اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة السابعة والأربعون18 أكتوبر 2019 - 7 بابه 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 39-40

اخر عدد

لمسات طريفة في مشاوير الحياة

دكتور رسمي عبد الملك

18 أكتوبر 2019 - 7 بابه 1736 ش

"ليس في مشاوير الحياة متاعب إلا بقدر ما فيها من تشاؤم، قد تفشل في الحياة وتتعثر، لكن احذر اليأس، وتذكر أن كثيرين ابتدأوا حياتهم من الصفر ووصلوا إلى القمة، وهم الآن لا يصل إليهم مستوى البصر من كثرة ما قطعوا من أشواط النجاح، فالحياة مدرسة يتعلم الإنسان منها خلال مشوار حياته وخبرته المعاشة التي هي حصاد السنين".

دعني عزيزي القارئ بمناسبة قرار المجمع المقدس الأخير (يونيو٢٠١٩) بإنشاء قسم جديد لإعداد كوادر لخدمة كبار السن بمعهد الرعاية والتربية ابتداءً من هذا العام، أعرض لك بعض النماذج الانسانية التي تميزت بالعطاء المستمر، رغم العديد من التحديات والمصاعب والتجارب، أو رغم سن التقاعد، أو من تجاوزوا أحيانًا المائة عام! نماذج لا تعترف بالعمر الزمني وإنما بالعمر العقلي، الذي كلما زاد كلما نبغ، بل وأصبح أكثر قدرة على مزيد من العطاء...

(١) الألماني جوزيف جاكويز

طالعتنا جريدة الأخبار المصرية في ١٥/٦/١٩٩٦، تحت عنوان (عالم غريب)، بالخبر التالي من فرانكفورت، بأن هذا الألماني قد حصل على درجة الدكتوراة من جامعة فرانكفورت قبل بضعة أيام من احتفاله ببلوغ مائة عام من عمره! ويقول إنه يفخر بأنه أكبر طالب في العالم عمرًا، وكان قد التحق بالجامعة وهو في سن الثامنة والسبعين، وأنهى دراسته وهو في سن الثالثة والتسعين، وبدأ دراسته العليا حول زراعة الكروم! هل تفكر في استكمال دراستك؟

(٢) الياباني شوجانجي

اُشتُهر بصحته الجيدة والتحدث اللبق والممتع وعمره (١١٤) عامًا، ويطلقون عليه أكبر معمر في البشرية، أو عميد البشرية، فقد وُلد في اليابان في ٢٣ مارس ١٨٨٩، وعمل في تربية دودة الحرير، ثم عمل كموظف مصرفي، واحتفظ بصحة جيدة، وقدرة ورغبة للعمل، والأجمل قدرته على الاحتفاظ بالتحدث اللبق غير الممل وبشكل طبيعي في الخارج وبين عائلة ابنته التي كان يعيش معها حتى وافته المنية في ٢٨/٩/٢٠٠٣.

(٣) الأمريكية سارة كلارك

طالعتنا جريدة الأهرام المصرية في ٢٠/٤/١٩٩٨، أن موسوعة جينيس بنيويورك للأرقام القياسية، انها البالغة من العمر (١١٧) عامًا وهي أكبر معمرة في العالم بعد وفاة المعمرة الكندية ماري لوي فبروتي يوم الخميس ١٦/٤/١٩٩٨ والتي كانت تكبر بـ٢٦ يومًا عن سارة، وقد شهدت سارة (٧) حروب أمريكية، و(٣) اغتيالات لرؤساء دول، وغرق السفينة (تيتانيك)، ورحلة سفينة (أبوللو) للفضاء، ونصحت سارة الناس بالاهتمام بعملهم، وهزم القلق، وقالت إنها تكره النكد، وتعشق ممارسة ما تهواه من أنشطة بمرح وسعادة، وقالت إنها تكره الخضروات، وتعشق تناول الشيكولاته والبطاطس والحلوى!!

(٤) اللبناني علي محمد حسين الحطاب:

كتبت أ/ حورية أحمد (جريدة الأخبار المصرية عام ١٩٩٧) أن اللبناني علي، وُلِد في قرية قنايا عام ١٨٧٥، وكان لا يزال على قيد الحياة، يتمتع بسلامة الحواس ويتطلع إلى المزيد. ولم يغيّر المعمر اللبناني الذي دخل عامه - وقتئذ- الرابع والثلاثين بعد المائة، إيقاع حياته، ودراسته اليومية أو نظرته المتسامحة رغم أنه كان يعيش حربًا على لبنان بكل انواع القذائف والقنابل. هذا (الحطّاب) كان ينعم بدفء الحياة الزوجية، مع رفيقة حياته في قريته التي وُلِد بها، والتي تبعد ١٢٠ كم جنوب بيروت، وقرب أبنائه وأحفاده، يعيش هذا الحطاب، في بيت مكون من غرفة مشيدة من الحجر وسط مظاهر الطبيعة البكر التي تبدو أحد أسرار عمره الطويل، كان يقضي عمره بعيدًا عن كل مظاهر ضغوط الحياة الجديدة التي تستهلك طاقات الانسان، وتعجل بفنائه، وبذلك يكون هذا اللبناني قد كسر الرقم العالمي الذي سجلته موسوعة جينيس العالمية المتخصصة في رصد الأرقام القياسية، للعجوز الفرنسية جين لويس التي كانت تبلغ من العمر وقتئذ (١٢٠)عامًا.

(٥) طلبة وطالبات في سن ٧٥ عامًا

تعالَ معي نقرأ هذا الخبر الذي نشرته جريدة وطني المصرية، وهي تجول بِنَا (حول العالم)، فقد كتب لنا أ/ فريد عبد السيد هذا الخبر (من عدة سنوات): تتحدث أمريكا عن جامعة (نيوانجلند) بولاية (مين)، نالت هذه الجامعة شهرة واسعة في جميع أنحاء الولايات المتحدة الامريكية، وطلبة هذه الجامعة من كبار السن، من تجاوزوا ٦٥ عامًا، والعجيب أن هذا النظام التعليمي بالجامعة لا يقبل الطلبة الصغار الذين لم تبلغ أعمارهم سن الستين!! أنشأت هذه الجامعة هذا القسم عام ١٩٧٦، وكانت الدفعة الاولى حوالي ٢٠٠ طالب (عجوز)، يدفع الطالب ٩٠ دولارًا، مقابل الرسوم الدراسية في الجامعة التي تستمر عدة أسابيع. وتوسعت منظمة دار المسنين حتى أصبح عدد المسجلين للدراسة ٧٠ ألف طالب وطالبة أكبرهم في التسعين من عمره وأصغرهم في الخامسة والستين، وتقدم المنظمة برامج تعليمية في التخصصات الأدبية، والتربوية، والعلمية، داخل ٧٠٠ مؤسسة في ١٠ بلدان بأمريكا، كل حسب رغبته أو ميوله أو هواياته، وتنظيم برامج ترويحية ورحلات ترفيهية وثقافية، ومن المجالات التي تلقى قبولًا من هؤلاء الطلبة كبار السن (الفلاحة / تربية النحل / رعاية وزراعة الحدائق وتنسيقها). والجدير بالذكر أن اهم دافع للانتظام في الدراسة، وحتى تصبح الجامعة جذابة وشيقة، تقررعدم إجراء أيّة امتحانات، فالتعليم للمعرفة واكتساب مهارات حياتية يشعر كبير السن أنه يرغب في تحصيلها، فالتعليم للتعلم الذاتي، والعلم للعلم، لذلك ظهرت عليهم علامات النبوغ والإبداع والابتكار، مثل السيدة "دورثي" من بنسلفانيا (٧٥ سنة) التي رغبت في دراسة الكمبيوتر، وبعد أسابيع تفوقت في استعمال الكمبيوتر، حتى أُطلق عليها (المرأة التكنولوجية)!




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx