اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة السابعة والأربعون01 نوفمبر 2019 - 21 بابه 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 41-42

اخر عدد

الكلام

قداسة البابا تواضروس الثانى

01 نوفمبر 2019 - 21 بابه 1736 ش

عظة قداسة البابا في قداس تدشين كنيسة السيدة العذراء مريم والقديس يوحنا الإنجيلي في أنتوربين – بلجيكا يوم الخميس ١٧ أكتوبر ٢٠١٩م

في إنجيل هذا الصباح نقرأ مثل العذارى الحكيمات والجاهلات (متى25: 1-13)، ودائمًا نقرأ هذا النص في تذكار القديسات والشهيدات، واليوم هو تذكار القديسة حنّة أم صموئيل النبي. نقرأ هذا المثل ونتكلم عن السهر والاستعداد لمقابلة ربنا يسوع المسيح.

ونتساءل دائمًا: ماذا كانوا يفعلون في انتظار العريس؟ هل يتكلمون؟ هل يصلون؟ كيف كان وضعهم؟... من الأفعال التي نمارسها غالبًا في حياتنا اليومية هو الكلام، ولفعل الكلام أربعة أشكال هي:

1- شخص يتكلم مع الناس.

2- شخص يتكلم عن الناس.

3- شخص يتكلم مع الله.

4- شخص يتكلم عن الله.

النوع الأول: شخص يتكلم مع الناس:

هذا شيء جيد، فالله خلق الإنسان كائنًا ناطقًا له فكر وعقل. والكلام إنما له أساليب ومبادئ وإتيكيت. كيف يكون الصوت، وطريقة الكلام... والكلام مع الناس جيد طالما كان في إطار الاعتدال. والكتاب المقدس يعلمنا عند مقابلة إنسان غاضب أن «الجواب الليّن يصرف الغضب» (أمثال15: 1). تجد إنسانًا يتكلم بحكمة كلامًا عاقلًا وموزونًا، وعندما يشعر أن هناك مشكلة يكون كلامه كمثل الماء البارد الذي يطفئ النيران، فأنت «بكلامك تتبرر وبكلامك تُدان» (متى12: 37)، و«كثرة الكلام لا تخلو من المعصية» (أمثال10: 19). فهل تحفظ مبادئ الكلام والحوار مع الآخرين؟ وكيف تخاطب من حولك، سواء الأكبر أو الأصغر سنًّا؟

النوع الثاني: شخص يتكلم عن الناس:

وهنا دخلنا في باب الخطية.. فاللسان من الممكن أن يرتكب الكثير من الخطايا كالإدانة والنميمة ونقل الشائعات والشتيمة والحلفان، وغيرها... فمن يتكلم عن الناس يرتكب خطية. هناك وصية صغيرة من أربع كلمات «لا تدينوا لكي لا تُدانوا» (متى7: 1).. فكثيرًا ما يأخذ الإنسان صفة الحاكم والقاضي! وهناك حكمة تقول: "الفاضي يعمل قاضي"، أي الفارغ من نعمة وعمل الله. الإنسان المملوء من النعمة، كلماته بكون بحساب وموزونة. القديس سليمان الحكيم يعطينا هذه الصورة الرائعة «تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها» (أمثال25: 11)، تخيلوا الجمال والمجهود المبذول وراء هذه الصورة. نحن نصلي في الصلاة الربانية ونقول «اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا»، وهناك من تجد قلبه قاسيًا، وبفراغه الداخلي يمارس الحُكم على الناس. احذر يا أخي فلك نفس واحدة، إن خسرتها تكون قد خسرت كل شيء!

النوع الثالث: شخص يتكلم مع ربنا:

طوباه من يقضي وقته مع ربنا، بينه وبين الله محبة وعشرة، له حديث مع الله، ويسمع صوت الله في الإنجيل. قد نسقط في خطايا كثيرة وننسى حوارنا مع الله، ونصل أن يكون الإنسان لسانه أخرس أمام الله، لا يعرف كيف يتحدث معه. انتبهوا لنفوسكم.. الإنسان الشاطر من يقضي وقته مع الله باستمرار. لقد تعلمنا في الدير أن نخلط حياتنا وأعمالنا بصلواتنا. طوباك حين يكون قلبك مرفوعًا بالصلاة وأنت تمارس أعمالك. وكنيستنا من جمالها أعطتنا صلوات تناسب كل الظروف، فهناك صلاة من كلمة واحدة (كيرياليصون)، وهناك الصلوات السهمية القصيرة "يا ربي يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ"، وصلوات المزامير والتسابيح. هذا النوع الثالث من البشر هو من يقضي أوقاتًا في الحديث مع الله، فهذا تكون السماء فرحة به، وتكون سيرته حلوة، وحضوره مفرحًا، وفي أي مكان يصير مقبولًا.

النوع الرابع: شخص يتكلم عن الله:

نوع رائع.. شبع وامتلأ قلبه من محبة الله. الله ساكن في كل كلمة من كلامه.. وابتدأ يكرز ليبشر بالمسيح في كل مكان. إذا وجدت إنسان يثير النكد والحزن فهو بعيد عن الله، فحضور الله يسبّب حضور الفرح، فالإنجيل ما هو إلا "البشارة المفرحة"، لذلك من يعيش الإنجيل يعيش حياة الفرح. طوبى لمن ينتمي لهذا النوع الرابع من البشر، لأنه يتكلم عن الله، حتى وإن كان صامتًا تتعلم منه في هدوئه وسلامه، يلتف حوله الناس، ليس بسبب الشعبية أو الجماهيرية، لكن كما نحب العذراء مريم دون أن يراها أحد، فهي فخر جنسنا، نتعلم منها من كلامها القليل من وداعتها واتضاعها. طوباه من يتحدث عن الله من خلال اختباراته وروح الله الساكن فيه.

«تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك» (مزمور37: 4)... ربنا يباركم دائمًا ويحفظكم.. دشنّا اليوم كنيستكم الجميلة باسم القديسة العذراء مريم والقديس يوحنا الإنجيلي، والمذبح الجانبي باسم القديس الأنبا موسى القوي، والمعمودية باسم القديس يوحنا المعمدان.. أشكركم جميعًا، وأشكر محبتكم، وأنتهز هذه الفرصة لأشكر الكنيسة الكاثوليكية لتقديمها هذه الكنيسة، وفي خدمتها ورعايتها مع الكنيسة القبطية... أنا سعيد بهذه الخدمة.. ربنا يحفظكم جميعًا ويبارك حياتكم ويفرحكم بعمل الله، ويعطيكم السلام الداخلي لتربّوا اولادكم وبناتكم في مخافة الله، ورعاية الانبا أرساني وأبونا موسى، وتفرحوا وتعيشوا داخل الكنيسة.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx