اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة السابعة والأربعون04 أكتوبر 2019 - 23 توت 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 37-38

اخر عدد

الشهادة للحق وسط الظروف الصعبة

القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو

04 أكتوبر 2019 - 23 توت 1736 ش

الشهادة للحق هي من صميم منهج أولاد الله. الذين عرفوا المسيح واتّحدوا به.. إذ هو الطريق والحق والحياة (يو14: 6).

كلّما كانت الظروف المحيطة بنا صعبة وضاغطة، كلَّما كانت شهادتنا للحق لها قيمة كبيرة عند الله، إذ أنّ التضحيات تكون أكبر.. لأنّ الإنسان في هذه الحالة يكون كَمَن يَسبَح ضِدّ التيار.. ولكن ستأتي ساعة تهدأ فيها كلّ التيارات ويتّضح الفارق بين الأسماك الميّتة التي جرفتها الأمواج وألقتها خارجًا، والأسماك الحيّة التي قاومت وشهدت للحق فعاشت ونَمَت وتكاثرت..!

يضع لنا الله في الأسفار المقدَّسة بعض المبادئ والإرشادات التي تفيدنا في الشهادة للحقّ مهما كانت الظروف:

1- «ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس» (أع5: 29).. «إن كان حقًا أمام الله أن نسمع لكم أكثر من الله، فاحكموا لأنّنا نحن لا يمكننا أن لا نتكلَّم بما رأينا وسمعنا» (أع4: 19-20).. كانت هذه الكلمات للقديس الشجاع بطرس الرسول، في مواجهة اليهود الذين كانوا يقاومون الشهادة للمسيح القائم من الأموات بعنف ودهاء.. وهذا معناه أن نعطي الأولويّة لقول الحقّ والشهادة له مهما كان حجم التضليل من حولنا.

2- «لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر.. ومتى قدّموكم إلى المجامع والرؤساء والسلاطين فلا تهتمّوا كيف أو بما تحتجّون أو بما تقولون، لأن الروح القدس يُعَلِّمكم في تلك الساعة ما يجب أن تقولوه» (لو12).. فالروح القدس يساند الذين يشهدون للحقّ بدون أي التواء ولا خوف.. ونموذج يوحنا المعمدان شهيد الحق سيظل مضيئًا أمامنا إلى الأبد.

3- «آلام هذا الزمان الحاضر لا تُقَاس بالمجد العتيد أن يُستَعلَن فينا» (رو8: 18).. «ليس لنا هنا مدينة باقية، لكننا نطلب العتيدة» (عب13: 14).. فمهما تعرّضنا لآلام بسبب شهادتنا للحقّ، فهي لا تُقَاس بالأمجاد المُدَّخَرة لنا في السماء..!

4- «مجدًا من الناس لست أقبل» (يو5: 41).. «الله اختاركم من البدء للخلاص بتقديس الروح وتصديق الحق، الأمر الذي دعاكم إليه بإنجيلنا لاقتناء مجد ربنا يسوع المسيح» (2تس2: 13-14). فأبناء الله مدعوُّون لاقتناء مجد الله، وكلّ جهادهم في هذا الاتجاه.. لهذا هم غير محتاجين لأمجاد العالم، ويشهدون للحقّ بشجاعة غير خائفين من أيّة خسارة أرضيّة.

5- «أفأستعطف الآن الناس أم الله؟ أم أطلب أن أُرضي الناس؟ فلو كنت بعد أُرضي الناس لم أكُن عبدًا للمسيح» (غل1: 10).. هذه هي كلمات القدّيس بولس الرسول وهو يحارب أفكار التهوّد التي اجتاحت منطقة غلاطية.. وهذا يوضّح لنا أنّ أبناء الله الأمناء لا يهمّهم إرضاء الناس، بقدر ما يركّزون على قول الحقّ والشهادة الأمينة للإيمان المستقيم.

6- «اخضعوا لكل ترتيب بشري من أجل الرب.. لأنه هكذا هي مشيئة لله أن تفعلوا الخير فتُسكِتوا جهالة الناس الأغبياء.. أكرموا الجميع، أحبوا الإخوة، خافوا الله، أكرِموا الملك..» (1بط2: 13-17).. فالشهادة للحقّ لا تُعني التجاوز في حقّ الناس أو الطعن فيهم بأسلوب غير لائق.

7- «يصمت العاقل في ذلك الزمان، لأنه زمان رديء» (عا5: 13)، وهذا هو الحَدّ الأدنى للشهادة للحق، بالصمت وعدم مسايرة تيّار الباطل..

هكذا تكون شهادتنا للحقّ؛ بالمحبة والسلام، وبالأمانة في الكلام والسلوك، وبصُنع الخير في كلّ الظروف ولكلّ البشر.. وبالحياة حسب وصيّة الإنجيل.. فهذه هي الشهادة التي يطلبها الله..




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx