اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة السابعة والأربعون18 أكتوبر 2019 - 7 بابه 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 39-40

اخر عدد

عن الطمع

الأنبا تكلا - اسقف دشنا

18 أكتوبر 2019 - 7 بابه 1736 ش

أولًا: معنى الكلمة:

هو الرغبة في الشيء وإشتهاؤه. وقد جاء في الوصيه العاشرة من الوصايا العشر «لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ وَلاَ عَبْدَهُ وَلاَ أَمَتَهُ وَلاَ ثَوْرَهُ وَلاَ حِمَارَهُ وَلاَ شَيْئًامِمَّا لِقَرِيبِكَ» (خر20: 17)، وقال الرب إن الطمع بين أشر الخطايا التي تخرج من قلب الإنسان الشرير «لأَنَّهُ مِنَ الدَّاخِلِ مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ تَخْرُجُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ: زِنىً فِسْقٌ قَتْلٌ سِرْقَةٌ طَمَعٌ خُبْثٌ مَكْرٌ عَهَارَةٌ عَيْنٌ شِرِّيرَةٌ تَجْدِيفٌ كِبْرِيَاءُ جَهْلٌ.جَمِيعُ هَذِهِ الشُّرُورِ تَخْرُجُ مِنَ الدَّاخِلِ وَتُنَجِّسُ الإِنْسَانَ» (مر7: 21-23). ولذلك حذّر من الطمع «انْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ» (لو12: 15). وهكذا حذّر القديس بولس الرسول «وَأَمَّا الزِّنَا وَكُلُّ نَجَاسَةٍ أَوْ طَمَعٍ فَلاَ يُسَمَّ بَيْنَكُمْ كَمَا يَلِيقُ بِقِدِّيسِينَ» (أف5: 3). وقال القديس مار إسحق السرياني: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما بين إيدي الناس يحبك الناس".. وهناك أمثلة من الكتاب المقدس عن الطمع مثل:

1. الشيطان: الذي خلقه الله في صورة بهية، ولكنه للأسف نظر إلى الله وطمع في أن يأخذ كرامة ومجدًا ليسا له «هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: أَنْتَ خَاتِمُ الْكَمَالِ, مَلآنٌ حِكْمَةً وَكَامِلُ الْجَمَالِ. كُنْتَ فِي عَدْنٍ جَنَّةِ اللَّهِ. كُلُّ حَجَرٍ كَرِيمٍ سِتَارَتُكَ، عَقِيقٌ أَحْمَرُ وَيَاقُوتٌ أَصْفَرُ وَعَقِيقٌ أَبْيَضُ وَزَبَرْجَدٌ وَجَزْعٌ وَيَشْبٌ وَيَاقُوتٌ أَزْرَقُ وَبَهْرَمَانُ وَزُمُرُّدٌ وَذَهَبٌ. أَنْشَأُوا فِيكَ صَنْعَةَ صِيغَةِ الفُصُوصِ وَتَرْصِيعِهَا يَوْمَ خُلِقْتَ. أَنْتَ الْكَرُوبُ الْمُنْبَسِطُ الْمُظَلِّلُ. وَأَقَمْتُكَ. عَلَى جَبَلِ اللَّهِ الْمُقَدَّسِ كُنْتَ. بَيْنَ حِجَارَةِ النَّارِ تَمَشَّيْتَ. أَنْتَ كَامِلٌ فِي طُرُقِكَ مِنْ يَوْمَ خُلِقْتَ حَتَّى وُجِدَ فِيكَ إِثْمٌ» (حز28: 12-15).

2. آدم وحواء: هكذا أيضا آدم وحواء اشتهيا أن يصيرا مثل الله عارفي الخير والشر.. فسقطا...

3. عخان بن كرمي:  كان طمعه سببًا في هزيمة بني إسرائيل من قرية صغيرة اسمها عاي (يش7: 19-21).

4. آخاب ونابوت اليزرعيلي: وكان طمع آخاب سببًا في قتل نابوت، وقد عاقب الله آخاب وزوجته على ذلك (1مل11).

5. يهوذا الإسخريوطي: من أجل طمعه وجشعه باع المسيح وخسر كل شيء: أبديته ورسوليته وسمعته...

6. حنانيا وسفيرة:  طمعا وكذبا وخسرا أيضًا كُل شيء.

ثانيًا: خطورة الطمع:

الطمع من الخطايا الأمهات التي تقود إلى عدة خطايا أخرى منها:

1. عصيان الله: مثلما حدث مع آدم وحواء وعخان بن كرمي وشاول الملك.

2. الكذب: مثلما حدث مع جحيزي تلميذ إليشع النبي الذي كذب على نعمان السرياني وعلى إليشع.. فأُصيب بنفس مرض البرص... وكذلك حنانيا وسفيرة لم يكذبا على بطرس الرسول بل على الروح القدس.

3. السرقة: مثلما حدث مع يهوذا الإسخريوطي الذي كان يسرق ما يُلقى في الصندوق.

4. القتل: مثلما حدث مع آخاب الذي طمع في حقل نابوت اليزرعيلي فقتله.

5. الخسارة: كل الأمثلة السابقة في الطمع خسرت البركة والسلام وعاشوا في قلق وحزن.

6. فقدان الأبدية: قال القديس بولس الرسول «لاَ تَضِلُّوا!... وَلاَ طَمَّاعُونَ... يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ» (1كو6: 9، 10).

ثالثًا: علاج الطمع:

1. الكل باطل: لا بد أن نقتنع بأن العالم سيزول وكل ما فيه.. راجع ما قاله سليمان الحكيم في (جا2: 4-11).

2. القناعة: أن نقتنع أن سر السعادة هو "القناعة"، وليست في الممتلكات والمقتنيات. فالمال يشتري القصر لا السعادة ولا السلام ولا المحبة ولا راحة البال.. ويشتري السرير لا النوم الهادئ، ويشتري الطعام ولكن لا يشتري الشهية ولا الصحة.

3. الشكر: لابد من تعلم حياة الشكر كما تعلمنا الكنيسة أن نقول: "نشكرك على كل حال ومن أجل كل حال وفي كل حال".

4. البعد عن صداقة الطماعين: إن الخطية معدية.. تنتقل من شخص لآخر «لا تضلوا فإن المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة» (1كو15: 33). الطموح مشروع ولكن الطمع ممنوع.. لنجتهد ونبذل كل ما في وسعنا لنحيا حياة كريمة، ولكن نضع حدودًا لا نتخطاها.. حتى لا نفقد أبديتنا... آمين.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx