارة إلى انعدام الثمر الروحي في حياة الإنسان.

«وإذا صنع، فالغرباء تبتلعه»، إشارة إلى حاله الفقر الروحي بسبب استيلاء الشيطان على كل أتعاب الإنسان وبركاته.

«نسي إسرائيل صانعه وبنى قصورًا»، إشارة إلى الانصراف عن طريق الرب، وانشغال الانسان بالعالم واهتماماته.

ومن هذه الآيات نستطيع أن ندرك حزن الرب على خطايانا كشعب ورؤساء، وعتابه وتأديباته التي هي بمثابة إنذار لنا جميعًا. لذلك لنراجع طرقنا ونصرخ للرب قائلين: "امنحني يا سيدي القوة لكي أستجيب لصوتك يناديني أن أراجع طرقي وأعود إلى طريقك".




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx