اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة السابعة والأربعون04 أكتوبر 2019 - 23 توت 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 37-38

اخر عدد

مصادر المشاكل الأسرية - أولًا: المصادر الشخصية..

نيافة الأنبا موسى

04 أكتوبر 2019 - 23 توت 1736 ش

3- الشــك

الشك أخطر آفة في حياة الأسرة، فهو ينخر في عظامها كالسوس، في بطء وربما بسرعة، ولا يتركها قبل أن يدمرها.

1- وتبدأ رحلة الشك من فترة ما قبل الخطوبة، فالشاب الشرقي يستحيل أن يقبل فتاه عليها غبار في سمعتها، مهما كانت الزوايا الإيجابية الأخرى. ومع أن الشاب نفسه قد يكون له خبرات عاطفية مع أكثر من شابة. لذلك من المناسب والمنطقي أن نتعامل مع الواقع، ونتخلى عن الرومانسية، فإن أكثر الشبان انحرافًا، يطلب في شريكة حياته قمة الطهارة، ويبحث عن هذا النوع فقط، بسبب رواسب الشك التي تملأ ذهنه تجاه الشابات، نتيجة خبراته السيئة السابقة.

من هنا نصرخ في وجه بناتنا ونقول: "لا تستسلموا لمشاعر عاطفية مع أحد، ما لم تطمئنوا أننا في الإطار الرسمي والتنفيذي للزواج". ومن المؤكد أن مشاعر الشاب صادقة غالبًا، ما لم يكن إنسانًا منحرفًا، لكن من أدرانا أن هذه العلاقة ستستمر دون أن تتغير تاركة رواسب السمعة الرديئة للفتاة؟!

ومن أدرانا أن هذه العلاقة ستنتهي إلى زواج؟! إن عقبات كثيرة قد تنشأ: مادية، واجتماعية، وثقافية، وأُسرية.. ربما تحول دون إتمام الزواج، فماذا تركت هذه العلاقة العاطفية للطرفين، سوى خبرة مرة وسمعة سيئة؟!

لهذا نوصي الشباب ألّا يسرعوا إلى علاقات عاطفية غير ناضجة، وغير روحية، ولا تنتهي إلى زواج، بل إننا نقول: إن هذه الثنائيات تدمر حياة الكثيرين، إما بالصدمات العاطفية، أو بالفشل الدراسي، أو بالسمعة السيئة. والأفضل أن ينتظر الشباب إلى الوقت المناسب للزواج، حيث يكونون مُهيَّئين لذلك: روحيًا ونفسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، ليكون الزواج ناجحًا. وكم من زواج بُنِي على عاطفة بشرية، ثم انقلب إلى كراهية رهيبة؟!!.

إن العاطفة وحدها لا تكفي في اختيار الشريك، بل لابد من صلاة حارة، وتفكير ناضج، ونفسية مستقرة، واستعداد مادي، وتوافق اجتماعي وأُسري وثقافي.. إلخ. هل ننسى هذا كله، ونتصور أن الهيام العاطفي يمكن أن يبني بيتًا وكنيسة؟! مستحيل!!

2- ثم تستمر رحلة الشك في مرحلة الخطوبة نفسها، إذ يحاول الولاء المطلق. وهنا ملاحظتان هامتان:

أ- أحيانًا يصرّ أي من الطرفين أو كلاهما على معرفة ماضي أحدهما الآخر. والماضي ملك خالص بين الإنسان وإلهه. ونبش هذا الماضي مهما جاء في جو رومانسي حالم، ومهما كانت الوعود بأنه لن يتذكره أحد، ولن يؤثر في مشاعره، إلّا أن الضعف البشري والواقع الاختباري، يؤكدان أن هذا الأمر ستكون له آثاره المدمرة على مستقبل العلاقة الأسرية.

ب- وأحيانًا أخرى يتباسط الخطيبان في العلاقة بينهما، وفي التعبير عن المحبة بأساليب حسية مهما كانت بسيطة في نظرهما.. لكن سرعان ما يتسلل شيطان الشك، خصوصًا إلى الخطيب، ويتصور أن خطيبته لها خبرات سلبية خاطئة، وإلا فلماذا قبلت؟! وكثير من الخطوبات فُسِخت لهذا السبب.

3- ويجد الشك فرصة أخرى بعد الزواج في صور متعددة مثل:

أ- الجهل الجنسي: الذي يتصور معه الزوج أن زوجته ليست عذراء، أو تتصور الزوجة أن زوجها غير قادر لأسباب نفسية أو عضوية مختلفة.

ب- الوشايات الكاذبة: المغرضة، للإيقاع بينهما.

جـ- الغيرة الشديدة: إذ يرى أحد الشريكين في تباسط شريكه مع أصدقاء أو أقرباء، ما يوحي إليه بعلاقة ما.

د- غياب الزوج لفترات طويلة: مما يوقعه في وهم خيانة الزوجة، أو يوقع الزوجة فعلًا في مشاكل، أو يسبب ضغوطًا خارجية على جو الأسرة، تتطاير أخبارها إلى الزوج الغائب.

وأيًا كانت الأسباب، فإن السبب الجوهري وراء كل المتاعب، هو غياب الحياة المسيحية الحقيقية.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx